عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"من كام يوم" أول فيلم قصير عن العزلة الاجتماعية في زمن الكورونا

بين ليلة وضحاها، انقلبت حياتنا وفقدنا البنية المعتادة لأيامنا بسبب تفشى وباء كورونا الذي فرض علينا العزلة والتباعد الاجتماعى والحظز المنزلى وانقطعت صلتنا بالواقع وبالحياة ، وحرمنا من الاقتراب من اقرب الناس إلينا حافظا عليهم وعلى انفسنا ، يعيش كل منا فى حالة توحد مع ذاته ، ولم يبق أمامنا إلا أن نتواصل من خلال صفحات الفيس بوك  ، نتكلم بدون صوت ، ونتحاور من وراء شاشة باحرف صماء، نضحك ونبكى ونعجب ونغضب ونتعجب كل انفعلاتنا ومشاعرنا اصبحت مجرد رموز اختارتها لنا التكنولوجيا.



ولكن التكنولوجيا لم تفلح ولا تصلح لتكون بديلا او عوضا عن واقعنا ،  طالت فترة الحظز المنزلى فأنتاب الجميع مشاعر غير مسبوقةوحالة أشتياق الى حكى الاصدقاء والصحبة ، والى الاماكن وحكاياتها الى المقاهى ودخان الشيشية ، وخبط لعبة الدمينو وانتظار الخاسر والفائز ، ولعبة الطاولة والزهر الذي يتحكم فى لعبة الحظ ، والى اصوات معالق السكر فى اكواب الشاى التي كان يتفنن فيها القهوجى وكأنه عازف موسيقار ، والى الحياة بحلوها ومرها ، واشتقنا حتى الى البشرالذين لم نعرفهم ، هم ونس الطريق وهم من يمنحون الاشياء طاقة وبصمة وسمة خاصة.

يعاندنا النوم  فنسهر للفجر فى حالة حيرة وقلق نمر بها يومياً، ومن منا لم يقف فى البلكونة البيت فجرا يتامل سكون الشارع فيجد صمتاً لا حدود له ، اضواء اعمدة الانارة خافته متبقية من ظلام الامس ، نسمات الفجر ببطيئة مملة  تصارع الليل لتنصر عليها ، صمت مخيف لم يعتاد علية الشارع المصري ، اصوات كلاب الشوارع  تبدو فرحة بدون البشر وكانها تعيش اجمل حياتها ، وحين نرى شخص سائر وحيدا نسال انفسنا ، هل هو دكتور عائد من عمله ام خرج لامر آخر ،هذا حالنا نصحو كل يوم نتسال نفس السؤال " النهاردة اية فى الايام " فقدنا التميز بين الايام والتاريخ والتوقيت.

 وبعد انتهاء ساعات الحظز ان خرجنا الى الشارع لمرة واحده نستغرب من وجوه الناس هل هؤلاء هم نفس الناس ، نتاملهم بنظرة عابرة ، الارض مليئة بالكمامات الممزقه ليست نفس الارض التي كنا نسير عليها ، كبار السن اهالينا يسروا فى الشارع فى حالة رعب يتألمون لان قالوا لهم ان وباء كورونا جاء من اجلكم انتم ، إلإ ان الوباء قرر ان يأتى للكل دون استثناء ،  نحن جميعا ضعفاء لا نملك شىء نقدمه إليهم ونحيا بالامل فى الله ،  وبعد ان نتهى جولتنا القصيرة للشارع ونعود مرة آخرى الى عزلتنا التي على ما يبدو اصبحت جزء منا ، ونكرر على انفسنا  نفس السؤال "من كام يوم " ونحن على هذا الحال .

 من هذه المعانى السابقة جاء مضمون اول فيلم مصري قصير بعنوان " من كام يوم " طرحه الممثل والمخرج الشاب ميشيل ميلاد على مواقع التواصل الاجتماعى وقنوات اليوتيوب ، المدة الزمنية للفيلم 4 دقائق ونصف ، اماكن تصوير الفيلم مدينة نصر وشبرا وشارع عماد الدين وسط البلد ، الفيلم فكرة واخراج ميشيل ميلاد، تصوير اسلام رزق ، الموسيقى التصويرية أمير منير .

الفيلم حالة درامية واقعية يوثق ويرصد مشاعر حالة الفقد للحياه الطبيعية والصراعات النفسية التي اصابتنا جميعا بسبب العزلة والملل والخوف القلق أنفعالات عيشناها ومازالنا نعيشها الى وقتنا هذا ، بالاضافة الى التخوفات من القادم وتسأل متى ينتهى الوباء ونعود الى حياتنا وايامنا ، الفيلم منفذ بطريقة فويس أوفر"Voice over  " يؤديه الممثل ميشيل ميلاد one man show .

 

اختيار الممثل لطريقة الحكى ب " فويس اوفر "هو الاختيار الامثل والافضل  لتعبير عن الحوار الداخلى الذي يدور بين كل انسان وذاته ، عبر بصدق باعتباره يعيش معنا نفس التخوفات وهذا الصدق فى الاداء التعبيرى والتمثيلى البسيط والعميق المعانى احد اهم عوامل نجاح الفيلم وارتفاع نسبة المشاهدات رغم طرح الفيلم منذ يومين فقط .

 

ميشيل ميلاد ممثل ومخرج تخرج من مركز الإبداع الفني بقيادة المخرج خالد جلال  ومن اهم ادواره على المسرح كان مشاركته فى عرض " سينما مصر " حيث ادى شخصية الممثل الراحل محمود عبد العزيز فى فيلم "الكيت كات " وغيرها من الادوار ، وكان أخر أفلامه التي قدمها من إخراجه فيلم " المحطة " والذي حقق نجاحا كبيرا ، حقق نسبة مشاهدة وصلت ل ١٥ مليون علي السوشيال ميديا ، كما حصل الفيلم علي العديد من الجوائز داخل وخارج مصر في تونس والسودان وبرلين .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز