عاجل| الصحافة العبرية: هزيمة نكراء لإسرائيل في الأمم المتحدة.. وهكذا انحدرت
عادل عبدالمحسن
قالت وسائل الإعلام العبرية في دولة الكيان الصهيوني بفلسطين المحتلة إن إسرائيل قد مُنيت بهزيمة نكراء، بعدما جدت نفسها الآن مُجبرةً على الدخول في تحدٍّ خطير مع 153 دولة تعترف باستقلال الشعب الفلسطيني وحقه في دولته.
وبحسب وسائل الإعلام العبرية، ذهبت محاولات إسرائيل في منع الاعتراف بدولة فلسطين أدراج الرياح، مع نشوء واقع سياسي جديد.
وقالت: بات اليوم واضحًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة أن إسرائيل وصلت إلى مستوىً سياسيٍّ متدنٍّ جديد.
وأضافت وسائل الإعلام العبرية: إذا كان من اعترف بدولة فلسطين في الماضي هم في الغالب دول عدم الانحياز والدول العربية، فإن دول العالم الغربي صاحبة الديمقراطيات العريقة، والمهمة - قد عبرت عن رأيها الآن: فرنسا، وبريطانيا، وكندا، وأستراليا، وإسبانيا، وعدد كبير من دول الاتحاد الأوروبي، وهي دول ذات وزن قيمي خاص عالٍ، والمعروفة في المصطلحات الدبلوماسية بـ"الدول ذات التوجهات المتشابهة".
ومع ذلك، هذه المرة لم تعترف هذه الدول بالدولة الفلسطينية فحسب، بل كانت هي من قادت هذه الخطوة في الأمم المتحدة.
وفي إسرائيل، تشير التقديرات إلى أن حتى الديمقراطيات القليلة التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين، بما في ذلك فنلندا واليابان وكوريا الجنوبية، ستفعل ذلك عاجلاً أم آجلاً.
وبينما كانت تتوهم إسرائيل مساعدة ترامب لإقامتها علاقات دبلوماسية مع المملكة العربية السعودية، تبددت بتنظيم مؤتمر حل الدولتين في نيويورك.
بحسب وسائل الإعلام العبرية، تُؤيّد السعودية ودول الخليج الآن سياساتٍ تهدف إلى إبعاد الكيان الصهيوني عن المنطقة، مشيرة إلى أن إسرائيل، التي كان يُفترض أن تكون جزءًا من الحل، أصبحت الآن جزءًا من المشكلة في نظر دول الخليج، لا سيما في ضوء تصريحات نتنياهو عن إسرائيل الكبرى، ومحاولة اغتيال كبار قادة حماس في العاصمة القطرية.
تناول أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، الهجوم الإسرائيلي على الدوحة في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء اليوم، قائلاً: "العالم أجمع مصدوم من عمل إسرائيل الشنيع، الذي صنّفناه إرهاب دولة.
إذا كان إطلاق سراح الرهائن يعني نهاية الحرب، فإن الحكومة الإسرائيلية تعارض ذلك، وهدفها تدمير غزة".
كما وجه أمير قطر إلتهامًا لـ"نتنياهو" بأنه "يتفاخر بمنع قيام دولة فلسطينية، ويتفاخر بمنع السلام الآن وفي المستقبل.
ويحلم نتنياهو بأن تصبح المنطقة العربية منطقة نفوذ إسرائيلية، وقد حذرت الدول العربية والإسلامية من عواقب هذا الوهم.
يُعدّ تحالف فرنسا مع السعودية لعقد المؤتمر خطوةً ذكيةً من الجانبين، فقد تولّت فرنسا زمام المبادرة في أوروبا، بينما استحوذت السعودية على زمام المبادرة من الدول العربية، مما يُعزّز المكانة الدولية لكلٍّ من باريس والرياض.
وفي الواقع، تُعدّ خطوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قاد موجة التعارف الحالية، ردًّا على تعنت الحكومة الإسرائيلية أمام وقف الإبادة الجماعية ضد سكان غزة ومحاولة تهجير وتشريد الشعب الفلسطيني.
وقد شجعت هذه الأمور فرنسا على اتخاذ موقف عادل والاصطفاف إلى جانب الحق الفلسطيني.
بعد موجة الاعتراف، لا يرغب العالم في رؤية "أعمال انتقامية" من إسرائيل، مثل ضم أجزاء من الضفة الغربية.
وسيُفسر إجراء كهذا من إسرائيل في هذا الوقت على أنه تحدٍّ، ومن المرجح ألا يؤدي إلى موجة من الإدانة فحسب، بل حتى إلى خطوات عملية مثل قطع العلاقات أو اتخاذ قرارات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقد مُنحت رسائل من هذا النوع، والتي كانت دول الخليج تنقلها حتى الآن عبر القنوات الدبلوماسية، منصةً عامة.
قد يرى البعض تصريحات قادة العالم التي تعترف بحق الفلسطينيين في دولة "إنجازات". على سبيل المثال، يمكن اعتبار مطالبة القادة بالإفراج عن رهائن حماس في قطاع غزة ونزع سلاح كتائب القسام إنجازًا، لكن من الواضح للجميع أن كرة الثلج التي بدأت تتدحرج أمس في نيويورك ستزداد قوة.
حتى الآن، دعمت إدارة ترامب إسرائيل وعارضت عملية الاعتراف، ومن المرجح ألا يتغير هذا الوضع، ولكن في الوقت نفسه، يجدر التأكيد على أن إسرائيل لا تستطيع أن تضع كل الأوراق على عاتق إدارة ترامب.
قد يتغير دعم الرئيس الأمريكي الثابت في لمح البصر، نظرًا لطبيعة الرئيس المتقلبة، أو لمصالح اقتصادية أو غيرها من المصالح التي يُوليها ترامب اهتمامًا أكبر.
ترى الصحافة الإسرائيلية أن التحدي الكبير لدى الكيان الصهيوني الآن هو إنهاء الحرب في غزة بشكل سريع وناجح، بدعم أمريكي، وهو ما قد يسهل على إسرائيل الحد من الجوانب العملية لهذه العزلة، والتي قد تشمل تفاقم المقاطعة الاقتصادية، والاحتجاجات في جميع أنحاء العالم، واضطهاد الإسرائيليين في الخارج، ومظاهر معاداة السامية تجاه اليهود في الشتات، والطرد من الأحداث الرياضية والثقافية، وأكثر من ذلك.


















