فيروز.. ملحن فلسطيني اكتشفها ووالدها رفض احترافها للغناء

نهاد رزق وديع حداد.. اسم ربما لم ينتبه إليه الكثيرون، قبل أن تجبرهم تلك تلك الطفلة الصغيرة، صاحبة الستة أعوام، على الوقوف أمام موهبتها، التي أعادت تشكيل خريطة الغناء العربي في ذلك الحين.

 

فيروز.. عصفورة الشرق وجارة القمر، صوت لبنان الدافئ الذي تراقصت على نغماته قلوب العشاق، والتي بدأت مشوارها الفني في أربعينيات القرن الماضي، بعدما اكتشفها الموسيقار الفلسطيني حليم الرومي، ليُقدمها كواحدة من مواهب كورال الإذاعة اللبنانية، قبل أن تتخطى عامها السادس، ويُطلق عليها اسمها الفني الذي لازمها حتى الآن.

نشأة فقيرة وموهبة مُبكرة

نشأت فيروز داخل عائلة مسيحية "كاثوليكية" فقيرة، لوالدها وديع حداد عامل المطبعة صاحب الأصول التركية، وأمها السيدة ليزا البستاني، وعبرت عن ولعها بالموسيقي مُبكرًا جدًا، بعدما لامس صوت كوكب الشرق أم كلثوم شغاف قلبها الرقيق، عبر نغمات الأثير التي كانت تتسلل عبر بيوت جيرانها.

ولاحظت والدة فيروز مدى تعلق طفلتها الصغيرة، بنافذة حجرتهم الضيقة والتي تقضي بجانبها غالبية يومها، لتكتشف أنها تسترق السمع لصوت الراديو القادم من منزل الجيران، والذي تلقت من خلاله أول دروسها الفنية.

 

شروط والد فيروز للموافقة على احترافها للغناء

تبنى الفنان محمد فليفل موهبة فيروز، ليُعلن في إحدى الحفلات المدرسية عن اكتشافه، الذي سيُعيد تشكيل خريطة الغناء في الوطن العربي، لكن والدها رفض فكرة احتراف ابنته للغناء، والوقوف أمام جموع المُشاهدين، قبل أن يرضخ للضغوط في النهاية، شريطة أن يرفقها أخيها "جوزيف" طوال فترة دراستها للموسيقى بالمعهد الوطني، بعدما أقنعه "فليفل" بأنها لن تتغني سوى في حب الوطن.  

قصة أول راتب تتقاضاه فيروز

أعلنت فيروز عن موهبتها الفنية، لتنضم إلى فرقة الإذاعة الوطنية، نظير مُقابل شهري يُقدر بـ"100 ليرة لبنانية"، وذلك بعد شهور قليلة من التحاقها بالمعهد الوطني للموسيقى.

 

فيروز وعاصي الرحباني.. قصة عشق لا تنتهي

مثلت فترة الخمسينيات مرحلة عنق الزجاجة للمطربة فيروز، لتنطلق بعدها موهبتها الغنائية لآفاق أرحب، بعدما أصابت قلبها الرقيق سهام الحب، وربط بينها وبين الموسيقار عاصي الرحباني، علاقة عاطفية توجت بالزواج عام 1955، لتكون بمثابة شهادة ميلادها الفني الحقيقة، وتثمر عن أربعة أبناء "زياد، ليال رحباني، ريما، هالي".

 

فيروز.. انتفاضة غنائية ضد تابوهات الغناء العربي

قادت جارة القمر أول انتفاضة غنائية مطلع الخمسينيات، على الأنماط التي كانت معروفة في ذلك الحين، لتقدم مزيجًا جديدًا لم تعتده الآذن العربية، التي تربت على القصائد والأغاني الطويلة، والألحان الشرقية الخالصة.

وقدمت مع زوجها عاصي الرحباني كوكتيلًا فريدًا، جمع بين مميزات الموسيقى العربية ونظيرتها الغربية، ليقتحما عالم المسرح بسلسلة من الأوبريتات الغنائية، التي وصل عددها إلى 15 مسرحية، كانت كفيلة بتسجيل أسطورتهما الخاصة كأحد الأيقونات الفنية في الوطن العربي.