عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
جمهورية مصر الفاضلة

جمهورية مصر الفاضلة

أتعجب من تزايد صفحات العودة للماضى وتصاعد حالات النستولوجية «الحنين للماضى» على المواقع ومنصات التواصل الاجتماعى، بصور متكررة ومبالغ فيها عن شوارع مصر القديمة وأبنيتها العتيقة على الطراز الفرنسى والبريطانى، فى الوقت الذي أرى فيه أن ما يحدث على أرض الواقع يقول إن «الحاضر أحلى» والمستقبل أفضل، لأنه بعقول وأيادٍ مصرية سمراء يدعم ارتفاع مؤشر النماء والتنمية فى أنحاء مصر والتوسع الهائل فى الإعمار والعمار فى كل بقعة من أرض مصر (راجعوا العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين).



إن الدولة المصرية بالعلم والإيمان الآن وفى توقيت قياسى، تحاول تصحيح أخطاء التاريخ كما فعل عالم الاجتماع ابن خلدون.. وفى الوقت نفسه فى طريقها لبناء «جمهورية مصر الفاضلة والمثالية»، على الطريقة الأفلاطونية، لكنها تليق بتاريخها العريق كمهبط للأديان السماوية ومهد كل الحضارات البشرية.

الناظرون إلى الخلف والحالمون بالماضى يرون جميعا الأبنية التي شيدها مستعمرون هى مصر، بينما الآن تتجه استعادة الشخصية المصرية وتطويرها مع النظرة الثاقبة إلى موقعها الفريد (راجع جمال حمدان) لاستعادة وجه مصر التاريخى والحضارى.

تدرك الدولة القوية القيمة التاريخية والحضارية للآثار الفرعونية والتراث المسيحى والإسلامى، وبدأت فى تنفيذ خطة طموحة لعودتها على الخريطة السياحية كمصدر مهم للدخل القومى، فضلا عن أنها مظهر يمثل تراث الأجداد، ومن الثابت التباهى به والعودة للماضى والجذور والحنين إلى أصوله، ولم تهمل الآثار الحضارية الحديثة (راجع افتتاح قصر البارون مؤخرا).

القيادة السياسية راهنت فى البداية بالثروة البشرية، وأطلقت حملة «100 مليون صحة»، للقضاء على فيروس C وإعلان خلو مصر من الفيروس القاتل بشكل أذهل العالم، وكان نجاح هذه الحملة من المؤشرات التي ساهمت فى مواجهة الفيروس الأخطر (كورونا اللعين) والتصدى له بشجاعة وإيمان، مما يؤكد استراتيجية وبُعد نظر الدولة فى التعامل مع الكوارث والأزمات، فضلا عن خطة القضاء على العشوائيات، لأنها ترى أن من حق كل مصري أن يعيش حياة كريمة، ولنا فى منطقة الأسمرات عِبَر، ولا تقتصر الخطة على القاهرة الكبرى بل فى كل محافظات مصر، ومحافظة الإسكندرية شاهد إثبات حقيقى، بعد أن طال التطوير الأسبوع الماضى بافتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي مشروع «بشاير الخير 2» للإسكان وعددًا من المشروعات القومية فى (قطاع البترول والصرف الصحي وتطوير محور المحمودية).

وتوالت مشروعات التنمية الضخمة والطموحة والإنجازات المدوية، وكانت قد استهلت بافتتاح قناة السويس الجديدة فى ظروف صعبة وزمن قياسى، فى الوقت نفسه تواجه قوى الشر والإرهاب لتتجلى عظمة مصر فى البناء والفداء، إيذانا ببداية نهضة ملاحية عالمية وتهيئة مناخ آمن وجديد للاستثمار بالمليارات. فضلا عن ملحمة الطرق والكبارى التي أحدثت ثورة حقيقية فى مصر.

ووسط كل هذا، تخوض القيادة المصرية ملاحم حقيقية للحفاظ على أمنها القومى بعزة وكبرياء إلى جانب القضاء على الإرهاب والمتأسلمين والمفسدين فى الأرض الذين استحلوا أملاك الدولة بحزم.



وهكذا تحقق القيادة السياسية حلم الجمهورية المثالية الأفلاطونية الفاضلة والدولة العادلة التي يقوم كل فرد فيها بالعمل الخاص بطبيعته:  وهكذا تترسخ فضيلة العدالة فى النفس البشرية: العقل يضبط الشهوات، العواطف تساعد العقل فى عمله، كالغضب من الأعمال السيئة، والخجل من الفساد والكذب.. والدولة العادلة هى التي يقوم كل فرد فيها بالعمل الخاص بطبيعته: الحاكم يحكم، الجندى يحرس، العامل يخلص فى عمله. وهكذا تكون العدالة الاجتماعية هى جزء من العدالة الداخلية (عدالة النفس).  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز