خبير دولي يطالب بلجنة قومية لتأريخ الأحداث التي مرت بها مصر منذ ٢٠١١
كتب - محمد خضير
طالب الخبير الدولي الدكتور حاتم صادق، الأستاذ بجامعة حلوان، بضرورة التأريخ لما شهدته مصر في الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١، يتم فيها اعتماد الحقائق من صانعيها حتى نزيل اللبس الذي تشهده الأجيال الحالية والقادمة.
وقال إن جميع من أسهموا في صناعة الأحداث وشاركوا فيها حتى من قبل وقوع الحدث الأكبر يوم ٢٥ يناير مازلوا على قيد الحياة، ويتمتعون بصحة جيدة، وهي فرصة يجب أن نستفيد منها قبل فوات الأوان وقبل أن تتوه الكثير من التفاصيل الدقيقة في زحمة الأحداث أو تصاب بعلة النسيان لدى بعض صانعيها.
واوضح صادق، أنّ تسارع الوقائع والأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية على الساحات العربية خاصة في العقد الأخير، يضع الشخص العادي وحتى الباحث التاريخي المعني بالتاريخ أمام كمٍ هائل من المصادر الأولية غير الوثائقية وغير الموثقة: من شهادات، ومذكرات شخصية، وبيانات صحافية للفاعلين في الحدث المعاصر والراهن سواء من الذين غادروا سدة السلطة أم من الذين لا يزالون ينشطون في المشهد السياسي والاجتماعي. لافتا إلى ان عدم التوثيق يسبب الكثير من اللغط خاصة في الأجيال الجديدة.
وأضاف الخبير الدولي، ان البرلمان المصري يجب أن يكون معنيا بهذا الأمر باعتباره ضمير الأمة، والذي يجب أن يتولى تشكيل لجنة قومية عليا يشارك فيها أساتذة تاريخ وأدباء ومفكرين وعسكرين يتولون إعداد دارسة شاملة للجوانب التي سيتم التأريخ لها ووضع قوائم لأسماء المشاركين من جميع الفئات الذي كان لهم دور في أحداث يناير، والذين سيتم الإدلاء بشاهدتهم لتوثيق تلك الأحداث، وتحليلها بمنتهى الحيدة والموضوعية وباستخدام المنهج العالمي في جميع الخطوات، حتى نحصل إلى صورة واضحة تنهى على الأقل الكثير من اللغط الدائر حاليا.
وقال إن علم التاريخ يقوم بعمل تصور دقيق للأحداث المؤثرة التي تمر بها الأمم والشعوب، وتعد هذه الدراسات من الأبواب الضرورية التي تقي من تكرار الوقوع في الأخطاء ويُزودنا بالعبر، والدروس التي تفيدنا في التخطيط للمستقبل، ويساهم في زيادة التوعية القومية، واعتزاز الفرد بتاريخ أمته، هنا يصبح التاريخ إلهاما لعمل الإنسان وإبداعاته، ومحفزا له للعمل، يُوسع مدارك الإنسان.