![البنك الاهلي البنك الاهلي](/UserFiles/Ads/8372.jpg)
أصبحت مدربًا(2).. كابيلو..البداية العظيمة لا تُليق بالنهاية
![](/UserFiles/News/2020/04/17/718210.jpg?200417182129)
ندى شعبان
كان لاعبًا من طراز مميز قادر على أن يجذب جميع حواسك ليجعلك تتفاعل معه عند رؤيته داخل أرض الميدان، جمع بين كل ما يطلبه المشاهدون فالموهبة المدعومة بالذكاء الكروي في كيف يتمركز ليتمكن من رؤية الملعب وكيف يقوم بتنظيم تحركات فريقه وخلق أيضًا الفرص لزملائه.
جميعها كانت أشياء لها مدلول خاص لتكشف عن مدرب مثالي قادر على غزو العالم بعقليته التي لا تتكرر كل يوم، وفي الحلقة الثانية من سلسلة "أصبحت مدربًا" نسلط الضوء على الإيطالي الذي علق حذائه ونسج من الجنون والعبقرية طريقًا سلكه وحده هو فابيو كابيلو.
بالطبع عند ذكر اسم الإيطالي مسبوقًا بلقب المدرب ستتذكر كيف أختار كابيلو الطريق الأصعب وأن كان يراه البعض غير عقلاني فكيف يتجاهل قائد الفريق للبحث عن نجمًا جديد يقود ذلك الفريق؟ أو كيف يعلق هزائمه على عدم تلبيه طلبه بوجود لاعب بعينه؟.
والأمثلة على ذلك كثيرة، فمنذ أن تولى قيادة ميلان الإيطالي عام 1991، ستجد كيف سبب كابيلو أزمات لقائد الفريق حينها الهولندي فان باستن ليس فقط على المستوى الفني داخل أرض الميدان ولكن أيضًا بعض التصريحات المثيرة وأبرزها بعد الإصابة القوية التي لحقت بالهولندي وعلق على أثرها حذائه.
ليخرج علينا الإيطالي قائلًا:"لم نكن لنفوز بدوري الأبطال من دون فان باستن"، ولا شك أن الإيطالي على الرغم من ذلك حقق مع النّادي الدوري الإيطالي 4 مرات وأيضًا دوري أبطال أوروبا عام 1994 أمام برشلونة بنتيجة 4-0.
وفي عام 1996 طلب ريال مدريد الظفر بخدمات الإيطالي وبالفعل وافق كابيلو على العرض ورحل رسميًا إلى قلعة "سانتياجو برنابيو" ليحقق معهم لقب الدوري الإسباني.
وبعد موسم فقط قضاه في أسبانيا، قرر رئيس نادي ميلان الإيطالي عودة العبقري إلى الفريق من جديد وهنا ظهر ما تحدثنا عنه منذ قليل بعدما طلب كابيلو عودة باولو دي كانيو الذي تواجد في ولايته الأولى ورحل إلى لسيلتيك الإسكتلندي ولكن كان الرد من جانب الإدارة بالرفض القاطع قائلًا:"من يغادر ميلان لا يعود أبدًا".
وبعد عدة هزائم مستمرة حتى أنهى ميلان موسمه في المركز العاشر خرج إلينا الإيطالي ليصرح:"لقد قلت من البداية أريد عودة دي كانيو".
وفي عام 1999 بدأ كابيلو محطة جديدة في مسيرته التدريبيه بعدما نجح نادي روما في تقديم عروض مغرية للمدرب لإقناعه بتولي القيادة الفنية للفريق، وبالطبع أصبحت الآن مدركًا كيف يفكر كابيلو، جملة واحدة أتمت الصفقة "النادي الإيطالي تحت قيادتك بالكامل".
ووقع كابيلو عقدًا ممتد حتى عام 2004 وبالفعل في تلك الفترة التي قضاها على رأس القيادة الفنية لم يتمكن أحد من الإعتراض على قرارات الإيطالي، حيث نجح برفقتهم في تحقيق لقب الدوري الإيطالي عام 2000-2001، بعد غياب 18 عامًا عن الألقاب.
وأنتقل بعدها إلى يوفنتوس وحقق الدوري مرتين عامى 2004 و2005 ولكن تم الغائهم بقرار من الاتحاد الإيطالي والمحكمة الإيطالية، وهبط اليوفي إلى دوري الدرجة الثانية بعد فضيحة "الكالتشيوبولي".
وفي يوليو 2006 عاد فابيو كابيلو إلى ريال مدريد ليحقق بطولة الدوري الإسباني موسم 2006-2007، قبل أن يتم إقالته بسبب الإختلاف على طريقه لعب واداء اللاعبين داخل أرض الميدان.
و على صعيد المنتخبات في فبراير 2008 قاد المحنّك المنتخب الإنجليزي في كأس العالم 2010 ويورو 2012، قبل أن يتقدم باستقالته من منصبه بسبب قراراته الغريبة ودخوله في نزاع مع اتحاد كرة القدم الانجليزي بسبب سحبه لشارة القيادة من جون تيري، وبدأت تدور بين اللاعبين بدون جدوى من ذلك.
وفي عام 2012 تم إسناد المهمة الفنية للمنتخب الروسي إلى الإيطالي المخضرم قبل أن يتم إقالته في عام 2015 من قبل الاتحاد الروسي دون تقديم أي شيء يذكر.
ليعود من جديد لتدريب نادي جيانجسو سانينغ الصيني قبل أن يعلن إعتزاله التدريب رسميًا والإتجاه إلى عالم التحليل.
وإن اختلفت مع سياسة فابيو كابيلو أو أتفقت سيظل واحدًا من أعظم المدربين في التاريخ فالمزيج الذي بدأ بصنعه منذ أن كان لاعبًا مكنه من إعادة توظيف إمكانيات اللاعبين من جديد وهو مدربًا، وأيضًا تميّز بقدرته على اللّعب بطرق مختلفة مثل 4-4-2 و4-2-3-1 و3-4-1-2 و3-5-2 و4-4-1-1.