عاجل
السبت 12 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

دار الإفتاء تجيب عن 9 أسئلة بشأن الأوبئة والتعامل معها

قالت دار الإفتاء المصرية ، إن الجزم بأن وباء كورونا عقاب من الله لا يصح؛ لأن هذا أمر غيبي، وعلى الانسان عندما يتعرض للشدة أن يرجع إلى الله بالتوبة الصادقة والاستغفار ويكثر من الأعمال الصالحة وأن يدعو الله في السر والعلن والصلاة وغيرها، وأن يلتزم بالتعليمات التي تصدرها الجهات الصحية والمسؤولة عن المجتمع وسلامته.



 

جاء ذلك في رد دار الإفتاء على عدة أسئلة وردت إليها حول كيفية التعامل مع وباء كورونا ومن يتعرض له حيا أو ميتا وماذا في التخلف عن صلاة الجماعة والجمعة وعن القنوت في الصلاة والتضرع الى الله لرفعه عن الناس.

 

وفي ردها على سؤال عن كيف يغسل ويكفن من مات بفيروس كورونا، قالت دار الإفتاء: "الأصل أن الميت المسلم يغسل غسلا شرعيا ويكفن ويصلى عليه ويدفن، إلا إذا ثبت طبيًّا أن المتوفى بمرض ما يتعذر غسله؛ لكونه مظنة حصول العدوى، فيلجأ حينئذ إلى التيمم بدلا من الغسل، فإن تعذر هو الآخر تُرِك وسقطت المطالبة به شرعًا، ولكن يبقى للميت بعد ذلك ما أمكن من التكفين والصلاة والدفن.

 

وحول ما إذا كان انتشار فيروس كورونا عقاب وبلاء من الله، أوضحت دار الإفتاء أن الجزم بأن الوباء عقاب من الله لا يصح لأن هذا أمر غيبي، والذي على الإنسان أن يفعله في مثل هذه الأزمات عموما أن يرجع إلى الله بالتوبة الصادقة والاستغفار ويكثر من الأعمال الصالحة فهذا من أسباب رفع البلاء، والله تعالى يقول: الله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ}[يونس: 107]، وفي الوقت نفسه لا يهمل منطق الأسباب ويأخذ بها في الوقاية والعلاج، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يوردن ممرض على مصح" [رواه البخاري]، ويقول: "تداووا عباد الله، فإن الله سبحانه لم يضع داء إلا وضع معه شفاء" [رواه ابن ماجه].

 

وعن ما هي أدعية التحصين من فيروس كورونا، أشارت دار الإفتاء إلى أن من المستحب أن يقول المسلم: «تحصنت بذي العزة، واعتصمت برب الملكوت، وتوكلت على الحي الذي لا يموت، اللهم اصرف عنا الوباء، بلطفك يا لطيف، إنك على كل شيء قدير»، فشأن المسلم في أوقات البلاء والمِحَن أن يكون دائم الذكر والدعاء، فالنبي صلى الله عليه وسلم أوصانا بقول: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق» ثلاث مرات صباحًا و مساءً، فإن من قالها لا يصيبه شيء من البلاء إن شاء الله ، وبقول: «حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ» سبع مرات ، وأخبرنا بأن من قال: «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء، في الأرض، ولا في السماء، وهو السميع العليم» ، ثلاث مرات، لم تصبه فجأة بلاء، حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات، لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي.

 

وقالت دار الإفتاء إن التحصن بالرقى والأدعية والأذكار الشرعية من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستعاذة بالله من «مِنْ الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئْ الْأَسْقَامِ» (أخرجه أبو داود).

 

وفي إجابتها على سؤال عن حكم القنوت في الصلاة لصرف فيروس كورونا، قالت دار الإفتاء إنه يجوز شرعًا القنوت في الصلاة لصرف مرض وفيروس كورونا؛ لِكونه نازلةً من النوازل ومصيبة من المصائب حلَّت بكثير من بلدان العالم، والدعاء بصرف المرض والوباء يكون عامًّا للمسلمين وغير المسلمين، في الصلاة وخارجَها، كما يجوز القنوت لذلك في جميع الصلوات المكتوبات، أو الاقتصار عليه في صلاة الفجر.

 

وردا على سؤال هل يجوز شرعًا منع العمرة بسبب انتشار فيروس كورونا، أكدت دار الإفتاء أنه يجوز شرعًا أن تمنع السلطات المختصة من أداء العمرة لمواجهة انتشار فيروس كورونا؛ وذلك للحفاظ على أرواح وسلامة النفس البشرية من آثار ذلك الفيروس الذي قد يفتك بحياة المعتمرين، وإعمالا لقاعدة سد الذرائع، وللحفاظ على أمن واستقرار المشاعر المقدسة، لما لها من أهمية كبرى في حياة المسلمين.

 

وعن ماهية حكم الالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، قالت دار الافتاء إنه ينبغي على جميع المواطنين الالتزام بالتعليمات والإرشادات الصادرة عن الجهات الصحية للحدِّ من انتشار الفيروس والقضاء عليه، واستقاء المعلومات من المصادر الرسمية المختصة، وتجنُّب ترويج الشائعات التي تُروِّعُ الناس، وتوقعهم في بلبلة وحيرة من أمرهم.

 

وحول حكم احتكار ورفع أسعار السلع الضرورية لمواجهة فيروس كورونا، شددت دار الإفتاء على أنه لا يجوز شرعًا ما يرتكبه بعض التجار من حبس السلع الضرورية والأساسية ومواد الوقاية الطبية عن الناس، واستغلال الظروف الراهنة بقصد الاحتكار ورفع الأسعار، لتحقيق مكاسب مادية، فهذا الفعل حرام شرعًا وخيانة للأمانة، فالشريعة الإسلامية حرمت الاحتكار بكل صوره وأشكاله، يقول تعالى: ﴿... وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾، وتوعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم المحتكر بقوله: «مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَقْذِفَهُ فِي مُعْظَمٍ مِنَ النَّارِ».

 

وعن ماهية الإجراءات التي يجب على الإنسان اتباعها للتصدي لوباء فيروس كورونا، قالت دار الإفتاء "ينبغي على المسلم أن لا يصيبه الخوف والهلع الشديد من الابتلاءات التي قد تصيبه أو تصيب من حوله، بل عليه أن يتحلى بحسن الظن بربه وخالقه سبحانه، ويعلم علم اليقين أن الله عز وجل سوف ينجينا من هذا البلاء ، وأنه إذا أصاب المؤمن شيء من هذا البلاء فعليه بالصبر والأخذ بأسباب العلاج، وليعلم أن صبره على هذا البلاء سيكون سببًا لتكفير السيئات ورفع الدرجات"، مضيفة أن شأن المسلم في أوقات البلاء والمحن أن يكون دائم الذكر والدعاء، فالنبي صلى الله عليه وسلم أوصانا بقول: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق» ثلاث مرات صباحًا و مساءً، فإن من قالها لا يصيبه شيء من البلاء إن شاء الله ، وعلى المسلم أن يأخذ بأسباب الوقاية والسلامة الصحية المتبعة لدى الجهات المعنية، فهذا من باب الإحسان، يقول تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

 

وحول حكم ترك صلاة الجمعة والجماعة في المسجد وغلق المساجد وقت انتشار فيروس كورونا، أوضحت دار الإفتاء أن هناك مجموعة من الأسباب التي يُترخَّصُ بها لترك الجماعة في المسجد بل والجمعة، ومنها أسباب عامة؛ كالمطر الشديد والوحل الذي يُتأذى به وكذا الظلمة التي لا يُبصر بها الإنسان طريقه إلى المسجد، ومنها أسباب خاصة؛ كالمرض، والخوف على نفسه أو ماله أو أهله، وكذلك أكل ما له رائحة كريهة، وأيضًا إذا غلبه النوم، وغير ذلك من الأسباب وما يشبهها.

 

واستندت دار الإفتاء في ذلك على ما ورد في الصحيحين "البخاري ومسلم " أن ابن عباس رضي الله عنه قال لِمُؤَذِّنِه في يوم مَطِير: «إذا قلت: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، فلا تقل: حي على الصلاة، قل: صلوا في بيوتكم»، قال: فكأن الناس استنكروا ذاك، فقال: «أتعجبون من ذا، قد فعل ذا من هو خير مني، إن الجمعة عَزْمة -أي: واجبة-، وإني كرهت أن أحرجكم فتمشوا في الطين والدَّحض -أي: والزلل والزلق»، مضيفة "ولا شك أن خطر الفيروسات والأوبئة الفتاكة المنتشرة وخوف الإصابة بها أشد، خاصة مع عدم توفر دواء طبي ناجع لها، لذا فالقول بجواز الترخُّص بترك صلاة الجماعات في المساجد عند حصول الوباء ووقوعه بل وتوقعُّه أمر مقبول من جهة الشرع والعقل ، وأضافت قائلة .. والدليل على أن الخوف والمرض من الأعذار المبيحة للتخلف عن صلاة الجماعة: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه، عذر»، قالوا: وما العذر؟، قال: «خوف أو مرض، لم تقبل منه الصلاة التي صلى» [رواه أبو داود]".

 

وتابعت الإفتاء: "الأصل في ذلك القاعدة الفقهية: "لا ضرر ولا ضرار" ، ومن ثم فإذا أخبرت الجهات المعنية بضرورة منع الاختلاط في الجمع والجماعات بقدر ما وألزمت به، فيجب حينئذ الامتثال لذلك، ويتدرج في ذلك بما يراعي هذه التوصيات والإلزامات، ويبقى شعار الأذان".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز