عاجل
الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

جواسيس فيسبوك

مع تصاعد الأحداث فى المنطقة، خلال عام 2011، لمع نجم عدد من الشخصيات وصفوا وقتها بالنشطاء السياسيين.. وتحت قناع الثورة حرضوا على القتل والخراب.. وربما منع تسارع الأحداث وقتها الكثيرين من معرفة تفاصيل الصورة بوضوح، إذ كان الخائن ثائرًا والقاتل مقاومًا.   



 

 

يأتى الإعلان عن عن قائمة  الـ«محكمة عليا» للفيسبوك، الأربعاء الماضى، ليوضح جزءًا مهمًا من تفاصيل الصورة، خصوصًا أن تلك القائمة التي من شأنها  الرقابة على محتوى كل من موقعى «فيسبوك» و«انستجرام» تضم توكل كرمان، الناشطة اليمنية وأحد أعضاء تنظيم الإخوان الدولى، فهل يعلن «فيسبوك» بتلك الخطوة عن بيعته للجماعة الإرهابية؟.

 

 

لم تحترف «كرمان» سوى خطاب الكراهية والتحريض على العنف، هكذا يصفها أبناء اليمن، وجميع من يعرف مواقفها منذ أن لمع نجمها مع اشتعال الأحداث فى المنطقة العربية مطلع عام 2011، وشاركت فى التحريض على الفوضى والتخريب.

 

 

 لكن السؤال الذي لا نجد له إجابة هو المعيار الذي دفع إدارة فيس بوك لتنصيب «كرمان» ضمن ما أسمته لجنة عليا للإشراف على المحتوى، اللجنة التي يتناقض اسمها وأهدافها مع الديمقراطية الزائفة، التي كانت وسيلة لأنظمة غربية فى مقدمتها، الولايات المتحدة (موطن فيس بوك)، لاستخدام كرمان وأقرانها لإشعال المنطقة دفاعًا عنها.

 

 

 واليوم تستخدم الناشطة الإخوانية نفسها لتكون القيد المتحكم فى كل ما ينشره الناس عبر صفحاتهم الشخصية، فقط لأنها تحترف ممارسة سياسة الرأى الواحد، وتبدع فى حظر وتشويه كل من يخالفها. 

 

 

ربما كان اختيار «كرمان» لهذه المهمة لطبيعتها الصدامية ومرجعيتها الأصولية الإخوانية، التي يصعب فك تشابكاتها، لكنه يؤكد أيَضا تشابك أجندات الأنظمة الغربية مع جماعة الإخوان لممارسة مهام حرق الأوطان باحترافية ومهارة عالية.

 

 

أوضحت شركة فيسبوك أن «محكمة المحتوى» هيئة مستقلة يمكنها إصدار أحكام على سياسات فيسبوك والمساهمة فى الإشراف على المحتوى وسماع الطعون فى القرارات الحالية.

 

 

تركيبة غير مفهومة جمعت كرمان التي ترفع وجماعتها شعار «الإسلام هو الحل»، أو «الإرهاب هو الحل» إن صح التعبير إلى جانب شخصيات تتغنى بالعلمانية والديمقراطية وتكاد تصل لحد التطرف فى إظهار الحياد على المستوى الدينى والعرقى مثل آلان روسبريدجر رئيس معهد رويترز.   

 

 

وكانت دولة قطر، سهلت حصول «كرمان» على جائزة نوبل، من خلال الرشاوى المالية، حيث تستغل «الناشطة الإخوانية» حصولها على جائزة نوبل للسلام عام 2011 للتنقل فى عدد من دول العالم لجمع الأموال وتحويلها من وإلى الجماعات الإرهابية فى اليمن ودول أخرى برعاية قطرية.

 

 

وكما نعرف فإن كرمان، التي تقيم فى تركيا منذ سنوات، هى قيادية فى حزب التجمع اليمنى للإصلاح الإخوانى، وهو أحد أبرز الأحزاب التي تناوئ حرية التعبير والديمقراطية، بل يتخذ من هذه الحرية مطية للوصول إلى الحكم ثم ينقلب عليها.

 

 

وهو الحزب الذي ارتبط اسمه بنشاطات وأعمال كثيرة تتناقض مع وحدة البلاد ومصلحتها؛ إذ لعبت جماعة الإخوان دور الحليف مع جميع الأنظمة المتعاقبة فى اليمن، ومنذ 2011 يحمل أعضاؤه السلاح جنبًا إلى جنب مع قيادات جماعة الحوثى المدعومة من إيران، ويعمل الاثنان معا لخدمة مصالح تركيا اللوجيستية القائمة على تعميق الأزمة اليمنية وتمديد أجل الصراع المسلح فى البلاد.

 

 

ويقول السياسى اليمنى محمد الفقيه، سكرتير الرئيس السابق على عبدالله صالح، إن «كرمان» ارتكبت جرائم لا تغتفر بحق شعب اليمن والشعوب العربية، وهى بوق إخوانى لا يتوقف عن بث العنف والكراهية علانية، ولا تخجل من التحريض على العنف بجميع البلاد العربية وتستثنى فقط قطر، موضحا أنها مارست دورا تخريبيا فى بلدها ثم استقرت فى نعيم إسطنبول برعاية إخوانية ولا تعبأ بالمأساة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون.

 

 

وأضاف: إن استمرار الغرب فى دعم «كرمان» وهى دائمة التحريض على ممارسة العنف والإرهاب وتعلن انضمامها لتنظيم إرهابى بشكل صريح أمر مخالف للعقل والمنطق ومن الضرورى أن تمارس المنظمات العربية والغربية دورها فى التصدى لمثل هذه الممارسات وإعلان احتجاجها عليها.

 

 

وأكد أن توكل كرمان تنتمى إلى حركة الإخوان المدرجة على قوائم المنظمات الإرهابية فى أغلب بلدان العالم والمشمولة بلائحة العقوبات على جميع قياداتها والناشطين تحت مظلتها.

 

 

مشيرًا إلى أنها أكثر من يحمل خطاب الكراهية وتكميم الأفواه والعمل بحقد وحزبية مقيتة تشمئز منه الإنسانية وتدعم إرهابيى الإخوان فى جميع انحاء العالم.

 

 

الكاتب السعودى، خالد السليمان، أكد عبر حسابه على «تويتر» أنه لو كانت توكل كرمان تستحق أى جائزة فيجب أن نمنحها جائزة الحرب والدمار، خاصة أن نشاطها يتمثل فى التحريض وأعمال الفوضى والعنف ما ينتج عنه إراقة الدماء فى الدول العربية.

 

 

وتابع: إن «كرمان» لم تكن يوما داعية سلام بل «مسعرة نيران» على حد قوله، إذ كانت مدفوعة بأهداف حزبية أثبتت الأيام أنها المحرك الحقيقى لما سُمى بـ«الربيع العربى» الذي استغل الشعوب وأراق دماءها لتحقيق هدف فئة معينة من أجل الوصول للسلطة.

 

 

وقال الكاتب اليمنى الدكتور سامى الجعفرى ساخرًا «بعد ضم توكل كرمان إلى مجلس الإشراف العالمى لمحتوى فيسبوك وانستجرام باقى ضم على محسن الأحمر زعيم حزب الإصلاح الإخوانى باليمن لمجلس حقوق الإنسان وعبدالملك الحوثى لمنظمة العفو الدولية، حتى تكتمل العصابة».

 

 

الآن وبشكل واضح تثبت «فيسبوك» دعمها لتوجهات الجماعة الإرهابية، بل وجعل أحد أعضائها رقيبًا على المحتوى المنشور،  وهو ما يؤكد أن تزامن نشاط «كرمان وظهورها إعلاميًا مع نشاط الولايات المتحدة وإدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن فيما وصفوه بـ«الدبلوماسية الشعبية»، لم يكن من قبيل الصدفة.

 

 

 إذ اعتمدت الأجندة الأمريكية على تمويل حركات وشخصيات، خاصة من الشباب، وتسويقهم فى وسائل الإعلام، فى حال قيامهم بالمطالبة بإسقاط أنظمة حاكمة فى بلدان معينة، وهى البلدان التي شهدت ما يسمى بـ«الربيع العربى».

 

 

وهو نفس سيناريو صعود الناشطة اليمنية إلى الساحة حيث نشاطها قبل عام 2011، وكثيرا ما كانت تنشر مقالات فى أعوام 2006 و2007 فى صحف محلية وخارجية تحت دعوى مكافحة الفساد والمطالبة بنشر حرية التعبير فى العالم العربى ومكافحة النظم «الديكتاتورية والقمعية».

 

 

ومع تصاعد الأحداث شاركت «كرمان» بحث  آلاف الشباب اليمنى على النزول ساحات الاعتصام عام 2011، لكنها باعت اليمن بعد أشهر من أجل تكوين إمبراطورية إعلامية خاصة بها فى إسطنبول.

 

 

وتحاول الآن مرة أخرى شحذ الرأى العام العالمى ضد بلادها وحكومتها من خلال عدة مؤتمرات عقدتها من اسطنبول ودعت إليها شخصيات سياسية وكتاب ومفكرين، بهدف خدمة المصالح التركية فى البلاد، ولا تبالى بمعاناة الشعب الذي يعانى الويلات منذ أكثر من 6 أعوام.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز