الأربعاء 24 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

المفتي في ذكرى "فتح مكة": نحتاج لنشر التسامح في مواجهة التطرف

المفتي في ذكرى فتح
المفتي في ذكرى "فتح مكة": نحتاج لنشر التسامح في مواجهة التطر
كتب - بوابة روز اليوسف

أكد فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن فتح مكة الذي يوافق 20 رمضان المبارك، أكبر دليل على التسامح الإسلامي، والذي تجلى في عفو الرسول صلى الله عليه وسلم عن المشركين حينما دخل مكة المكرمة فاتحا، مشيرا إلى ضرورة نشر قيم التسامح والحوار في مواجهة التطرف وموجات التكفير.

وقال مفتي الجمهورية - في كلمته اليوم السبت بمناسبة الاحتفال بذكرى "فتح مكة" - "إذا كان يوم الهجرة شهادة ميلاد الأمة الإسلامية، وغزوة بدر نضجها وقدرتها على مواجهة الأعداء، فإن فتح مكة كان خاتمة هذا النصر فكان الفتح الأكبر والنصر الأعظم".

وأضاف المفتي "ما أحوجنا في الوقت الراهن إلى نشر قيم التسامح والحوار مع الآخر ومواجهة الأفكار المتطرفة والمتشددة وموجات التكفير، وإن السيرة النبوية الشريفة تقدم لنا أعظم صور التسامح والعفو، فعندما فتح الرسول الكريم مكة المكرمة قال لأهلها: "ما تظنون أني فاعل بكم، قالوا: خيرا أخ كريم وابن أخ كريم، فقال النبي اذهبوا فأنتم الطلقاء".

وأشار الدكتور شوقي علام إلى أن هناك قيمة كبرى عبر عنها هذا الفتح الأكبر وهي أن الإسلام دين التسامح والرحمة فنجد أن فتح مكة لم يكن حربا بل سلما، ودخل الرسول مكة المكرمة فاتحا ومنتصرا، وإذا كان قد قتل من عذبوه وآذوه لكان ذلك عدلا، إلا أنه يعلمنا جميعا أن التسامح سمة ومبدأ أساسي في الإسلام وأنه ينبغي علينا أن نقاتل (الكراهية والعداوة) في نفوس الأعداء حتى ينقلبوا إلى أصدقاء، مصداقا لقول المولى عز وجل "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".

واختتم مفتى الجمهورية كلمته قائلا: إن خلق التسامح والعفو عن الناس، من الأخلاق الحسنة التي غرسها الإسلام في نفوس المسلمين، مصداقا لقول الله سبحانه وتعالى للرسول الكريم "فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ"، وقال سبحانه وتعالى أيضا في وصف المحسنين "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"، لافتا إلى أن كثيرا من الناس يظنون خطأ أن العفو ضعف، ولكن الصواب يخالف ذلك، فالإنسان القوي هو الذي يعفو ويصفح، وهو الذي يستطيع أن يتغلب على نفسه، لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، في الحديث الشريف: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب)، وحينما جاء رجل وقال للرسول: "أوصني يا رسول الله" فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم :(لا تغضب).

تم نسخ الرابط