
مالم تخبرنا به "الأفيشات" في رمضان 2020

عمرو الأنصاري
شهر رمضان المبارك هو موسم الدراما التلفزيونية التي يتبارى فيها أهل المهنة في إظهار إبداعاتهم، من خلال وجبات درامية دسمة، بعضها يصيب المشاهد بالتخمة والآخر ينزل بردًا وسلامًا على أعينهم وأفئدتهم.
في رمضان 2020 تنافس 23 عملاً على المشاهد، بعد خروج 8 أعمال في اللحظات الأخيرة، وهو عدد ضخم في مدة زمنية محدودة باتت لاتحتمل مستقبلاً أكثر من 15 حلقة للمسلسل الواحد، وهي خطوة ستفيد الدراما المصرية كثيًرا. المارثون الرمضاني شهد سقوط مدوي للكوميديا، لكن الواجب أن نقدم التحية لكل من حاول و بذل جهد لإسعاد المشاهدين، وتبقى التحية الكبرى لصناع الدراما الذين تفوقوا على أنفسهم و زاحموا من تصدروا "الأفيشات" بجهدهم وقدراتهم بعيدًا عن تقييم السوق الإنتاجي.

الاختيار
هو العمل الأكثر قيمة من بين مسلسلات رمضان، يستمد قوته من قيمة السير الذاتية لأبطال وشهداء الجيش المصري الذين يجسد شخصياتهم أبطال المسلسل، وحسنًا فعل صناع العمل بالاستعانة بنجوم الصف الأول كضيوف شرف يجسد كل منهم قصة قصيرة لشهيد وبطل من أبطال القوات المسلحة. النجمان آسر ياسين وكريم محمود عبدالعزيز كان حضورهما لافتًا من بين ضيوف الشرف.
اختيار أحمد العوضي لأداء شخصية هشام عشماوي لم يكن موفقًا، وقدمه العوضي "المتألق في كلبش 3 الموسم الماضي" بأداء تمثيلي باهت، برغم أن قماشة الدور كانت تسمح بأفضل من ذلك، وفي العموم نجحت الهالة التي صاحبت مسلسل الاختيار في المرور بصناعه المجيدين والمخفقين -فنيا- إلى بر الأمان.
الاختيار عمل وطني عظيم تكمن قيمته في تنبيه وعي الشعب المصري الذي اهتز في السنوات الماضية، وألف الدماء وأخبارها، وانطوت عليه بعض السموم. ليعيده المسلسل لساحة المعركة كتفًا بكتف مع القوات المسلحة والشرطة المدنية.

البرنس
بعيدًا عن التقييم الفني يطرح المسلسل مجموعة من الأسئلة يجب التوقف أمامها: هل تؤدي الدراما الرمضانية واجب الفن نحو المجتمع؟! هل تغير المجتمع المصري في الثلاثين سنة الماضية إلى حد شيوع زنا المحارم وقتل الإخوة وهل أصبحت استباحة الدم في المجتمع المصري ظاهرة؟
ما الذي حدث لعائلة الأستاذ شلش -1990-، و عائلة ونيس -1994- ليحولها لنا محمد رمضان إلى عائلة رضوان البرنس في 2020 ومن قبلها عائلة رفاعي الدسوقي في 2016.
المؤكد أن المصريون لم يجتمع فيهم قابيل وإخوة يوسف بعد، مازالت حالات فردية وإن تعددت، فلماذا الإصرار على تقديم هذه الصورة للمجتمع المؤهل للعدوى بحكم تقصير السنين !

