عاجل
الجمعة 6 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
سلام .. مش بالإيد

سلام .. مش بالإيد

كثير من عاداتنا الاجتماعية تغيرت وغيرتنا وأثرت فينا ولكننا تقبلناها بنفس راضية ونية صافية لحماية أنفسنا ومن نحبهم وربما العالم أجمع من الفيروس القاتل، كنا نجري على من نحبهم ونأخذهم بالحضن بتلقائية بريئة وعفوية شديدة ونمد أيدينا للتعانق في مصافحة حارة تمتد لبضع ثوان قد تطول لدقائق محدودة كتعبير عن شدة الحب، أما الآن ومع صعود "الإبعاد الاجتماعي" في العالم كله، تغيرت طريقة ترحيبنا ببعض إلى درجة ظهور دعوات تنادي بضرورة توقف المصافحة باليد حتى عندما ينتهي الوباء، ليكون الوضع الطبيعي الجديد هو نهاية تحية المصافحة، لتحل محلها الرموز التعبيرية الإلكترونية التي تتولى المسؤولية في تعويضنا عن نقص الدفء البدني.



 

 عادة المصافحة كانت معيارًا اجتماعيًا لأكثر من قرون، حيث نشأت في القرن الخامس قبل الميلاد في اليونان كمبادرة لإثبات السلام، وفي ذلك الوقت كانت تستخدم لإظهار أنه لم يكن هناك سلاح محتجز أمام الشخص الذي كنت تحييه، وتناقلت الأجيال المختلفة هذه العادة التي كانت تنقل شخصيتنا ومزاجنا للناس وكنا نستخدمها كوسيلة مقبولة للطرفين للموافقة على إبرام صفقة في سيناريوهات لا نهاية لها.

 

شهدت المصافحة تحولاً هائلاً خلال الفترة الماضية على المستوى العالمي، حيث تم حظرها في بيئة الرعاية الصحية، واتجهت بعض المستشفيات إلى خلق مناطق خالية من المصافحة، كما توضع لافتات لإعلام المرضى وعائلاتهم بحظرها، فيما انتشرت لافتات كتب عليها "للمساعدة في الحد من انتشار الجراثيم يجب التوقف عن المصافحة"، والرجاء بإيجاد طرق أخرى للتحية، مع تشجيع أشكال أخرى مثل الابتسامات أو القوس أو الموجة.

 

يؤكد العديد من الخبراء أن  العالم عليه التعود على المعايير الجديدة للترحيب، فاليوم في ظل تفشي وباء كورونا، يبرز كل شيء يتعلق بتقليل الاتصال مع الآخرين بشكل حاد، ولن يتلاشى بعد انتهاء الفيروس، بل ستبقى هذه العادات الجديدة، سنصبح أكثر دفئًا على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام الرموز التعبيرية، هذا في ظل إطلاق منظمة الصحة العالمية حملة لجعل الناس يتخلون عن المصافحة لصالح التحية بالكوع.

 

تشير الأبحاث إلى أننا في المتوسط نحمل 3200 بكتيريا من 150 نوعًا مختلفًا على أيدينا، وسنصافح في المتوسط 15 ألف مرة في حياتنا، ولك أن تتخيل كم الجراثيم التي نتناقلها فيما بيننا طوال حياتنا إذا استمررنا التحية بهذه الطريقة، بدلاً من ذلك يرحب الناس ببعضهم البعض بطرق مختلفة، فالنيوزيلنديون، على سبيل المثال، يقومون بفرك أنوفهم وجباههم في تحية hongi التقليدية الخاصة بشعب الماوري، أما اليابانيين فتحيتهم عبارة عن انحناءة سريعة للأمام على شكل قوس، وهناك كذلك التحية في تايلاند، وهي أن تضغط اليدين معاً وتنحني إجلالاً وتقديراً إلى الأمام.

 

مرحبا بك في عالم الترحيب الشفوي والرموز التعبيرية، ووداعا للمصافحة، سلام بس مش بالإيد.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز