عاجل
الجمعة 20 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
السودان...الخروج من نفق الإخوان

السودان...الخروج من نفق الإخوان

العلاقات بين الدول تختلف عنها بين الافراد، تحكمها قواعد وآليات ومعايير تعلي من قيم المصالح المتبادلة، والتوازن في الرؤى، وترسخ من الثوابت المشتركة،،، مصر والسودان نموذج غير مكرر لديمومة التاريخ الواحد، والمصير المشترك، البلدان شعب واحد شكل حضارة وادي النيل منذ الازل، فشلت كل محاولات الشقاق والفرقة على مر التاريخ، لم تفلح الأيديولوجيات المغرضة في فصل جنوب الوادي عن شماله ، ولم تنجح محاولات بث العنصرية البغيضة في قطع صلات الرحم بين شعبين يعيشان على المودة المتجذرة العصية على التلاعب بها والنخر فيها .



 

 

اتسمت المعالجة المصرية لانحياز السودان الشقيق للموقف الاثيوبي بالهدوء والحكمة يعكس الفهم العميق لصانع القرار السياسي المصري بما عليه الترويكا الحاكمة في الخرطوم الذي فيما يبدو ان جناحا فاعلا منها لايزال واقعا تحت تأثير بقايا نظام المخلوع عمر حسن البشير الذي حكم السودان لثلاثين عاما شوه خلالها العلاقات المصرية السودانية مدفوعا بأيديولوجية نفعية كريهة تمتطى راديكالية أفكار حسن الترابي الذي استخدم البشير لتحقيق أهدافه التي كانت تتجاوز حدود وإمكانيات السودان قبل أن يزج به الأخير في السجن.

 

 

جاءت زيارة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك للقاهرة، مطلع الأسبوع الجاري ردا للزيارة التي قام بها اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات المصري للخرطوم الأسبوع الماضي، لتعيد الدفء مجددا الى العلاقات المصرية السودانية وتبدد البرود الذي خيم على الجانبين بعد انحياز السودان إلى موقف إثيوبيا في أزمة مفاوضات سد النهضة، وحدوث تراشق اعلامي عبر بيانات متبادلة بينهما بسبب صدور قرار من جامعة الدول العربية يؤيد موقف مصر، وسجل السودان اعتراضه رسميا عليه. يظلّ السودان الشقيق بلدا في غاية الأهمّية لمصر بعيدا عن كل التجاذبات الراهنة سواء في الاعلام أو بين العامة على وسائل التواصل الاجتماعي، مصر مطالبة الان أكثر من أي وقت مضى بمعاونة السودان على تأسيس دولة حديثة تنتمي إلى العالم المتحضّر المتصالحة مع شعبها ومع العالم بعدما جرها تنظيم الاخوان الى الخلف لعقود طويلة بل ربما الى قرون.

 

 

تدرك مصر ان فلول البشير يسعون لإرباك السلطة الحاكمة هناك، تمهيدا لاستعادة زمام الأمور الى تنظيم الاخوان بالتنسيق مع التنظيم الدولي الذي يديره اردوغان وتنفق عليه الدوحة بسخاء، تركيا وإيران متورطتان في سد النهضة بالشكل الذي بصيب الشعب المصري بالضرر الجسيم، فأموال الدوحة في السودان واثيوبيا لها طابع سياسي وليس تنموي يتم توجيهها واستخدامها لصالح احقاد اردوغان بما يمس سيادة السودان الذي يعاني اقتصاديا، واثيوبيا التي تصر على الاضرار بمصر في حاجة لحشد أعداء مصر وشعبها. مصر والسودان مطالبتان الان بالتوحد في مواجهة الاخطار التي تهددهما وأولها سد النهضة الذي يضر بالسودان كما يضر بمصر على عكس الوعود الاثيوبية لحكومة الخرطوم الذي عليها استحضار كل ما وعدت به اثيوبيا مصر طيلة التسع سنوات من المفاوضات المضنية التي كانت السودان شريكا فيها وشاهدا عليها.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز