ننشر تفاصيل قرارات الحكومة اليوم
حسن ابوخزيم
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مؤتمرًا صحفيًا، اليوم، بمقر رئاسة مجلس الوزراء، وذلك في إطار الإعلان عن الإجراءات الجديدة، التي تم التوافق عليها في اجتماع اللجنة العليا لإدارة أزمة كورونا.
وفى مستهل حديثه، أشار رئيس مجلس الوزراء، إلى أنه حرص على عقد هذا المؤتمر لعرض كافة جهود الدولة التي تتم بشأن التعامل مع أزمة فيروس "كورونا" المستجد أمام المواطنين.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، أن اللجنة العليا لإدارة أزمة كورونا، عقدت عددًا من الاجتماعات المتتالية؛ بهدف التدقيق وإجراء مراجعة شاملة لكل القرارات والإجراءات التي يتم اتخاذها، والتي تم التوافق خلالها على وضع عدة معايير واشتراطات لكل منشأة من المنشآت التي تقدم الخدمات المختلفة للمواطنين، لعودة نشاطها تدريجياً وفق هذه الاشتراطات، محذراً من أن أي منشأة تخالف هذه الضوابط ستتعرض للغلق الفوريّ.
وأعلن رئيس مجلس الوزراء أن القرارات الجديدة، التي توافقت عليها لجنة إدارة الأزمة، سيتم تطبيقها اعتباراً من يوم السبت المقبل، الموافق 27 يونيو 2020، وتشمل إلغاء قرار حظر الحركة الجزئي، وإعادة فتح المطاعم والصالات الرياضية والمقاهي، لكن مع السماح بتواجد 25% فقط من قدرتها الاستيعابية لروادها كمرحلة أولى، مشدداً على ضرورة الالتزام بنسبة الـ 25%، مع حظر تقديم "الشيشة" في هذه الأماكن، لأنها تعتبر أحد عوامل انتشار المرض.
كما تشمل القرارات، استمرار العمل بشأن بعض التدابير الاحترازية المتخذة بوحدات الجهاز الإداري للدولة وشركات القطاع العام وشركات قطاع الأعمال العام، والفئات المستثناة، مع إعطاء الصلاحيات لكل وزير في تحديد حجم العمالة المطلوبة في كل القطاعات.
كما نوّه الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه تم التوافق كذلك على غلق جميع المحال التجارية في التاسعة مساءً، على أن تستمر المطاعم والمقاهي حتى العاشرة مساء، وسننظر في الأمر من خلال تقييمه على أرض الواقع طوال هذه الفترة، كما تشمل القرارات الجديدة استمرار إغلاق الأماكن التي يمكن أن تشهد تكدساً في أعداد المواطنين، مثل الحدائق والمتنزهات والشواطئ العامة، وناشد رئيس الوزراء المواطنين التماس العذر في هذا الأمر، لأنه تم اتخاذه من منطلق الحفاظ على أرواحهم.
وفيما يتعلق بعودة الأنشطة الرياضية المختلفة، أشار رئيس الوزراء، إلى أن وزير الشباب والرياضة، كان قد أعلن عن الإجراءات الزمنية الخاصة بعودة ممارسة هذه الأنشطة داخل الأندية ومراكز الشباب، وبالتنسيق مع الوزراء المعنيين، سيتم إعادة عرض هذه الإجراءات والخطط مرة أخرى، فيما يخص مسابقات الدوري العام، وكذا المسابقات المختلفة الأخرى.
كما تضمنت القرارات التي أعلن عنها الدكتور مصطفى مدبولي، استمرار عمل وسائل النقل الجماعي حتى منتصف الليل، الساعة 12 مساء، وذلك من أجل إتاحة المجال أمام حركة المواطنين، على أن تعاود التشغيل مجددًا في الرابعة من صباح اليوم التالي.
وفيما يتعلق بدور العبادة، أوضح رئيس الوزراء، أننا جميعًا نقدر الحاجة لإقامة الشعائر في دور العبادة، لكن أداء العبادات يرتبط بوجود تجمعات كبيرة في دور العبادة، وهو ما جعلنا نُرجئ فتحها خلال الفترة الماضية، لكننا توافقنا في لجنة إدارة أزمة كورونا، على أن يتم فتح دور العبادة تدريجيًا اعتباراً من يوم السبت المقبل، لكن مع استمرار تعليق أداء العبادات الجماعية الأسبوعية، سواء في المساجد أو الكنائس؛ وذلك للحد من التكدسات بداخلها، على أن يتم مراجعة هذا القرار أيضاً بالنظر لتطبيقه خلال الفترة المقبلة، ومع التشديد على اتباع جميع الإجراءات الاحترازية، وفي الوقت نفسه غلق دورات المياه، منعاً لانتقال العدوى، كما سيتم استمرار غلق دور المناسبات؛ نظراً لما تشهده من تجمعات كبيرة، حتى يتم تقييم الوضع مرة أخرى.
وفيما يتعلق بالمنشآت الثقافية ودور السينما والمسارح، فسيتم السماح بفتحها ولكن بنسبة 25% من قدرتها الاستيعابية، حتى يتم تقييم الوضع وزيادة نسبة الإشغال تدريجياً.
وفي ضوء ذلك، أكد رئيس الوزراء أن أي قرار يتم اتخاذه تجرى عليه مراجعات كثيرة، ويتم إعادة دراسته بشكل مستفيض من جميع جوانبه، لأن هناك قلقاً شديداً على صحة المواطنين وحياتهم، ونحن نعي جيداً حجم قدراتنا وننطلق منها وليس هناك مغامرات، لأن كل شيء يتم حسابه بدقة متناهية، انطلاقًا من هذه القدرات والبنية الأساسية.
كما أشار الدكتور مصطفى مدبولي، إلى المتابعة المستمرة على أرض الواقع ﻷية شكاوى ترد إلينا في التعامل مع جائحة لم تواجهها البشرية منذ أكثر من مائة عام، قائلًا: هذا ظرف شديد القسوة على العالم أجمع، ولم يعد أحد قادراً على تحديد ما هي الإجراءات النموذجية والمُثلى للتعامل مع هذا الفيروس، وكل دولة تجتهد في ضوء مقوماتها وإمكانياتها.
وأشار رئيس الوزراء، إلى أننا منذ البداية انطلقنا كحكومة مما نعيه لحجم إمكانياتنا وقدراتنا، ونحن في ذلك ندرك جيدًا أن لدينا تحديات في القطاع الطبي والصحي، لكننا كدولة تعاملنا مع تلك التحديات بقوة شديدة خلال السنوات الأربع الماضية، وهو ما تمثل في إطلاق العديد من المبادرات الرئاسية، ومنها ما يتعلق بالقضاء على قوائم الانتظار، ومبادرة 100 مليون صحة، وما يتعلق بالقضاء على فيروس "سي"، إلى جانب ما يتعلق بصحة المرأة، والمبادرات الأخرى الخاصة بصحة الأطفال، موضحًا أن الدولة كانت تقوم بتنفيذ العديد من هذه المبادرات بشكل متوازٍ مع استمرار العمل على رفع كفاءة البنية الأساسية في قطاع الصحة، وكذا البدء في تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل.
وقال رئيس الوزراء: مع قدوم هذه الجائحة كان الهم الأكبر ألا تخرج الأمور عن حدود السيطرة مع الأخذ في الاعتبار القدرات والامكانيات المتاحة، وهناك نجاح بنسبة معقولة جدا في التعامل مع أزمة فيروس كورونا، ولم نمر بفترات عصيبة، مثلما شهد عدد من دول العالم التي تتمتع بمنظومة صحية وبنية أساسية أفضل مما نمتلكه.