عادات ومظاهر احتفالات المصريين في استقبال عيد الفطر
كتب - محمد خضير
تحتل مظاهر واحتفالات استقبال عيد الفطر المبارك في مصر، لاسيما في القرى والمدن والأقاليم المتعددة، عادات وتقاليد يرتبط بها المصريون في طقوسهم الخاصة بفرحة العيد من الحرص على زيارات الأقارب وصلة الأرحام والولائم، سماع الأغاني، وتبادل الهدايا والعيدية، والخروج والتنزه في الحدائق مع الأسرة.
صلاة العيد
يبدأ الاحتفال بعيد الفطر بـ"صلاة العيد"، حيث تذهب الأسر كبارها مع صغارها إلى الأماكن المجهزة للصلاة، يرتدون ملابس جديدة زاهية، وبعد الانتهاء من الصلاة يهنئون بعضهم البعض وسط حالة من الفرحة العارمة بين جميع الناس، ثم تأتي وجبة الإفطار العائلية، حيث يجتمع جميع أفراد العائلة مع بعضها، فيصطحب الآباء والأمهات صغارهم إلى بيت الجد والجدة ليتناول الجميع الإفطار هناك بعد شهر كامل من الصيام، وبعدها يخرج الكل لزيارة الأقارب والأصدقاء للتهنئة بالعيد.
العيدية
ومن مظاهر وعادات العيد "العيدية"، وهي واحدة من أهم طقوس وعادات الاحتفال بالعيد وأكثرها انتشارا ورسوخا، ومن عادات وتقاليد "العيدية"، أنها تختلف في القيمة حسب السن، وكثيرا ما يحصل الصغار على العيدية من الأبوين والجدين والأعمام والعمّات والأخوال والخالات، ومن المعتاد أن تكون نقود العيدية جديدة وزاهية تظهر فرحة الأطفال بالعيد لشراء الألعاب والبالونات والتنزه خلال أيام العيد.
زيارة الأقارب
يذهب الناس في أيام العيد إلى منازلهم بعد صلاة العيد استعدادًا للزيارات العائلية واستقبال الضيوف من الأهل والأقارب، وهناك عادة لدى كثير من الأسر؛ تتمثل التجمعات العائلية في الاستراحات التي تقع في دواوير ومنادر العائلات بالقرى والمدن بالأقاليم، حيث يتم يتجمع فيها أعضاء الأسرة الواحدة الكبيرة، تضم الجد والأولاد والأحفاد، وهناك تقام الولائم، وتعقد الجلسات العائلية الموسعة.
ويؤكد الباحثون أن مظاهر الاحتفال بالعيد قد اختلفت في أيامنا الحالية عنها في الزمن الماضى، حيث كان الاحتفال بالعيد، سواء عيد الأضحى أو عيد الفطر، يمتد على مدار ثلاثة أيام، وكان الجميع يحتفل بالعيد، رجالا ونساء وأطفالا، فعقب الصلاة يجتمع الرجال ليلا في المقهى أو لتبادل التهنئة وتمضية أوقات طيبة، ثم يتوجه الجميع أولا إلى الاجتماع في البيت الكبير لتلاقى أفراد العائلة كي يتبادلوا التهنئة بالعيد، وقد تمضي العائلة مجتمعة في هذا البيت نحو نصف النهار، وقد يمتد بهم الأمر إلى عصر اليوم الأول من العيد.
أكلات العيد
كما تحرص العائلة المصرية على إعداد تجهيزات خاصة تتعلق بأطباق الطعام المتميزة في الإفطار اليوم الأول للعيد حيث يعدوا اطباق من الأرز باللبن وشرب الحليب مع بعض المقبلات من البسكويت والكعك وأصناف الشراب، والحلويات، والخبز بشتى أنواعه، إضافة إلى أشكال أخرى من الحلويات والشاي باللبن والقهوة، وأنواع مختلفة من التمور التي تقدم في وجبات الصباح، كما تعد أغلب الأسر وجبات الغداء الخاصة من الأسماك المملحة في أيام الأعياد مثل الرنجة والفسيخ والسردين مع البصل والطحينة والليمون والخضروات والفاكهة عقب الغداء.
فرحة الأطفال
وكما أن النساء لهن أيضًا نصيب من هذه الاستعدادات، حيث تستعد الفتيات والسيدات لنقش أيديهن بـ"الحناء الحمراء" ليلة العيد بفنون وأشكال ورسوم عجيبة، وألوان مختلفة، أما الأطفال والنساء فيبقون في الشارع يشاركون أصدقاءهم وأقرانهم الفرحة، وما ينتهي الناس من الصلاة والاستماع للخطبة حتى يقفلوا راجعين إلى منازلهم وهم يرددون والرقصات الشعبية الجميلة، وعند الرجوع عادة ما يغيرون مسلك طريقهم التي أتوا منها، ومن ثم يجتمعون في وسط الحارة في مكان فسيح تظلله الأشجار العالية ليواصلوا غناءهم حتى وقت الظهر، ثم يذهبون إلى منازلهم للراحة أو زيارة الأقارب والأصدقاء والسهر ليلا بالمتنزهات والحدائق.



