فيروس كورونا يهوي بحزب العدالة والتنمية ويضرب شعبية أردوغان
تسبب تفشي فيروس كورونا المستجد في تركيا، مؤخرًا، بحدوث صدع جديد داخل صفوف حزب العدالة والتنمية، ليظهر فشل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحكومته، في حل الأزمات.
فمع تخطي عدد الإصابات بتركيا حاجز الـ100 ألف إصابة، تزداد حدة المعارضة تجاه أردوغان وأعوانه، كما تزداد المشكلات أكثر وأكثر، وتتجلى حقيقة الحزب الموسوم بسوء الإدارة وعدم امتلاك الخبرة السياسية الكافية.
من جهة، أجرت شركة «متروبول» للأبحاث استطلاع رأي حول شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير الداخلية سليمان صويلو، ووزير الخزانة والمالية بيرات البيرق، وأثبت الاستطلاع أن وزير الداخلية سليمان صويلو، أصبح يمتلك شعبية واسعة في حزبي العدالة والتنمية والحركية القومية، وقد وصل إلى منصب يمكنه من منافسة أردوغان.
ووجد سليمان صويلو استجابة غير متوقعة في حزب العدالة والتنمية وقاعدة حزب الحركة القومية وتم رفض استقالته من قبل هذه القاعدة، وقبلوا عودته بموافقة كبيرة. حتى الإعجاب به بين سياسي حزب العدالة والتنمية يأتي بعد أردوغان. لا يوجد فرق كبير بينه وبين أردوغان.
وكشف استطلاع رأي آخر عن رفض غالبية المواطنين الذين شملتهم الدراسة في 76 محافظة، للنظام الرئاسي ورغبتهم في العمل بالنظام البرلماني، شركة استشارات البحوث الاستراتيجية (SAD) أجرت استطلاعًا بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس البرلمان التركي. وشمل الاستطلاع 76 محافظة تركية.
وتناول الاستطلاع سؤالًا حول المكان الرئيسي وصاحب الأولوية لحل المشكلات الرئيسية، فأجاب 64.6 ٪ من المشاركين بأنه البرلمان، فيما أجاب 19.2 ٪ بأنه الرئاسة، فيما قال 5.25 ٪ من المشاركين بأنها البلديات. وبلغت نسبة عدم الرضا عن تنفيذ نظام الحكومة الرئاسية 47.8 ٪ من المشاركين، وكان 32 ٪ من المشاركين راضين، كما صوت 53 ٪ من المشاركين بأن سلطة البرلمان التركي قد قلت عند انتقال تركيا إلى النظام الرئاسي.
وفي 13 من إبريل الجاري أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو عن استقالته بعد تعرضه لحالة من الهجوم العنيف من قبل كافة فصائل المجتمع التركي، جراء قرار فرض حظر التجوال المفاجئ الذي تسبب في حالة من الارتباك والفوضى في تركيا، كما تسبب في حالة من الذعر والفزع، وهرول المواطنون لشراء احتياجاتهم وتخزينها من المحلات التجارية والأفران. الأمر الذي تسبب في زيادة حدة التوتر بين المواطنين، ما أسفر عن حالة من الغضب والشجار العنيف بينهم أمام المحال التجارية والأفران، فكل منهم يريد أن يستبق الآخر للحصول على البضائع والسلع قبل بدء موعد الحظر. وزادت حدة الشجار لدرجة أن تدخلت الشرطة وأطلقت النيران لتفريق المواطنين.
وشهدت استقالة صويلو كواليس عديدة حيث صرح عند إعلانه عن حظر التجوال أنه بناءً على تعليمات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعند إعلان استقالته أكد أنه يتحمل هذا القرار، ويقبل النقد، وأنه قد فشل في التعامل مع الأزمة، ويطلب من أردوغان أن يسامحه!
ليأت بعدها أردوغان ويعلن عن أن استقالة صويلو غير مقبولة ويخرج الأخير معلنًا استمراره في أداء عمله، مما دفع المعارضة التركية لتشبيه الأمر بالمسرحية، وأن صويلو ضحى بنفسه من أجل قصر أردوغان.
ولكن استقالة صويلو تسببت في ارتفاع مكانته لدى حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، وأكد الخبراء الأتراك أن من رفض استقالة صويلو ليس أردوغان ولكن القاعدة الكبيرة التي أصبحت في صفة داخل حزب العدالة والتنمية.
فيما كشف مركز إسطنبول للبحوث الاقتصادية التركي عن تراجع شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في بلاده، جراء تفشي وباء «كوفيد 19»، وانتشار فيروس كورونا، وذلك ضمن نتائج استطلاع حول سؤال «لو كانت هناك انتخابات خلال الأحد القادم فمن تختار؟»، خسارة أردوغان 7 من شعبيته خلال الشهر الحالي عن نسبته في الشهر الماضي، لتصل إلى 35.8 %.. وبيّن المركز أن أردوغان خلال الشهر الجاري بدا أكثر رؤساء الأحزاب التركية تراجعًا في مستوى الشعبية.
فيما استغل وزير الخزانة والمالية وصهر أردوغان بيرات البيراق، تلك الأزمة، محاولًا الظهور على الساحة مرة أخرى والظهور المتكرر عبر مقاطع الفيديو التي يبثها وتظهر بها صور أردوغان خلفه محاولًا تذكير الأتراك به