الفتوة
أحد أفضل المسلسلات هذا العام برغم الأخطاء الفادحة من المخرج المنباوي، والتي تتعلق معظمها بعدم تناسب الزمن الذي يدور به المسلسل مع ملابس الأبطال أو لغتهم التي يتحدثون بها، أو حتى المكان الذي يدور فيه صراع الفتوات.
فيما عدا ذلك نجح المسلسل في تقديم حلقات شيقة خالية من التطويل، نجح فيها المخرج في الحفاظ على الرتم والنهايات المشوقة.
اختيارات الممثلين من أفضل ما يكون، وعلى رأسهم النجم أحمد خليل الذي أضاف قيمة للعمل بتقديمه لشخصية فتوة الجمالية "صابر أبو شديد"، الجميع أثبت جدارته بالدور الموكل إليه، لكن دور عزمي الذي أسند إلى الفنان أحمد صلاح حسني لم يكن في محله، ولم يستغله "رأس حربة المنتخب السابق" كما يجب برغم مساحته العريضة التي كان يمكن البناء عليها تمثيليًا. أداء "حسني" الذي شهد ارتفاعا في السنوات الماضية جاء باهتًا دراميًا، في ظل إصراره على الاعتماد على قوته الجسمانية وصوته أكثر من اعتماده على فنون التمثيل.

لما كنا صغيرين
الجدل الذي أثير حوله قبل عرضه ظلم هذا العمل الجيد، الذي أنصف أبطاله الحقيقيين وإن لم ينصفهم "الأفيش" وجهة الإنتاج، بعد أن أثبت العملاق محمود حميدة الذي لم يولي اهتماما إلا للتمثيل أن "الأفيشات" و"التترات" لا تصنع ممثلاً ولا بطلاً. تصدر هو والعالمي خالد النبوي المشهد وأدارا مباراة رائعة بينهما في التمثيل والكاريزما، برغم تصدر ريهام حجاج للصورة والبطولة، إلى حد استخدام المخرج لها في مشاهد "لدنيا" البطلة وصديقتها "نهى" -نسرين أمين-في عمر الثانوية العامة!
نعم حرية المنتج والمخرج مكفولة كل في تصوره، لكن ليس إلى درجة أن يرى المشاهد ريهام حجاج ونسرين أمين طالبات في الثانوية العامة!

لعبة النسيان
من أهم مسلسلات هذا العام، قصة مشوقة لتامر حبيب، أحداث متسارعة، تقلبات درامية ومفاجآت مستمرة، تصاحبها موسيقى تصويرية مميزة لأسامة الهندي، وبرغم المشكلات الإخراجية التي بدأت بهاني خليفة وانتهت بأحمد شفيق، إلا أن العمل حقق النجاح وبات منافسا على القمة.

بـ 100 وش
فاكهة رمضان التي نجح صناعها بقيادة المبدعة كاملة أبو ذكري في تقديم وجبة درامية -لايت - متكاملة للمشاهد -بممثلين جادين- عوضته عن فشل الكوميديا الذريع هذا العام، وكعادة المخرجة كاملة الأوصاف قدمت لنا مواهب حقيقية أحسنت استغلالها بشكل مختلف حقق تفاعلا كبيرا مع الشارع المصري، وإن كان يجب دراسة هذا التفاعل بشكل علمي من قبل علماء الاجتماع، لمعرفة لماذا فرح المصريون لنجاح عصابة النصب في تنفيذ جريمتها، واقتناص أموال -المتوفى غزال-، هل دون جمال حمدان هذا في وصفه لمصر، أم بتنا في حاجة لوصف جديد؟!

النهاية
مسلسل تدور أحداثه في عام 2120 لكن إيقاعه يعود به إلى الوراء كثيرًا، ربما أكثر من المائة عام التي أضافها صناع العمل في محاولة لاستشراف المستقبل. الفكرة تبدو جيدة، والمحاولة محمودة، لكنها تصطدم بعدم ترابط أحداث القصة وغياب الخلفية لبعض الشخصيات التي بترت مشاهدها.
دور الصحفي الذي أداه الفنان محمود عبدالمغني في عام ٢٠٢٢ -وفقًا للمسلسل- قدم المهنة وممتهنيها من الصحفيين في صورة غير حقيقية، فضلا عن أنها مسيئة. في محاولة الصحفي "مصطفى خليل" للبحث عن الحقيقة ذهب لمنزل صحفي مختفي لايعرفه، طرق الباب بضع مرات، ثم مالبث أن أخرج من جيبه قطعة معدنية يستخدمها معتادي السرقة، بل ونجح في فتح باب الشقة في أقل من دقيقة متفوقًا على عتاة الإجرام، مبررًا ذلك لنفسه بأن الصحفي صاحب الشقة قد فعلها من قبل مرارًا من أجل الوصول للمعلومات، والحقيقة أنه طوال عملي بالصحافة البالغ 19 عاما لم أفعلها أو أشاهدها من قبل!

