عاجل
الإثنين 30 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
أي إله يعبدون في زمن الكورونا؟!

أي إله يعبدون في زمن الكورونا؟!

لا أعرف أي دين يعتنقون، وأي نبي يتبعون، وأي إله يعبدون، يمرقون عن الحق وقول الصدق، كما يمرق السهم من الرمية، سلطاء اللسان، سفهاء الأحلام. يتخذون من الدنيا دار مقر واستقرار، ويدّعون أنهم للآخرة عاملون، منهجهم الكذب ثم الكذب ثم الكذب.. والخيانة ثم الخيانة ثم الخيانة.



 

  بينما البشرية جمعاء تعيش كارثة ليس لها من دون الله كاشفة، نجد جماعة الإخوان الإرهابية تُسابق الزمن في إطلاق الشائعات والأكاذيب، من أجل إلحاق الضرر ببني جلدتهم دونًا عن بقية شعوب الأرض، منذ أن أسس المأفون حسن البنا هذه الجماعة، التي تحالفت مع الإنجليز وإسماعيل صدقي الموالي للاحتلال، ضد إرادة الأمة المصرية، في رفض دستور سنة 1930 ومساندة الملك فاروق، الألباني الأصل، ضد حزب "الوفد"، الذي كان يمثل أهل مصر.

 

لا أعرف أي إسلام يعتنق أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، هل حقًا يعتنق الإخوان دين الإسلام الذي أُنزل على محمد بن عبدلله، رسول الله وخاتم الأنبياء إذن، أين هم من الأحاديث النبوية وآيات القرآن الكريم، عن عقبة بن عامر- رضي الله عنه- قال قلت يا رسول الله ما النجاة؟ قال صلى الله عليه وسلم "أمسـك عليكَ لسانكَ وليَسـعْـكَ بَـيـتـك وابـكِ على خطـيـئـتـكَ".. رواه أبو عيسى الترمذي في سننه، وقال هذا حديث حسن.

 

من يرى الشائعات والأكاذيب التي يُطلقها الإخوان في كل لحظة ودقة نفس، يعلم أنهم أبعد ما يكونون عن الإسلام والهدي النبوي.

فقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- "أمسك عليك لسانك"، إنما هي نصيحة منه، صلى الله عليه وسلم، بتقليل الإنسان كلامه إلا في ما فيه خير، إذ اللسان نعمة يُسأل عنها الإنسان يوم القيامة، وفي الحديث "ليسَ البيان كثرة الكلام ولكن البيان إصابة الحق"، رواه ابن حبان، وفي حديث البخاري، "إن العبدَ ليتكلم بالكلمة من سَـخط الله لا يُـلقي لها بالًا يَـهوي بِها في جهنم".

 

وكما قيل هل يكب الناس في نار جهنم إلا من حصائد ألسنتهم. فقد يخرج المسلم من الإسلام بكلمة يقولها بلسانه، كما هو وارد في كتاب الله تعالى: "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم".. التوبة 65.

كلنا رأى الإخواني الهارب في أمريكا، وهو يحرض أعضاء جماعته للعمل على نشر فيروس "كورونا"، بين المصريين، بكل وقاحة وشيطنة، ودون وازع أو رادع إنساني أو ديني.. هكذا الإخواني شيطان رجيم، يُريد أن يهلك الحرث والنسل.

ففي هذه الظروف التي يجتاح فيها العالم وباء "كورونا"، نحن في أمس الحاجة لتوعية الناس بالأساليب الوقائية الصحيحة والمجربة، بينما نجد الجماعة الإرهابية تمعن في البحث عن هلاك المسلمين، رغم أن الحفاظ على الإنسان أساس الإسلام، فالوقاية من الأمراض مطلب ديني لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم- عنه "فر من المجذوم فرارك من الأسد"، والجذام مرض معدٍ فتاك. كما أن الاستغناء عن العلاج "بالتوكل لا يكفي، إذا لم يواكب التوكل بذل الأسباب، فقد ورد أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال للأعرابي عندما هم تاركًا راحلته: "اعقلها وتوكل"، فالأخذ بالأسباب يمنع شرود الراحلة وليس التواكل.

 

كما أن العزل وحصار الأوبئة مطلوب من وجهة النظر الدينية؛ فقد نهى الإسلام أن يخرج الإنسان من بيئة موبوءة إلى بيئة سليمة، ولا يدخل في بيئة موبوءة وهو في بيئة سليمة؛ كما روي عن عمر بن الخطاب، أنه عاد إلى المدينة راجعًا من الشام، عندما بلغه أنها موبوءة بالطاعون، وعندما اعترض عليه أبوعبيدة قائلًا: "أتفر من قدر الله؟".. أجابه قائلًا: "أفر من قدر الله إلى قدر الله".  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز