عاجل
الخميس 17 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
«كورونا».. والمتربصون بأم الدنيا

«كورونا».. والمتربصون بأم الدنيا

المحنة التي يعيشها المصريون، والعالم أجمع، مع فيروس "كورونا"، تدعونا للعودة إلى التعاون فيما بيننا على الخير، والتكافل، والأخلاق، والقيم والتسامح واحترام الآخر.



 

فكم من أزمات تعرضت لها مصر، لكنها خرجت منها سالمة، غانمة، وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى، وبفضل أبنائها الشرفاء، الذين يضحون في سبيل رفعتها وتقدمها بكل غالٍ ونفيس، فكم من متربص بها، لم تفلح أكاذيبه، للوقوع بها.. لأنها ضاربة بجذورها في التاريخ.

 

كل أزمة تمر بها مصر، تزيدها قوة، وصلابة، ومحبة من أبنائها، وعشاقها، وخير مثل على ذلك، ما تعرضت له من أزمات في الأيام القليلة الفائتة، من طقس سيئ، لم تتعرض له منذ 45 عامًا، وأزمة مستغلي أزمة فيروس "كورونا"، المستجد، ورغبة بعض المحتكرين للسلع الضرورية، في ثراء سريع، على حساب إخوتهم في الوطن. 

على الرغم من التطمينات التي تؤكدها الحكومة، والمسؤولون في الدولة، بخصوص توفير المواد الغذائية، والكحول والمطهرات والكمامات والمستلزمات الطبية وأدوات التعقيم والنظافة.. والأدوية، أيضًا، فإن بعض التجار المحتكرين، ومستغلي الظروف الاقتصادية وحاجة الناس لبعض السلع، يلجؤون إلى السيطرة على الأسواق عن طريق رفع الأسعار، بشكل مبالغ فيه، وإخفاء بعض السلع، رغبة في زيادة سعرها، دون داعٍ، واحتكار كل سلعة يحتاج إليها المواطنون، مستغلين الأزمة الراهنة التي يمر بها الوطن.. عن طريق حبس هذا التاجر الجشع، الظالم، سلعة ما ومنعها عن الناس، رغم احتياجهم الشديد لها، فيقل المعروض منها، وكلما قل المعروض زاد الطلب عليها، ومن ثم زاد الثمن وحدثت أزمة بين الناس.

 

فكل من يلجأ إلى أسلوب الاحتكار، ملعون ومطرود من رحمة الله، عز وجل، لأن الاحتكار منبوذ في الأديان كافة، لأن الناس في أشد الاحتياج إليها، ويحدث ذلك بغية التربح السريع، وكسب المال الحرام، وهذا ما حدث في الأيام القليلة الماضية، وشعر به الكثير منا، فمع ظهور فيروس "كورونا"، وتشخيصه بأنه وباء عالمي، وجدنا استغلالًا من بعض التجار، المحتكرين للكمامات والأدوات المستخدمة في التعقيم.. وزادت الأسعار أضعاف ما كانت عليه قبل ظهور فيروس "كورونا" المستجد، ولكن كانت الدولة، بمؤسساتها، لهؤلاء التجار ومستغلي الأزمة بالمرصاد.. وقامت بضبط المخالفين، وتسعى إلى تتبع البعض الآخر ممن ينتهجون نهجهم. 

 

فكانت هناك توجيهات رئاسية، لرصد المتلاعبين بالأسعار، والمحتكرين ومستغلي أزمة "كورونا"، فأصدر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تعليماته لكل الجهات المعنية، بالضرب بيد من حديد، لكل من تسول له نفسه، احتكار السلع الأساسية، في هذه الظروف الاستثنائية، التي تمر بها الدولة، بل العالم كله، من أزمة "كورونا".. وشدد على وجود رقابة صارمة على الأسواق، إلى جانب اتخاذ إجراءات حازمة، ضد هؤلاء التجار، المستغلين لحاجة الناس للسلع الضرورية، وقاموا برفع أسعارها.

 

واتخذت مؤسسات الدولة عدة إجراءات، لملاحقة الذين يتلاعبون بأسعار أدوات التنظيف والتطهير والتعقيم، واستغلال المواطنين البسطاء، الذين لا حيلة لهم، وقامت بالتصدي لممارسات إخفاء السلع، والتعامل بمنتهى الحزم لمواجهة الغش التجاري في الأسواق.. وتوفير ما يحتاجه الناس من سلع، تمامًا مثلما فعلت في أزمة الطقس السيئ، الذي ألم بالبلاد في الفترة الأخيرة.. وتكاتفت مؤسسات الدولة، مع المواطنين ووقفوا يدًا واحدة، لتجاوز هذه الأزمة، فأصبحوا صفًا واحدًا، كالبنيان المرصوص، لا يستطيع الوباء الفتك بهم، فكان في اتحادهم قوة، أضيفت إلى قوة إيمانهم. 

 

واتبعت مؤسسات الدولة عدة وسائل للتصدي لأزمة "كورونا"، كان من أهمها تكذيب عدة شائعات، قامت بترويجها الجماعات الإرهابية عن "كورونا"، في محاولة منها لاستغلال ما يشغل الرأي العام، في مصر، لنشر الشائعات والأخبار الكاذبة والمواد المفبركة، بهدف إثارة ذعر المواطنين، باستغلال أزمة فيروس "كورونا"، لتكون مادة لعملهم الآثم.. ولزعزعة استقرار البلاد.. وتصدير أزمات للدولة المصرية.

 

على الجانب الآخر سعى كثير من المصريين الشرفاء، للتكفل بعدد من الأسر الأكثر احتياجًا، المتضررة من الطقس السيئ، وأيضًا بسبب الالتزام بعدم مغادرة المنازل لمكافحة انتشار فيروس "كورونا".. وشتان بين هذا وذاك، فالطرف الأول، المحتكرون ومستغلو الأزمات، هدفهم هدم الدولة، والربح السريع على حساب المواطن الكادح، الذي يكد في توفير نفقات معيشته، أما الطرف الثاني، فالهدف الرئيس بالنسبة له، هو فعل الخير الذي سيحاسب عليه أضعافًا مضاعفة من رب العالمين، يوم الحساب، وبناء الدولة، والوقوف بجانبها وقت الأزمات والشدائد.. وجني ثمار الخير.

 

حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز