وزيرة الهجرة: مبادرة الرئيس السيسي "مراكب النجاة" ساهمت فى التصدي للهجرة غير الشرعية
أ.ش.أ
أكدت نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج أن مبادرة "مراكب النجاة" التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ساهمت بشكل كبير في نجاح مصر في القضاء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر السواحل المصرية ، مشددة على أن جهود مصر في هذا الصدد قوبلت بإشادات دولية كبيرة.
وقالت الوزيرة نبيلة مكرم، في حوار مع علي حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط "إن مؤتمرات "مصر تستطيع" أعادت ثقة المستثمر المصري في الخارج بالوطن، حيث وجد المستثمرون مناخًا استثماريًا جديدًا، وقانونًا استثماريًا جديدًا، ووحدة داخل الهيئة العامة للاستثمار خاصة بالمصريين المستثمرين في الخارج، وقيادة تكلف الحكومة بأن يكون لديها مصداقية وتفتح كل الأبواب المغلقة.
وشددت على أن أبناء مصر في الخارج يقدرون جيش وطنهم ودوره الكبير في الحفاظ على الوطن ومقدراته.
وأضافت أن الوزارة قامت حتى الآن بما يقرب من 18 برنامجًا لأبناء الجيل الثاني والثالث من المصريين بالخارج؛ لتعليمهم مفاهيم الأمن القومي المصري والتحديات التي تواجه الدولة المصرية ورفع الوعي لديهم في مواجهة من يريدون تغيير أفكارهم بصورة سلبية.
وأشارت إلى أنها سعت من خلال مبادرة "إحياء الجذور"، للتذكير بأن مصر كانت بلدًا يتم الهجرة إليها وتحتضن كل الثقافات والجنسيات والديانات.
وردًا على سؤال حول المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة" ودور وزارة الهجرة في تنفيذها ودعمها، قالت الوزيرة نبيلة مكرم "إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أطلق تلك المبادرة في منتدى شباب العالم الأخير بمدينة شرم الشيخ، حيث كلف وزارة الهجرة بتولي تنفيذ هذه المبادرة للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية"،مشيرة إلى أن إعلان رئيس الجمهورية لتلك المبادرة يهدف إلى الحفاظ على النجاح الذي حققته مصر في القضاء على الهجرة غير الشرعية.
ونوهت في هذا الصدد بإعلان الرئيس السيسي أنه منذ عام 2016 لم تخرج أي مركب للهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية بما يعد نجاحًا للدولة متمثلة في وزارات الدفاع والداخلية والخارجية والهجرة، وكذلك منظمات المجتمع المدني والأزهر الشريف والكنيسة، حيث ساهموا جميعًا في هذا الشأن ، ونجحت الدولة في إيقاف أي مركب هجرة غير شرعية.
وتابعت الوزيرة نبيلة مكرم:" الرئيس السيسي هو رب أسرة مكونة من 100 مليون مصري، وهو دائمًا يفكر في أولاده ويحرص على حياتهم حرصا شديدا ، ولذلك نقوم حاليًا بتدريب وتأهيل الشباب مهنيًا وثقافيًا، بحيث يستطيع أي شاب مصري أن يسافر للخارج وهو مرفوع الرأس ، وأن يدخل إلى أي دولة ولكن بطريقة شرعية".
وأوضحت أن الرئيس السيسي تحدث عن "مراكب النجاة" وليس عن "مراكب الموت أو الهلاك" ليعطي نوعًا من أنواع الأمل للمهاجر غير الشرعي بأن الدولة تنظر إليه على أنه المجني عليه وليس الجاني، مشيرة في هذا الصدد إلى أن ذلك كان واضحًا في قانون تجريم الهجرة غير الشرعية الذي أصدرته مصر.
وقالت "إنه، ومن خلال المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة"، تحدثنا عن البعد الإيجابي، وقمنا بتوعية المهاجر غير الشرعي بمخاطر الهجرة غير الشرعية، وطرحنا كذلك الفرصة البديلة، لأنه ليس منطقيًا أن نتحدث مع المهاجر غير الشرعي عن أنه سيهلك وحسب، ومن هنا جاء التعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي ومع المجلس القومي للمرأة ومع جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة؛ لبحث كيفية إعطائه فرصة بديلة.
وأوضحت أن الفرص البديلة تتمثل في وضع أموال المهاجرين غير الشرعيين، التي ستدفع لمراكب الهجرة غير الشرعية، في قروض بحيث يستطيع جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة أن يساعدهم في إقامة مشروعات لهم إلى جانب عقد دورات تدريبية بهدف تأهيلهم ودعمهم.
وأشارت إلى أنه بعد خطوة التدريب والتأهيل وتغيير فكرة المهاجر في السفر، تقوم الدولة باستقبال الأيدي العاملة من خلال مشروعات قومية قائمة بالفعل وجاهزة لمن يسعى إلى العمل، لافتة إلى أن الدولة ليست ضد "الهجرة الشرعية" بل ضد "الهجرة غير الشرعية"، مشددة على أنه يجب على من يسعى إلى السفر أو الهجرة أن يكون مؤهلاً ومدربًا وأن يعي حقوقه وواجباته حتى لايتم استغلال المهاجر المصري في الخارج.
ونوهت إلى عدد من الجولات التي قامت بها في محافظتي الفيوم والبحيرة، وإلى استعدادها حاليًا للقيام بجولة أخرى بمحافظة الغربية، موضحة أنه في تلك الجولات تم تقسيم المحافظات إلى ثلاث شرائح هي: أطفال المدارس والأمهات والشباب للتوعية من مخاطر الهجرة غير الشرعية.
وقالت : "إنه بالنسبة للأطفال، كان لدينا في فترات سابقة هجرة القصر "تحت الـ18 عامًا" وقدمنا أنشطة ترفيهية تهدف إلى التعريف بمخاطر الهجرة غير الشرعية ومصاعبها بطريقة بسيطة وليست مرسلة، نستطيع من خلالها الاقتراب أكثر من الطلبة بالمدارس ونعطيهم المعلومات بطريقة تناسب تلك المرحلة العمرية"، موضحة أنها طلبت من شركة "ويل سبرينج (wellspring) والتي لديها بالفعل بروتوكول مع الوزارة وتنظم معسكرات لأبناء مصر في الخارج بمدينة شرم الشيخ ، تقديم برامج بهدف التوعية من مخاطر تلك الظاهرة بطريقة سهلة وبسيطة.
وفيما يتعلق بالأمهات، قالت "إن هناك العديد من الأمهات يدفعن بأبنائهن إلى الهجرة غير الشرعية"، مشيرة إلى أنه خلال عملها كقنصل لمصر في روما، كانت مسئولة عن المنطقة الممتدة من إيطاليا وحتى مدينة صقلية، وكانت تتابع جميع المراكب المحملة بمهاجرين غير الشرعيين، وعندما يصل المهاجرون أول ما يريدونه هو العودة حيث إلى وطنهم مجددًا، ويقومون بالاتصال بأمهاتهم إلا أنهن يرفضن عودتهم وضرورة أن يأتوا بالأموال التي دفعهوا لكي يسافروا ، مشددة على أنها لذلك أولت اهتمامًا بالأمهات وتعاونت مع المجلس القومي للمرأة لتنظيم لقاءات جماهيرية من أجل حشد السيدات والأمهات عبر مكاتب المجلس بالمحافظات لتوعيتهن.
وأوضحت أنها عندما تتحدث إلى الأمهات لا تتحدث بلغة سياسية، بل بالوازع الديني والإنساني والتحذير من الموت والمخاطر المهلكة التي يواجهها أبنائهن.
وعن الشباب الراغب في الهجرة غير الشرعية ، أوضحت الوزيرة نبيلة مكرم أنها تتعاون، في هذا الصدد، مع جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتقدم لهولاء الشباب نماذج ناجحة من محافظاتهم، من الذين استثمروا ما لديهم من أموال بمساعدة الجهاز وباتوا يتحدثون عن نجاح مشروعاتهم وخبرتهم لمن يسعون للهجرة غير الشرعية، حيث تصل الرسالة بشكل أفضل، مشددة على أنها تركز على أكثر المحافظات التي يخرج منها مهاجرون غير شرعيين، مثل محافظتي كفر الشيخ والغربية والتي هاجر منها شباب بطريقة غير شرعية إلى أوروبا، موضحة أنه لا بد من التحدث إليهم بطريقة مختلفة؛ لذلك ستقوم بجولة بمحافظة الغربية بالتعاون مع برنامج دعم وتطوير التعليم الفني والتدريب المهني (TVET) التابع لوزارة التربية والتعليم.
وأشارت إلى أنها عقدت اجتماعًا موسعًا مع محافظ الغربية، وستقوم بتنظيم زيارة استطلاعية يوم 16 فبراير الجاري؛ لزيارة القرى المصدرة للهجرة غير الشرعية، وكذلك القرى المنتجة.
وقالت الوزيرة نبيلة مكرم : "لدينا في المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية ليس فقط المواهب المدفونة، بل الكثير من الحرف اليدوية التي تشتهر بها تلك المحافظات ، مثل صناعة الفخار بقرية تونس في الفيوم"، مشيرة إلى أنها ستقوم بزيارة 11 محافطة معروفة بأنها مصدرة للهجرة غير الشرعية.
وأشارت إلى أهمية التعليم الفني الذي ينظر إليه أحيانًا بنظرة غير إيجابية وأن الشهادة الجامعية هي الأهم، مُذّكرة بأن دولة مثل ألمانيا اليوم تقوم على العمالة الفنية، منوهة بأنها بحثت مع وزيرة التضامن الاجتماعي مساهمة منظمات المجتمع المدني التي تعمل في التأهيل والتدريب في مهن التكييف والنجارة والسباكة والحرف الفنية الأخرى، مشددة على أن العامل المصري مطلوب في الخارج ؛ لأنه معروف بمهارته وسهولة الاندماج والالتزام.
وشددت على أن تجهيز العمالة المصرية المدربة أمر ضروري، وذلك قبل الحدث الكبير الذي ستنظمه وزارة الهجرة ويحضره سفراء الدول الأوروبية لعرض أنواع العمالة التي نقوم بتجهيزها وتدريبها، ومن ثم نستمع إلى سفراء أوروبا حول احتياجات سوق العمل لديهم وبالتالي ستصبح العلاقة هنا بين دولة ودولة وليس فرد ودولة.
وعن دور وزارة الهجرة في شرح وتوعية المصريين بالخارج بشأن استراتيجية "التنمية المستدامة : رؤية مصر 2030"، وكيفية إدماج أبناء مصر في الخارج بتلك الاستراتيجية وبناء مستقبل أفضل لوطنهم، قالت الوزيرة نبيلة مكرم إن هناك بندًا من بنود التنمية المستدامة وهو الشراكة، وهو ما تعمل عليه وزارة الهجرة ، مشيرة إلى أن كل مبادرات وزارة الهجرة لا بد أن تعمل مع الوزارت الأخرى.
وقالت إن مبادرة "مراكب النجاة" دخلت كذلك في خطة التنمية المستدامة؛ لإننا نقدم التوعية بخطورة الهجرة ونعطي الفرص البديلة، وفي نفس الوقت، ننمي ونقدم التوعية أيضا للقرى والمحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية، حيث أن هذه المحافظات في حاجة إلى تنمية وفرص عمل وبنية تحتية، مشيرة إلى أنه تم الاتفاق مع الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، لكي تكون ضمن أهداف التنمية المستدامة.
وأوضحت أن أبناء مصر في الخارج يشاركون في استراتيجية التنمية من خلال مشاركتهم في مؤتمرات "مصر تستطيع " وإظهار صورة الدولة في الخارج، مؤكدة أن المصري في الخارج لديه مصداقية وعندما ينقل أن مصر بها أمن وأمان فقد ساهم أيضًا في استرتيجية التنمية وكذلك في الترويج للسياحة .
وأكدت أن قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي ، بعودة وزارة الهجرة قطع المسافة بين الدولة وأبنائها في الخارج، حيث أصبح هناك جهة رسمية وقيادة سياسية تثمن دور المصريين في الخارج، كما أعادت الثقة بين المصريين بالخارج والوطن، واقتربت المسافات خاصة بعد الحوادث الفردية التي وقعت لبعض المصريين في الخارج ولاقت اهتماما كبيرا من الدولة.
وحول مؤتمرات "مصر تستطيع"، قالت الوزيرة نبيلة مكرم "إنها سلسلة مؤتمرات لا تنتهي، حيث قمنا بالنسخة الخامسة مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية تحت عنوان "مصر تستطيع بالاستثمار والتنمية" والتي أعادت ثقة المستثمر المصري في الخارج بالوطن، حيث وجد المستثمرون مناخًا استثماريًا مغايرا، وقانونًا استثماريًا جديدًا، ووحدة داخل الهيئة العامة للاستثمار خاصة بالمصريين المستثمرين في الخارج، وقيادة تكلف الحكومة بأن يكون لديها مصداقية وتفتح كل الأبواب المغلقة.
وأضافت أن المستثمر المصري في الخارج كان يدور في ذهنه الروتين والبيروقراطية ويخشى على ماله، ولذلك كان لا بد أن نقنع المستثمرين بمناخ الاستثمار الجديد الذي توفره مصر، والأبواب التي تفتحها مصر ليس فقط للأجانب بل لأبنائها، مشيرة في هذا الصدد إلى أن هناك أحد المستثمرين المصريين بالولايات المتحدة الأمريكية حاول الاستثمار في السابق بمصر ، ولكنه لم يجد تعاونًا آنذاك، إلا أنه اليوم يقوم بالاستثمار في الرخام وينقله من منطقة الجلالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
واعتبرت الوزيرة نبيلة مكرم أنه من بين أهم نتائج مؤتمرات "مصر تستطيع"، هو قيام مجموعة من الأطباء المصريين بالخارج، يسعون لإنشاء المدينة الطبية العالمية في العاصمة الإدارية الجديدة أو بمنطقة التجمع الخامس، حيث جاءوا إلى مصر ولم يلتقوا فقط بوزراء أو برئيس الهيئة العامة للاستثمار، بل التقوا برئيس الوزراء، مشددة على أن النظرة والصورة عن مصر قد تغيرت حيث تصدر الدولة اليوم الصورة الإيجابية التي يحتاج المصري أن يراها عن بلده.
وحول مبادرة "إحياء الجذور"، قالت الوزيرة نبيلة مكرم إنها سعت من خلال هذه المبادرة للتذكير بأن مصر كانت بلدًا يتم الهجرة إليها وتحتضن كل الثقافات والجنسيات والديانات، مضيفة" أنه حتى في ظل التحديات لم ترفض مصر أي لاجئين ولا تقيم معسكرات لهم في مناطق نائية بل أن اللاجئين مندمجون ومنخرطون في المجتمع المصري ويدخلون مدارسنا ومستشفياتنا".
ولفتت إلى أنها باعتبارها من أبناء محافظة الإسكندرية ، تعلم جيدًا أن المدينة احتضنت الإيطاليين والقبارصة واليونانيين والأرمن، موضحة أن مبادرة "إحياء الجذور"، جاءت مع اتجاه الدولة للتعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص، حيث قامت وزارة الهجرة بدعم هذه العلاقات السياسية والتاريخية من خلال نظرة الدبلوماسية الشعبية.
وقالت إن الرئيس السيسي وافق فورًا على مبادرة "إحياء الجذور" وقدم لها الرعاية، وبدأنا العمل مع الوزراء المعنيين في اليونان وقبرص وأقيمت احتفالية رائعة حضرها 150 يونانيًا وقبرصيًا من أصل مصري وقاموا بزيارة مدينة الإسكندرية، منوهة بأنها التقت، الثلاثاء الماضي، بالسفير القبرصي وستلتقي، الخميس المقبل، بالسفير اليوناني استعدادًا لنقل فكرة العودة للجذور إلى الأجيال الجديدة، مؤكدة أنه بعد الاحتفاء بالأجيال الأولى ، من المهم أن تعلم الأجيال الجديدة أيضًا أن جذورها مصرية.
وكشفت الوزيرة نبيلة مكرم أنها بصدد تنظيم رحلة لخمسة من الشباب بكل دولة من الدول الثلاث "مصر، اليونان وقبرص"، بحيث يقوم 15 شابًا عقب هذه الرحلة برفع تقارير لرؤساء دولهم؛ وشرح رؤيتهم كجيل ثان وثالث من مبادرة العودة للجذور، وكيفية تجويد هذه المبادرة من وجهة نظرهم كشباب، مشددة على أن ذلك يتماشى مع مؤتمرات الشباب والتي يعطي من خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي الفرصة للشباب للتجويد.
وعن مبادرة "اتكلم مصري"، والخاصة بتأصيل الهوية عبر برنامج لغوي وثقافي للأطفال المصريين غير الناطقين بالعربية في الخارج، ومدى إقبال الجاليات المصرية عليها، أكدت الوزيرة نبيلة مكرم أن هذه المبادرة لاقت اهتمامًا كبيرًا خاصة وأن الأسر المصرية بالخارج تفتقد إلى أن يتحدث أبناؤها اللغة العربية التي هي هويتنا ومصريتنا.
وقالت إنها أطلقت مبادرة "اتكلم مصري" وجاءت إلى مصر بالفنان العالمي الكندي من أصل مصري "مينا مسعود"، بطل الفيلم الأمريكي "علاء الدين"، وقدم فيديو كسفير لمبادرة "اتكلم مصري"، حيث تحدث بالعربية عن أهمية لغتنا وفخره بأنه يتحدثها، مؤكدة على أن اللغة العربية مهمة للتواصل وتقرب الطفل من وطنه ومجتمعه.
وأضافت أنه بالتعاون حاليًا مع دار "نهضة مصر" تقوم وزارة الهجرة بتحضير أفلام كارتونية للأطفال المصريين بالخارج سيتم عرضها على الموقع الالكتروني التابع للوزارة؛ ليتعلم عن طريقها الأطفال اللغة العامية المصرية.
وشددت على أن الوزارة تهتم بتعليم اللغة العربية للأطفال المصريين بالخارج، خاصة عبر المعسكرات الترفيهية التي تنظمها شركة "ويل سبرينج" لأبناء مصر بالخارج في فترة الصيف بمدينة شرم الشيخ؛ ليتعرفوا على بلدهم، حيث يتم تشجيعهم على التحدث باللغة العربية ، لافتة إلى أنه ينضم إلى هذه المعسكرات أبناء الشهداء لكي يصل مفهوم الشهيد لأبناءنا في المهجر، وكيف يضحي بحياته لتكون الجالية بالخارج مطمئنة على بلدها.
وأشارت إلى أن وزارة الهجرة تستعد حاليًا لتنظيم رابع معسكر للصغار من أبناء مصر بالخرج (من سن 11 إلى 16 عامًا) ، إلى جانب اهتمام الوزارة بأبنائها من الجيلين الثاني والثالث (من سن 18 إلى 30 عامًا).
وأوضحت أنه تم الانتهاء من البرنامج الثامن عشر لأبناء الجيل الثاني والثالث بدول المهجر والتي ضمت آخر مجموعة منه 48 شابًا وشابة من أستراليا في معسكر مدته 10 أيام في مصر، مشيرة إلى أنه يطلب منهم فور وصولهم إلى مصر ألا يتحدثوا سوى اللغة العربية.
وأكدت على مدى تأثير هذا المعسكر على هؤلاء الشباب الذين يعودون إلى دول إقامتهم يتحدثون اللهجة المصرية، منوهة إلى فخر الأمهات بأولادهن بعد رؤيتهم في مصر يتحدثون ويسألون باللغة العربية خلال الندوات والمعسكرات.
وعن مدى نجاح وزارة الهجرة في تصحيح المفاهيم وعرض الحقائق للمصريين بالخارج خاصة في ظل الشائعات التي تستهدف مصر ، قالت الوزيرة نبيلة مكرم إنها تحرص خلال زياراتها إلى الخارج على عرض فيلم "حكاية وطن" وهي "كبسولة وطنية" من 7 دقائق تحكي ماذا حدث في مصر، منوهة بأن هذا الفيلم قد حشد المصريين في الخارج للمشاركة في الانتخابات، حيث يتم عرضه قبل أن نتحدث مما يوضح لهم الكثير من الحقائق.
وأضافت أنه إلى جانب ردها على كل الاستفسارات والشائعات والأفكار السلبية، فإن الجيل الثاني والثالث من المصريين في الخارج، الذين يأتون إلى مصر في معسكرات، هم أيضًا من يقومون بالرد على الشائعات ونقل حقيقة ما شاهدوه بمصر، موضحة أن هؤلاء الشباب يقومون بزيارة ميدانية تجعلهم يتعرفون عن قرب عما يجري على أرض وطنهم الأم من انجازات وعلى النحو الذي عليه مؤسسات الدولة من قوة وقدرة تجعلها قادرة على حماية الوطن وتحقيق غد أفضل لأبنائه وهو ما يدفع بأبناء مصر في الخارج لكي يكونوا قادرين على الرد على كافة الشائعات المغرضة،مشددة على أن ما يقوم بكتابته هؤلاء الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي هو أفضل رد؛ لأنه يتحدث بنفس الثقافة وبنفس اللهجة.
وقالت الوزيرة نبيلة مكرم " إن أبناء مصر في الخارج يقدرون جيش وطنهم ودوره الكبير في الحفاظ على الوطن ومقدراته".
وأكدت على أهمية رفع الوعي الوطني لدى الجيلين الثاني والثالث بالخارج،وذلك في ضوء تعرض البعض منهم في عدد من البلدان لمحاولات استقطابهم بأفكار مضادة لأوطانهم أو أفكار متطرفة "ولذلك أولينا اهتمامًا بأولادنا خاصة في ظل وجود تنظيم إخواني إرهابي في الخارج، وقمنا حتى الآن بما يقرب من 18 برنامجًا لأبناء هذا الجيل بالخارج؛ لتعليمهم مفاهيم الأمن القومي المصري والتحديات التي تواجه الدولة المصرية ورفع وعيهم".
وعن مساهمة وزارة الهجرة في الترويج للسياحة عبر أبناء مصر في الخارج، أشارت الوزيرة نبيلة مكرم إلى أن زيارات الجيلين الثاني والثالث للأقصر والأهرامات ولكل مصر ورؤيتهم لوطنهم الجميل، ووضع صور للمعالم والمناطق السياحية والآثار المصرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وهم كذلك من يروجون للدولة المصرية وللسياحة.
وردا على سوْال حول تعدد اتحادات المصريين بالخارج ، قالت الوزيرة نبيلة مكرم "إنها تأمل أن يكون هناك اتحاد موحد باسم مصر في كل دولة وأن يكون الجميع تحت مظلة واحدة "، مشددة، في الوقت ذاته، على أنه ليس هناك مشكلة في تعدد الاتحادات أو المسميات ولكن لا بد من معرفة من الذي يتحدث باسم مصر بالخارج وضرورة ألا تحدث أي نزاعات أو خلافات بين هذه الكيانات.
وحول مؤتمر "الكيانات المصرية بالخارج"، قالت" إنه يعد أول مؤتمر يتحدث إلى كل الكيانات الموجودة بالخارج بكل مسمياتها، حيث جمع روساء الجاليات والجمعيات والاتحادات والنوادي بالخارج، والذين لديهم استفسارات مع الوزارت المصرية المختلفة"، موضحة أن جميع الوزارت شاركت في الموتمر وتم تقسيمه إلى ورش عمل قمنا خلالها بالرد على كل الأسئلة والاستفسارات.
وأضافت أنه عقب المؤتمر، رافقتهم من خلال زيارة إلى جبل الجلالة والعاصمة الإدارية والعلمين، حتى يصدروا ما شاهدوه إلى المصريين بالخارج، والتي تعد بمثابة طريقة من طرق الرد على الشائعات وتصحيح المفاهيم".
وشددت على أن هؤلاء على مسافة واحدة من الدولة طالما يؤدون دورهم ويفيدون مصر وأبنائها في الخارج، "فالمصريين بالخارج هم الأيدي الناعمة لوزارة الهجرة وللدولة المصرية"، مشددة، في هذا الصدد، على أهمية الدبلوماسية الشعبية ومؤازرتها للدبلوماسية الرسمية، مشيرة إلى أن الوزارة تستعد حاليًا لعقد النسخة الثانية من مؤتمر "الكيانات المصرية بالخارج" في يوليو المقبل.
وحول الاستفادة من دور الخبراء المصريين بالخارج في تنمية علاقات التعاون بين مصر ودول إقامتهم، قالت الوزيرة نبيلة مكرم "لقد نظمنا خمسة مؤتمرات "مصر تستطيع" وهي : مصر تستطيع بالمنطقة الاقتصادية، مصر تستطيع بالتاء المربوطة، مصر تستطيع بالتعليم، مصر تستطيع بأبناء النيل، مصر تستطيع بالاستثمار والتنمية، موضحة أن كل مؤتمر كان له نتائج على رأسها زيادة الاستثمار بين المصريين في الخارج والوطن.
وأضافت أنها حرصت على عقد مؤتمر صحفي لعرض النتائج، ولكي تعلن كل وزارة معنية شاركت في المؤتمر عن مدى الاستفادة من كل خبير، لافتة إلى أنها تساند دومًا كافة الخبراء المصريين بالخارج، مشيرة إلى أنها سهلت لقاءً بين وزير الكهرباء والطاقة المتجددة والدكتور هشام عشور من كاليفورنيا الذي أعد أول "أطلس شمسي" لمصر.