سعفان: القيادة السياسية حريصة على المصداقية والشفافية وإعادة جدار الثقة بين العمال وأصحاب الأعمال
بوابة روزاليوسف
شهد وزير القوى العاملة محمد سعفان، اليوم الاثنين، افتتاح ندوة المائدة المستديرة التي تعد أولى فعاليات برنامج التعاون الفني لمكتب العمل الدولي بجنيف تحت عنوان "تعزيز علاقات العمل ومؤسساتها في مصر"، والتي شاركت فيها وزارة القوى العاملة، والشركاء الاجتماعيين، من أجل الحوار عن الفرص والتحديات التي تواجه علاقات العمل في مصر المعاصرة، وتبادل الحوار حول العقبات التي واجهوها في سبيل التنمية الكاملة للحرية النقابية وعلاقات العمل المتناغمة على جميع المستويات.
وفي كلمته للحضور، أكد وزير القوى العاملة أن منظمة العمل الدولية شريك أساسي في العديد من ملفات عمل الوزارة خاصًة خلال السنوات الثلاث الماضية، مشيرا إلى دعم المنظمة الكامل للوزارة وخروج قانون التنظيمات النقابية للنور بالتعاون التام معها، والأخذ في الاعتبار بكافة الملاحظات التي أبدتها، واستجابة الوزارة الفورية لها، الأمر الذي يؤكد التعاون المثمر بين الوزارة ومنظمة العمل الدولية.
وقال سعفان: إن الدولة المصرية حريصة كل الحرص على أن تكون هناك مصداقية وشفافية، وهو توجه من القيادة السياسية المتمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي ، مؤكدا أن هدفنا هو إعادة جدار الثقة بين طرفي العملية الإنتاجية، وأن يكون ذلك بالدعم الكامل من المنظمة للدولة المصرية، حتى نصل معا إلى ما نربوا إليه من تعزيز امتثال مصر لمعايير العمل الدولية.
وتابع وزير القوى العاملة، قائلا إن أهم الملفات التي عملت المنظمة معا فيها هي ملف الحريات وذلك بتطوير تشريعاتنا العمالية، وإصدار قانون 213 لسنة 1917 بشأن المنظمات النقابية العمالية وحماية حق التنظيم النقابي، والذي تم إعداده من خلال لجنة ثلاثية تضم ممثلي العمال وأصحاب الأعمال والحكومة، وتم طرحة للحوار المجتمعي الموسع أكثر من مرة ، وبعد أن دخل حيز النفاذ.
وقال الوزير " عندما أوصت منظمة العمل بتعديل بعض أحكام قانون المنظمات النقابية العمالية، سارعت الحكومة في طرح التعديلات المقترحة على المجلس الأعلى للحوار المجتمعي، والذي وافق على التعديلات ثم أحيلت إلى مجلس النواب، ومن ثم صدرت التعديلات الجديدة في أغسطس 2019".
وشدد وزير القوى العاملة على أن الوزارة تقف على مسافة واحدة من جميع المنظمات النقابية العمالية، وتقوم بتنفيذ أحكام قانون المنظمات النقابية الجديد بشفافية، مؤكدا أنه لا تميز بين العمل على أصحاب الأعمال ولا تنظيم نقابي على أخر، وذلك إيماناً منا بأن استقرار علاقات العمل يؤدى إلى استقرار المجتمع ويحقق العدالة الاجتماعية".
وفي نفس السياق، أوضح السفير ياسر حسن مستشار مدير عام منظمة العمل الدولية للشؤون العربية والإفريقية، أن هذه المائدة المستديرة تمثل أولى فعاليات برنامج التعاون الفني "تعزيز علاقات العمل ومؤسساتها في مصر"؛ والذي تم التوصل إليه بين المنظمة من جهة والحكومة والشركاء الاجتماعيين من جهة أخرى، وذلك من خلال وضع الروابط المهمة بين شركاء منظمة العمل الدولية الثلاثة (حكومات، وأصحاب أعمال، وعمال) والمشاركة في الحوار حول الفرص والتحديات التي تواجه علاقات العمل في مصر المعاصرة.
من جانبها، أكدت ديبورا جرينفيلد، نائب المدير العام لمنظمة العمل الدولية للسياسات، أن هذه المائدة المستديرة ستناقش تعزيز الحرية النقابية والمفاوضة الجماعية من خلال التنفيذ الفعال لقانون النقابات العمالية، علاوة على دعم بيئة مواتية لعلاقات العمل السليمة وتحسين علاقات العمل ومستويات أفضل من الامتثال لمعايير العمل الدولية، وقوانين العمل الوطنية في قطاع الغزل والنسيج وقطاع الملابس الجاهزة.
ناقش السفير ياسر حسن ياسر مشروع العمل الأفضل موضحا أنه يعمل مع الجهات الممولة على مراجعة ولاية المجلس وتكوينه وهياكله ومساعدته على تدريب أعضاؤه وعرض ممارسات بعض الدول فى نفس المشروع. وقال إن المشروع ينظم أنشطة تدريب لأصحاب الأعمال والعمال لتطوير مهارات الحوار المجتمعي والمفاوضة المجتمعية، بما فى ذلك المؤسسات المشاركة فى برنامج العمل الأفضل مشيرا إلي أن هذا الأمر يتفق مع ما قاله وزير القوى العاملة عن بناء الثقة بين الشركاء الثلاثة فهى المفتاح والكلمة السحرية فى عملية الحوار المجتمعي . كما أوضح السفير ياسر حسن، أن مشروع العمل الأفضل والحوار المجتمعي ليس خططاً تضع فقط، وإنما هو يبنى على أربع أمور مهمة، أولها الإرادة السياسية والتي تمثلت بوضوح فى مائدة الحوار المجتمعي التي نحن بصددها اليوم، وثانيها، وجود منظمات أعمال وأصحاب عمل ممثلة للقواعد الموضوعة وهى نقطة مهمة.
وتمثلت النقطة الثالثة في وجود دراية فنية بعناصر الحوار المجتمعي، ولمكتب العمل الدولي دور مهم في توعية الأطراف الثلاثة، ورابعهما، الاستعداد للحلول الوسط وتقبلها من الأطراف الثلاثة، مشيرا إلى أنه عند التفاوض والحوار تتنج حلول من جميع الأطراف والتى يجب أن تكون مقبولة منهم جميعا للوصول إلى حلول للمشكلات التى تواجه العملية الإنتاجية.
من جانبه، عقب إيهاب عبد العاطى المستشار القانونى لوزير القوى العاملة على بعض المداخلات قائلا، إن المجلس الأعلى للحوار المجتمعي شكل فى عام 2018، وتم تفعيله فى عام 2019، والأن نتحدث عن 2020 ـ وما سيتم بها والتى سيتم إعادة تطوير ذلك المجلس والنظر فى اختصاصاته وتكوينه , ونحن لا ننكر الدور الذى قام به هذا المجلس فى عام 2018 ، حيث ناقش العديد من القضايا والأمور التى تمس العمال والمنظمات , أما عن عدم وعى المشاركين به فهى مشكلة عمالية لا تخص القوى العاملة أو الحكومة.
وأضاف المستشار القانوني لوزير القوى العاملة، أن المجلس الأعلى للحوار المجتمعي فرق بين مراحل ثلاثة، الأولى ناقش ما تم عمله فى الفترة السابقة التي ظنها البعض أنها غير مفعلة، حيث ناقش المجلس موضوع تعديلات قانون المنظمات النقابية، وكان له الفضل فى تعديل ذلك القانون الذى قدم لمجلس الوزراء، ولم يمكث هناك إلا يوما واحداً، وتم عرضه على مجلس النواب لمناقشته واعتماده.
وأوضح أن المرحلة الثانية، أن الحكومة لم تقم بإنشاء ذلك المجلس من أجل الإعلان أن لدينا مجلس ولا يوجد له دور ملموس وظاهر فى المجتمع، مؤكدا أننا نراهن على أن الفترة القادمة سوف تشهد الخروج باقتراحات تساعد فى تطويره وتفعيل أعماله، والثالث، سيكون هناك حوار مجتمعي بين أطراف العملية الإنتاجية الثلاث. ولفت إلى أن المجلس له مكتب تنفيذي تم تحديده من رئيس ونائبين ووضع خطة لمدة سنة، وشكلت لجنة فنية ونوعية متعددة الأطراف ولا يوجد عيب فى تشكيل المجلس أو مشكلة ، وستكون كل الأطراف ممثلة فيه.