دراما الثورة.. أعمال حُفرت في ذاكرة المصريين
تزامنًا مع الذكرى السابعة والستين لثورة 23 يوليو 1952، التي قادها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ضد الحكم الملكي. كان لا بد لهذا الحدث الجلل ما يلمس انعكاسه في السينما، بوصفها أقرب الفنون إلى التماس مع الواقع، وعقب الثورة فتحت المجال لها للإبداع، فأنتجت السينما العديد من الأفلام التي عرفت بإنجازات الثورة، ودعمت نجاحها وخلدتها في الذاكرة.
الله معنا
ثلاث سنوات فقط بعد الثورة كانت كافية للكاتب والروائي إحسان عبد القدوس لكتابة فيلم "الله معنا"، وهو أول من تناول الثورة في عمل سينمائي أنتج عام 1955، وتدور قصته حول الضابط عماد الذي يذهب للمشاركة في حرب فلسطين بعد أن يودع خطيبته ابنة عمه التاجر الثري، يصاب عماد ويبتر ذراعه، يعود مع عدد من الجرحى والمشوهين، وهذا يؤدي إلى حركة تذمر بين رجال الجيش، وأن هناك رجالًا وراء توريد الأسلحة الفاسدة للجيش منهم والد نادية، يتكون مجموعة من الضابط الأحرار الذين أخذوا على عاتقهم أن ينتقموا لوطنهم، يطلب عماد من نادية البحث في أوراق والدها على دليل يؤيدهم.
الفيلم بطولة فاتن حمامة، عماد حمدي، ماجدة، محمود المليجي، حسين رياض، علوية جميل، وﺇﺧﺮاﺝ أحمد بدرخان.
رد قلبي
رد قلبي، يعتبر أحد أهم أفلام السينما المصرية، أنتج في عام 1957، من إخراج عز الدين ذو الفقار، عن رواية الكاتب يوسف السباعي، وبطولة شكري سرحان ومريم فخر الدين وحسين رياض وصلاح ذو الفقار وهند رستم.
وتدور قصته حول رب أسرة يعمل في قصر أحد أمراء الأسرة المالكة. يربط الحب بين ابنه علي وإنجي ابنة الباشا منذ الصغر، يصبح علي ضابطًا. يكتشف علاء شقيق إنجي العلاقة بين أخته وعلي، فيقرر والده طرد أبيه من عمله، تتظاهر إنجي بقبول خطبة أحد الأمراء لها لتحمي حبيبها، يعتقد علي أن إنجي تغدر به، وتمضي الأعوام، وفي يوم حريق القاهرة تحاصر النار الراقصة كريمة التي على علاقة بعلي وتحبه فتصاب بحروق تؤدي لوفاتها، ولكن قبل أن تموت تسلم علي رسالة إنجي التي أخفتها عنه وفيها تؤكد له حبها. بعد ثورة 52، يرأس علي لجنة مصادرة أملاك الأمير، تلقاه إنجي التي تظن أنه جاء شامتًا ولكنها تكتشف صدق عاطفته. يطلق علاء الرصاص نحو علي فيصيبه إصابة بالغة ولكن علي يقتله.
الأيدي الناعمة
قصة الفيلم تحكي عن نزع أملاك أحد الأثرياء، بعد ثوره يوليو 1952، ويفلس ولا يبقى له سوى قصره. يتعرف بشاب حاصل على درجة الدكتوراه ولكنه عاطل، يقترح على الأمير أن يستغل القصر بتأجيره مفروشًا. للأمير ابنتان ينكر وجودهما لأن الابنة الكبرى قد تزوجت من مهندس بسيط، والابنة الصغرى تبيع لوحاتها التي ترسمها. يتفق معهم الدكتور أن يؤجر زوج الابنة ـ الذي لم يره الأمير من قبل مع أخته الأرملة وأبيها ـ القصر، وتزول قطيعته مع ابنتيه ويعمل مرشدًا سياحيا ويتزوج من الأرملة وأيضًا يتزوج الدكتور من الابنة الصغرى.
الفيلم بطولة أحمد مظهر، صلاح ذو الفقار، ليلى طاهر، مريم فخر الدين، وصباح، والإخراج لمحمود ذو الفقار وتأليف توفيق الحكيم وسيناريو وحوار يوسف جوهر.
الباب المفتوح
وفي عام 1963، صدر فيلم الباب المفتوح، من بطولة فاتن حمامة وصالح سليم ومحمود مرسي وحسن يوسف. الفيلم عن قصة لطيفة الزيات وإخراج هنري بركات.
وتدور الأحداث حول ليلى (فاتن حمامة) التي تعيش في أسرة متوسطة، وتحاول أن تثور وتشارك في المظاهرات لكن يكبحها والدها بعنف ويعاقبها بشدة. تقع في حب ابن خالتها لكن سرعان ما تكتشف أنه لا يختلف عن أبيها كثيرا، فتتركه وتفقد ثقتها في المجتمع. وتقابل فيما بعد صديق أخيها الثوري والمنفتح فتعجب به، لكن تتعقد الأحداث بسبب الأحداث السياسية والاجتماعية. فتبدأ رحلتها من أجل إيجاد ذاتها بعيدًا عن أفكار المجتمع المناقضة لما تؤمن به.
في بيتنا رجل
يحكي الفيلم عن مناضل مصري إبراهيم حمدي (عمر الشريف) قتل قريبه أثناء مظاهرة علي أيدي الشرطة في الفترة ما قبل الثورة فيقرر الانتقام بقتل رئيس الوزراء الخائن الموالي للإنجليز ولكن يتم القبض عليه بعد قتل الوزير ويتم تعذيبه حتي يدخل أحد المستشفيات ولكنه يستغل فترة الإفطار في شهر رمضان ليقوم بالهرب لمنزل زميله الجامعي محيي زاهر (حسن يوسف) الذي ليس له نشاط سياسي فيعيش في منزلهم فترة مع أبيه زاهر (حسين رياض) وتقع نوال (زبيدة ثروت) أخت محيي في حبه، ولكنه يقرر السفر خارج مصر للهروب، ولكنه بعدما علم القبض علي محيي وابن عمه عبد الحميد (رشدي أباظة) فيقرر تدمير معسكر للإنجليز بالعباسية، ولكنه يقتل أثناء تفجير المعسكر ثم يخرج محيي وعبد الحميد من السجن بعد أن يقرران مع نوال الانضمام لمقاومة الإنجليز مع زملاء إبراهيم حمدي.
القاهرة 30
"القاهرة 30"، فيلم من بطولة حمدي أحمد وسعاد حسني وأحمد مظهر وعبد المنعم إبراهيم، تم إنتاجه عام 1966، من إخراج صلاح أبو سيف، وتدور أحداثه في ثلاثينيات القرن العشرين، حيث يعيش الشاب محجوب عبد الدايم (حمدي أحمد) الوافد من الصعيد حياة فقيرة في القاهرة، ويتعرف على ابن قريته (سالم الإخشيدي) الذي يطلب منه أن يساعده على الحصول على وظيفة، فيعرض عليه وظيفة مقابل أن يتزوج من إحسان (سعاد حسني)، عشيقة قاسم بك (أحمد مظهر)، على أن يزورها قاسم بك مرة كل أسبوع.
بداية ونهاية
فيلم بطولة عمر الشريف، فريد شوقي، كمال حسين، أمينة رزق، آمال فريد، سامية رشدي، ومن ﺇﺧﺮاﺝ صلاح أبو سيف، وﺗﺄﻟﻴﻒ كامل عبدالسلام وسيناريو صلاح عز الدين.
الفيلم مأخوذ من رواية لنجيب محفوظ بنفس الاسم وتعتبر أول روايات نجيب محفوظ التي يتم تحويلها لفيلم سينمائي. وتدور أحداثه أسرة مكونة من أم وشابان وفتاة، وبعد وفاة الأب، يجدون أنفسهم بلا عائل، ليبدأ كل منهم في الاتجاه إلى طريق مختلف، ليتجه الأخ الأكبر (حسن) للعمل بالمخدرات، ويتخرج (حسين) الأوسط من كلية الشرطة، بينما تعمل (نفيسة) بالدعارة بدون علم الأسرة، ليخبأ لهم القدر العديد من المفاجآت.
يتخرج حسين ضابطا. فيتنكر لأسرته وخطيبته ووسطه الاجتماعي، ويتطلع إلى الارتباط بالطبقة الثرية، عن طريق الزواج منها. يعود حسن جريحاً مطارداً من البوليس إلى أسرته، ويستدعى حسنين في نفس الوقت إلى قسم البوليس ليجد أخته متهمة بالدعارة. يدفع حسنين أخته للانتحار غرقا تخلصا من الفضيحة، ويتذكر حياته ويجد عالمه ينهار فيلقي بنفسه في النيل وراءها.