صحف إماراتية: تركيا الجار السوء للبلدان العربية
أ ش أ
تحدثت الصحف الإماراتية، اليوم الخميس، عن تمادي تركيا في اعتداءاتها وتدخلاتها في البلاد العربية ما يؤكد المرامي الحقيقية لأردوغان بشأن العمل على إحياء "الأمجاد العثمانية" المزعومة، واصفة إياها بجار السوء الذي لا يترك وسيلة إلا ويمارس من خلالها أبشع أشكال العدوان والصلف ضد الدول العربية.
أوضحت صحيفة "البيان"، في افتتاحيتها تحت عنوان"الأطماع التركية والحاجة للتحرك"أن الاعتداءات التركية على سيادة العراق لم تتوقف، وكانت ذريعتها بشأن القصف اليومي لشمال البلاد، هي ملاحقة حزب العمال الكردستاني، ما يمثل اعتداءً صارخاً على دولة عربية ذات سيادة، لكن التجاوزات الأخيرة في العراق تؤكد أن الأمر أبعد من ذلك، فالتوغل التركي داخل الحدود، وإنشاء قواعد عسكرية على أرض العراق، يكشف الأطماع التركية الحقيقية في البلاد العربية، ومساعيها لإقامة مناطق نفوذ داخلها.
وأكدت الصحيفة أن حادثة قصف قافلة لحرس الحدود العراقي وقتل جنود، بينهم ضابط رفيع في القوات المسلحة العراقية، ما هي إلا وجه من أوجه الغطرسة ورسائل تريد أنقرة إرسالها للعراق وغيره بأنها تعتبر محيطها العربي حديقتها الخلفية، وتستطيع أن تفعل به ما تشاء، وأنها تصول وتجول، وقادرة على استهداف رموز الدول دونما حسيب أو رقيب.
وأشارت إلى ان اعتداءات أنقرة وتدخّلاتها لم تكن لتتم لو أن هناك وقفة عربية جادة في وجه المغامرات التركية، ولو أن بعض الدول توقفت عن تسهيل تدخلات أنقرة في المنطقة، من خلال فتح أبوابها على مصراعيها لإقامة قواعد عسكرية وعقد تحالفات واتفاقيات أمنية واستراتيجية معها.
من جهتها، تحدثت صحيفة "الخليج "تحت عنوان "جار السوء" إن هذه الاستباحة «الأردوغانية» المتمادية لديار العرب، تفضح سياسات الرئيس التركي العدوانية التوسعية، وتكشف كم هو غارق في وهم «السلطنة»، عندما كان المحتل العثماني بجيشه الانكشاري يسيد ويميد في البلاد العربية ،إنه ينبش أوراق التاريخ البالية، ومن بينها «الميثاق الملي» الذي يقتطع أجزاء من شمال سوريا والعراق ويعتبرها أراضي عثمانية، لذلك هو يمارس هذا العدوان المفضوح على البلدين لعله يستعيد أملاكاً كان سرقها أجداده.
وأضافت أن العدوان التركي الأخير الذي استهدف موقعاً عراقياً لحرس الحدود قرب بلدة سيدكان شمال شرق مدينة أربيل، وأدى إلى مقتل ضابطين عراقيين مع سائقهما، نموذج لتحرك تركي غير مسبوق تجاه دولة جارة، كما أنه تعبير عن سياسة عدوانية لا تلتزم بالقوانين الدولية، ولا حتى بالحد الأدنى من علاقات حسن الجوار.
وأوضحت أن رغم الاحتجاجات العراقية المتتالية، والمطالبات المتكررة بوقف هذه الاعتداءات وسحب القوات التركية من الأراضي العراقية، إلا أن ذلك كان يلقى آذاناً صماء من جانب أنقرة التي كانت تتعمد تجاهل الموقف العراقي، الرسمي والشعبي، وفي بعض الأحيان كانت تدعي أن هذه الاعتداءات تستهدف حزب العمال الكردستاني، الذي تستخدمه شماعة لتبرير عدوانها، واحتلال أجزاء من الأرض العراقية، تماماً كما هي الحال في سوريا، حيث تحتل أجزاء في الشمال من خلال مجموعات إرهابية ومرتزقة قامت بتدريبهم وتسليحهم كي يكونوا «مخلب تركيا» وفي خدمتها.
وأشارت إلى أن أردوغان هذا لم يترك صديقاً له في المنطقة والعالم لقد ناصب العداء كل الدول المجاورة والبعيدة، والسبب أنه يستمرئ التراخي الدولي عن لجمه ووضع حد لتهديده أمن منطقة الشرق الأوسط، وإفريقيا، ومعهما الدول الأوروبية التي يبتزها بالمهاجرين، ويقوم بالتنقيب عن النفط في شرق البحر المتوسط منتهكاً الحقوق البحرية لكل من اليونان وقبرص ومصر، وصولاً إلى المياه الليبية.
واختتمت الصحيفة بالقول إن جار السوء هذا لا يترك وسيلة إلا ويمارس من خلالها أبشع أشكال العدوان والصلف ضد الدول العربية، في تحدٍ مكشوف لأبسط قواعد العلاقات مع دول الجوار، ومن دون احترام لسيادتها وحرمة أراضيها، ولا حتى للقانون الدولي.