فلانتينو
عندما تقدم للجمهور مسلسل تصنيفه كوميدي لم يستطع انتزاع الضحكات من الجمهور بالقدر الذي يساوي اسم بطله إمام المضحكين الزعيم عادل إمام، فأنت أمام مشكلة واضحة في النص وربما عناصر أخرى لا يمكن تجاهلها.
من العبث أن يحاول بعض صناعه اختلاق نجاح -وهمي- للمسلسل بحجة أنه لم يخدش حياء الأسر المصرية، وكأن خدش الحياء الدرامي بات هو السمة الأساسية !
"زعلان اني خذلتكم" .. اعتذار محمود من النجم أحمد فهمي عن عدم ملائمة مستوى مسلسل "رجالة البيت" لتوقعات جمهوره، نرجو أن يلتفت إليه صناع فلانتينو !

ليالينا 80
فكرة جيدة، وبداية كانت مبشرة بأن يكون الحصان الأسود في السباق الرمضاني، خاصة مع ما يقدمه من حالة "نوستالجيا" التي يفتقدها المشاهد في حياته ويحب أن يراها في الشاشة الصغيرة، لولا الأخطاء الساذجة التي وقع فيها المخرج وكاتب السيناريو.
الممثلين كانوا في أفضل حالاتهم فيما عدا غادة عادل أو "مريم" التي لم تستطع القيام بدورها بما يحتاجه الدور من انفعالات داخلية وخارجية، أو حتى بما يليق بمشوارها الفني، وأحسب أن غادة تأثرت بظروف شخصية جاءت مشابهة بعض الشيء لدورها جعلتها "خارج الفورمة" .
البرامج الكوميدية

ماحدش فاهم حاجة
برنامج الكاميرا الخفية "ماحدش فاهم حاجة" الذي أنتجته قنوات "MBC" وتذيعه جريمة متكاملة الأركان، فمقدموا البرنامج محمد ثروت ومساعده اللاعب حمد فتحي لم يقدما فقط أداءً مملاً فشلا فيه في انتزاع الضحكات فحسب، لكنهما تخطيا كل الحدود والأعراف الإعلامية، وحتى ما سبقهم من تجارب مماثلة.
نشاهد اللاعب العملاق حمد ونحن في عصر كورونا التي تم تصوير البرنامج في زمنها يهيل التراب على رأس ضحاياه وينثره في عيونهم دون تمييز بين الرجال والنساء والعجائز، ودون أن يعبأ بما قد يصيب هؤلاء المواطنين من أمراض أو عدوى أو حتى مضاعفات في حالة معاناة أحدهم من أمراض مزمنة، ودون أن يعبئ صناع البرنامج بصورة مصر والمصريين.
في حلقة أخرى نشاهد حربًا بين حمد وضحاياه باستخدام الخضار والفاكهة! يستخدمونها في ضرب الضحايا من الضيوف. مما لاشك فيه أن هذا البرنامج الفاشل خصم من رصيد الفنان محمد ثروت -البسيط- لدى المشاهدين، ومن رصيد لاعب منتخب مصر في كرة اليد والسلة حمد فتحي، فضلاً عن أنه قدم صورة سيئة لمصر والمصريين، وخالف الإجراءات الاحترازية التي قامت وتقوم بها الدولة لمكافحة وباء كورونا، فمن يحاسب صناع هذا البرنامج وقنوات "ام بي سي" التي تحولت من تقديم برامج هادفة مثل "الصدمة" إلى هذه النوعية "المؤذية" بغية الترافيك، ومن يمنع سمومها من الوصول للبيوت المصرية؟!
برنامج رامز مجنون رسمي
بعيدَا عن التقييم الأخلاقي والمجتمعي للبرنامج، هذه النسخة من برامج رامز جلال هي الأسوأ على الإطلاق من حيث الانتاج والفكرة، والصورة، والإثارة، فهو كبرنامج ترفيه ضعيف.
أبطال رمضان 2020
رياض الخولي
أبدع في دور المعلم سيد اللبان فتوة المدبح، ليكون المنافس الرئيسي لمحمود حميدة على لقب أفضل ممثل في رمضان. أحسن استغلال الشخصية الأهم "محركة الأحداث"، والتي كتبت بحرفية من المؤلف هاني سرحان، وأضاف إليها من روحه وخبراته العريضة كأحد عتاولة الدراما المصرية.
خالد الصاوي
لا يذكر اسم النجم خالد الصاوي إلا ويذكر بجانب أسماء عظماء التمثيل في مصر، حتى وإن لم ينل قدره، وما يوازي موهبته حتى الآن، لأسباب عديدة بعضها مسؤول هو نفسه عنها. الصاوي المتخصص في أداء الأدوار المركبة والسيكودراما، استطاع أن يقدم للمشاهدين وجبة تمثيلية محترمة بشخصية دكتور جلال الحلواني في مسلسل ليالينا 80، متأرجحًا بين الماضي والحاضر، ليكون خارج التقييم في رمضان هذا العام.
آسر ياسين
واثق الخطوة يمشي ملكًا، نجح في صنع منطقة خاصة له بين أبناء جيله، يطوع قدراته التمثيلية كيفما شاء دون فلسفة، نجحت"كاملة" في تقديمه بشكل مختلف لم نراه من قبل، تألق بدور عمر وأدار الدويتو مع نيللي كريم بذكاء.

دنيا ماهر
فنانة تشع بالموهبة، أخرجت في ب100 وش مارد التمثيل الذي بداخلها، ونالت بعضًا مما تستحقه، لا يمكن أن تصدق أن خديجة بنت واحة سيوة التي قتلت تقاليد قبيلتها فيها الأنوثة في "واحة الغروب"، هي الارستقراطية آمال العشماوي ابنه الوزير محمد العشماوي وشقيقة عضو مكتب الإرشاد حسن العشماوي في مسلسل "الجماعة 2" ، وهي أيضًا نجلاء الممرضة بنت الملجأ "ا للي لا ليها قريب ولا حبيب ولا بعيد". دنيا ماهر التي تمتلك عينان تنطقان بكل شيء، وملامح وجه تطوعها كيفما تشاء تستحق فرصة أكبر ونظرة أخرى من المخرجين تناسب موهبتها.

أحمد زاهر
"فتحي البرنس" هو البطل الحقيقي للعمل بدور غير معتاد، جمع فيه بين الكوميديا والشر، واستغل مساحة الدور الكبيرة، ونجح في خلق روح للشخصية تجمع متناقضاتها.

إسلام إبراهيم
أمير المضحكين الجدد، خليط غريب يجمع بين هنيدي وجورج سيدهم، أهم ما يميز إسلام عن أبناء جيله ذكائه في الاختيارات الفنية، يملك ميزانًا حساسًا "للإفيه" بلا إفراط أو تفريط، يحشد كل مهارته في التقليد وقدراته في التمثيل لخدمة إضحاك المشاهد بلا ابتذال، معتمدًا على القبول "الإلهي" الذي يحظى به، استطاع بدور "حمادة الهاكرز" عضو عصابة "ب100وش" أن ينازع أبطال "الأفيش" الذين قدموا إليه في ملعبه مكانتهم، خاصة بعد أن نجح في اختبار المشاهد الدرامية القليلة له -مشهد الخطوبة-، وأثبت أنه ممثل جيد وليس مجرد كوميديان.
إذا استمر إسلام في اختياراته الجيدة وخطواته المحسوبة، وابتعد عن فخ الإفيهات التي وقع فيها معظم أبناء جيله وأصبحوا أسرى لها، أتوقع أن يكون خلال بضع سنوات من أهم الكوميديانات.
ضياء عبدالخالق
شيطان الدراما المصرية الذي لا نرجو له التوبة، أدى دور أمير جماعة أنصار بيت المقدس "أبو عبدالله توفيق فريج" بشكل رائع، وبلهجة سيناوية سليمة. ممثل محترف ذو ثقل ما زال لم يحصل على ما يستحقه من مكانة تكافئ موهبته.
روجينا
برعت في رسم تفاصيل دور "فدوى" تاجرة المخدرات وزوجة "فتحي البرنس"، لغة مختلفة لفظيًا وجسديًا، وعبارات تعلق بالأذهان، تحرك الأحداث بطلّتِها البهية على الشاشة التي امتزجت بكوميديا أضافت بريقًا للعمل.
عمرو عبدالجليل
يبرز في "النهاية" بدور عزيز بطلاً حقيقيًا للعمل، يستعرض مهاراته التمثيلية كمحور لأحداث المسلسل، عزيز الإنسان الجاد بأداء مغلف بالكوميديا هزم عزيز الروبوت الذي لم يحسن كاتب السيناريو والمخرج تقديمه للمشاهد، و في النهاية فاز "عبد الجليل" بلقب البطل الحقيقي.

شريف دسوقي
سبعبع يواصل تألقه في ب100 وش بعد نجاحه في "لمس أكتاف" الموسم الماضي، دسوقي "النجومية" أحد المواهب التي لم تنل حظها إلا مؤخرًا يغير من جلده هذا العام، وينتقل من الشر إلى الكوميديا، يستخدم خبراته المسرحية، ويستعرض بعضًا من موهبته التي تنتظر من يقدرها ويستغلها لصالح المشاهد.

محمود حافظ
عامًا بعد عام تنضج موهبته متقدمًا للأمام، لا يقف "شنبه" الذي يصر أن يؤدي به جميع الأدوار عائقًا أمام تلونه بالشخصية، مستخدمًا موهبته ومهارته المسرحية، استطاع أن يلفت الأنظار بدوره المدني كفلاح وسط العسكريين من الضباط والجنود-بما فيهم أخيه - الذين تصدروا المشهد في المسلسل، ونجح في تجسيد ما رسمه باهر دويدار المؤلف بحرفية في شخصية سعد بوصفه قوة ناعمة في مواجهة أهل الشر و سمومهم وأكاذيبهم، جنبًا إلى جنب مع المواجهة العسكرية. حافظ الفلاح في الاختيار لا يختلف في قيمته عن حافظ -فضل- كبير العربجية في الفتوة، ضخم الجثة عزيز النفس، بقلب طفل، شديد الإخلاص لبيئته، غياب عزيز الحتة "الحصان" يبكيه، وصوت زينب يخاطب قلبه فتلين عضلاته. هكذا قدم لنا محمود حافظ نفسه في دراما رمضان ممثلاً بارعًا ينتظره مستقبل باهر.

محمد عادل
من أفضل أبناء جيله، فنان يمتلك كل مقومات النجومية، لا يفصله عنها سوى قناعته الشخصية بها وعمله من أجلها، نجح في كل اختبارات الدراما والسينما وآخرها دور راضي الذي فقد قدمه في مسلسل "ليالينا 80"، بإجادة تامة عبر فيها عن الصراع النفسي بين ضعف المرض والإبتلاء، وقوة مجبر على استدعائها بوصفه كبيرًا للأسرة.

عابد عناني
لعب دور ضابط الصاعقة المفصول "عماد عبدالحميد" والرجل الثاني في تنظيم هشام عشماوي، وهو أحد أبناء المسرح القومي المصري الموهوبين الذين تصدروا دراما رمضان هذا العام، تفوق على نفسه واستطاع أن يجسد الشخصية بحرفية بالغة.

محمد علي رزق
تألق في دور مرتضى صاحب المصنع في مسلسل "ليالينا 80"، وكان أكثر الشخصيات في المسلسل دلالة على زمنه، "رزق" نجح في أن يعود بنا إلى عصر الثمانينات بتفاصيل الشخصية وملابسها وهيئتها ولغتها الخاصة التي رسم كل منها ببراعة، في استمرار لخطواته الدرامية الناجحة بعد "كلبش 3" العام الماضي.

أسامة أبو العطا
لفت الأنظار بشدة في دور "صلاح طعيمة" المحامي الريفي الذي تألق في أدائه، بإجادة كاملة لغة وتمثيلًا، بعدما غاص في أعماق الشخصية ووضع يده على تفاصيلها مستعينًا بخبرته كمخرج. "أبو العطا" الذي عرفه الجمهور في عام 2005 بدور نادر شهدي، ومشهده الشهير بصحبة الزعيم عادل إمام في فيلم السفارة في العمارة، عادت إليه الأضواء في دور "وريث عم غزال المليونير" بعد عدة أدوار لاتناسب قدراته التمثيلية. كل ما أتمناه ألا يختفي "أسامة" مرة أخرى لأنه لديه مايمكنه من صنع حالة خاصة في الدراما ، ووقتها سيكون "اللي فات بلطي واللي جاي جمبري" للفنان الموهوب .

أحمد وفيق
تستحق موهبته وتاريخه مساحة أكبر، نجح في لفت الأنظار إليه بدور مؤنس في مسلسل النهاية، بأداء سلس ومميز من مخزون خبراته، وفيق بارع في طبع علامته التجارية حتى في أصغر الأدوار.

مها نصار
أخت حسن الجبالي في "الفتوة" وأخت هشام عشماوي في "الاختيار"، ومابين هذا وذاك تألقت مها نصار في الموسم الرمضاني بأداء استحق الإشادة من الجميع، مها متخصصة في الشخصية المصرية وأحد أفضل من يستطيعوا نقل ملامحها وصفاتها.

محمد عبدالعظيم
سامح موظف السجل "الضلالي"، أعطى وجوده في العمل نكهة خاصة لايمكن الاستغناء عنها، و بأدائه المتميز تكتمل الصورة، "عبدالعظيم" ممثل بارع يحرص على ترك علامة في كل دور يؤديه مهما كان صغيرًا، بعد لطفي ميخائيل في "زلزال 2019"، جمع في 2020 النقيضين بدوره الصغير في مسلسل البرنس، وبدوره العظيم في ب100 وش الذي يعد من أفضل أدواره على الإطلاق.

إنعام سالوسة
فنانة قديرة لطالما أمتعتنا عبر مشوار حافل من التمثيل، تركت بصمة حقيقية في مسلسل الفتوة بشخصية "أم حسن الجبالي"، وأضفت على الدور مسحة كوميدية أثرت المسلسل، سالوسة أبكت المصريين في مشهدي عزاء فلذة كبدها "حسن" ثم رحيلها الشامخ وهي جالسة في مكانها كالأشجار بأداء لا يخلو من الإبداع.

إسلام حافظ
قدم دور معتصم الإخواني الذي تحول لإرهابي وتكفيري عقب ثورة يونيو بحرفية، توحد فيها مع الشخصية إلى درجة لا يمكن الفصل فيها بينه كممثل وبين الشخصية. أهمية هذا الدور في الخط الدرامي لمسلسل الاختيار أنه يفضح الجماعة الإرهابية وتوجهاتهم التاريخية نحو العنف، فضلاً عن مبدأ السمع والطاعة الذي يلغي العقل ويخلق نفوس مشوهة، وهو ما جسده "حافظ" ببراعة .

سهر الصايغ
تسير بخطوات ثابتة لتحجز مكانة خاصة لها بين بنات جيلها من الممثلات، "الصايغ" الخارجة من نجاح باهر في مسلسل قوت القلوب قبل رمضان بدور "عزة"، استكملت نجاحها بأدائها لدور "صباح" في مسلسل النهاية. سهر طبيبة الأسنان التي احترفت التمثيل منذ الطفولة لون مختلف، تبدو بارعة في منح الشخصيات DNA الخاص بها بحيث لا يمكن تخيل أحد مكانها.

أحمد الرافعي
بعيدًا عن الجدل الذي أثاره حول أفكاره، والتي يجب التعاطي معها بالأفكار فقط. يجب أن أشيد بأدائه الرائع وقدراته التمثيلية الهائلة في أداء دور "عمر رفاعي سرور" مفتي التنظيمات الإرهابية في مسلسل الاختيار، الرافعي ابن معهد الفنون المسرحية استعان بلغته العربية السليمة، وقدم نموذج مختلف -أقرب للحقيقة- لشخصية الإرهابي التي تم تنميطها -سابقًا- بوجه متجهم قبيح وحاجبين منعقدين، وهو ما فضح أداء العوضي لشخصية "هشام عشماوي".

مصطفى درويش
قَدِمَ من كراهية الدكتور "الفاسد" مازن في مسلسل قوت القلوب الذي أجاد فيه، ليفاجئنا بدور "فتحي مدرب الجيم" وأحد أفراد عصابة النصابين في مسلسل "ب100 وش". لا تملك أن تكره "فتحي" مثلما كرهت "مازن" برغم شره، بعدما نجح "درويش" في صنع خليط تمثيلي متميز أضفى عليه ملامح إنسانية وكوميدية أجازت الشخصية في قلوب المشاهدين.

زينب غريب
رضوى لوز العنب أعلنت عن نفسها بقوة في مسلسل ب 100 وش، بعد مشاركة خجولة في سجن النسا، قبل 6 أعوام شهدت غيابها عن التمثيل، وهي لديها من القدرات التمثيلية مايؤهلها لأن تذهب بعيدًا في عالم الدراما بشرط التنوع وحسن الاختيار.

حنان يوسف
وجه مألوف للمشاهدين، ومشوار طويل من العمل الدرامي والسينمائي، بدأ في الثمانينات، لكن دور أم سكر في مسلسل ب 100 وش يعد علامة مميزة في تاريخها الفني، أدته باقتدار وسلاسة ربما تضعها في مواضع درامية أكثر أهمية.

أحمد فؤاد سليم
ممثل قدير عاد للشاشة بعد غيابه عن موسم 2019 بدور والد الشهيد أحمد منسي الدكتور صابر منسي في مسلسل "الاختيار"، والذي برع فيه كعادته، مستخدما خبراته العريضة في فنون التمثيل.

ماجدة منير
كانت لها إطلالة رائعة في مسلسل الاختيار، برغم قصر دورها كأم لأحد التكفيريين، استطاعت أن تجسد بوجهها مشاعرها المتناقضة ما بين حبها لنجلها وكرهها لطريقه بقليل من الكلام وكثير من التمثيل.

دياب
الشيخ سالم السبع في الاختيار، الشيخ يوسف في ليالينا 80 ، كتكت في البرنس، دياب أعلن في رمضان هذا العام لصناع الدراما قبل الجماهير عن موهبة كبرى بأدوار متنوعة تستحق فرص أكثر أهمية، ضيفا للشرف لكنه صاحب بيت في التمثيل.

رحاب الجمل
لفتت الأنظار في البرنس بدور "عبير" الذي جمعت فيه خبراتها السابقة في أداء دور الفتاة الشعبية، وأضافت له نكهة خاصة من الشر استحقت به الكراهية، وهي غاية ما يرجوه الممثل في أدوار الشر.

عبدالرحمن القليوبي
عبدالله شقيق سعد، الصعيدي المجند الذي استشهد في عملية رفح، شَخّصَ القليوبي دوره بنجاح كبير ناقلاً بأدائه أدق تفاصيل ومكونات الصعيدي المصري، كما لفت الأنظار في دور "حنوقة" في مسلسل الفتوة، وهو ما يعلن عن موهبة قادمة بقوة.

غادة طلعت
أعرف غادة الصحفية النابهة بنت روزاليوسف، لكن لم تتح لي الفرصة للتعرف عليها كفنانة بإمعان، فاجأتني في دور ثريا القادمة من زمن الفتوات، بأداء رائع ممسك بزمام الشخصية، وكأنها قدمت إلينا من عالم نجيب محفوظ، تراود فتاها -فضل العربجي- عن نفسه دون ابتذال، تنسيه للحظات عزيز الحتة وزينب قبل أن ينساها ويلفظها. خسرت فضل، لكنها كسبت المشاهدين الذين سيتذكرون هذا الوجه وباتوا ينتظرون منه الكثير..برافو غادة.
الوجوه الشابة

هنا داود
لم أصدق أنها تدرس في المرحلة الجامعية بالجامعة الأمريكية، فـ"تمارا" -الدور الذي لعبته في لعبة النسيان- أقنعتني تمامًا بعمرها كطالبة في المرحلة الثانوية مثلما أقنعتني بأدائها التمثيلي، "هنا" عبرت بجدارة عن مشاعر متناقضة في نفس "تمارا" بصدق شديد، أحزانها بوفاة والدها وتلويث سمعته، حبها لرقية وكرهها لسيرتها، دقات قلبها لمازن وما يحيط التجربة برمتها من كوابيس. هنا في تجربتها الأولى أجادت، ويمكن أن يكون هذا الدور انطلاقة لممثلة حقيقية صاعدة.

حسن مالك
شقيق الفنان أحمد مالك، قدم في تجربته الأولى أداءً مبشرًا بمولد ممثل جيد بشخصية "مازن" المليئة بالصراعات النفسية الداخلية. أجمل مافي حسن فضلاً عن صوته المميز بساطته في الأداء.

رنا رئيس
وجه ملائكي أطل على الشاشة من نافذة مسلسل "ليالينا 80" بابتسامة خطفت قلوب المشاهدين، رنا قدمت شخصية "جميلة" الفتاة التي فقدت بصرها في حادثة بنجاح لافت، برغم صعوبة هذا النوع من الأدوار، وهو ما يرشحها بجانب القبول الذي تحظى به لأن تصبح نجمة سينمائية استعراضية في المستقبل بشرط أن تعمل بشكل أكبر على تطوير قدراتها التمثيلية.

أحمد داش
ممثل صاعد يمتلك موهبة كبيرة، ويسير بخطى ثابتة ليكون من أفضل الممثلين في المستقبل، أدى دور "عادل" شقيق رضوان مدمن الهيروين بإجادة ونضج.

ليلى أحمد زاهر
بعد أن أحبها المشاهدين كطفلة، في ظهورها الأول كشابة نجحت ليلى في لفت الأنظار إليها في دور "نورا" ابنة الفتوة، أدت الشخصية ببساطة وبراءة لم تغب عن ملامحها بعد.

آدم وهدان
خطف قلوب المشاهدين كما خطف قلب عائلة الشيال الذي مثل دور حفيدها "يحي" في مسلسل لعبة النسيان. برغم صغر سنه وعمره الفني -عامين- إلا أنه يشعرك بأنه وُلد ممثلاً، آدم يمتلك قبولاً بضحكته المميزة وعيناه -مرآة روحه- التي يرسل منها رسائله للمشاهدين.