خبراء: التمويل "شريان حياة" الإرهاب.. ومصر تحاصر منابعه
كتب - هبة عوض
تشهد مصر انحسارًا كبيرًا في عدد العمليات الإرهابية، وكذا في نوعيتها، حيث تحول الإرهاب إلى تنفيذ محاولات بائسة، داخل المحافظات لمحاولة إثبات تواجده على الأرض، بعد تلقيه ضربات موجعة في البؤر الإرهابية المختلفة.
ولكون التمويل هو كلمة السر لدى الجماعات الإرهابية، فقد عملت مصر على تجفيف منابعه، ومحاصرته لمنع أي محاولة لزعزعة الاستقرار والأمن الذي تعيشه مصر الآن بعد أن قدمت تضحيات كبيرة من شهدائها من الجيش والشرطة وحتى مواطنيها.
"بوابة روزاليوسف"، عبر التقرير التالي حاولت رصد مصادر التمويل المختلفة للإرهاب وطريقة استخدام هذا التمويل، والنجاح الذي حققته مصر في محاصرة وتجفيف منابع هذا التمويل.
وفى هذا السياق، أكد أحمد خطاب، الخبير الاقتصادي، أن مصادر الإرهاب متعددة ومختلفة الشكل، إلا أنه يمكن القول بأن أكبر وأهم رافدين لها هما الدول والمنظمات الداعمة للإرهاب، والتي باتت مكشوفة للجميع، لاسيما في ظل استضافتها لقيادات الجماعات الإرهابية، بشكل معلن، والرافد الثاني أموال "بريئة" كالتبرعات المدفوعة للجمعيات الخيرية لكفالة الأيتام أو بناء دور عبادة أو غيرها، ولكنها تستخدم في تمويل الإرهاب دون علم مقدميها.
وأضاف الخبير الاقتصادي، أن حصار ومقاطعة الدول الممولة والحاضنة للإرهاب، أسهم بشدة في تجفيف منابع الإرهاب، لافتًا إلى قيام اتخاذ الحكومة خطوات جادة حيال متابعة وتعقب التدفقات المالية ومصادرها، ومكافحة المعاملات المالية مجهولة المصدر، وتعزيز شفافية المنظمات التي لا تهدف للربح، وما يدخل في نطاقها من صناديق وجمعيات خيرية، لتعقب مصادر تمويلها وسبل إنفاق التبرعات التي تحصل عليها، وكذا استخدام تكنولوجيا المعلومات الرقمية، لمكافحة تمويل الإرهاب ومحتوياته على شبكات الإنترنت.
من جانبه أكد اللواء زكريا ناصر، الخبير الأمني، أن "التمويل شريان حياة الإرهاب"، لافتًا إلى أن الأموال التي تتلقاها الجماعات الإرهابية من مختلف مصادرها، توجه لاستقطاب الإرهابيين وتدريبهم، والإنفاق على المعدات والأسلحة المستخدمة في تنفيذ العمليات الإرهابية النوعية، مضيفا أن التمويل هو أساس نجاح العمليات الإرهابية، والعنصر الفاعل في تنفيذ وتحقيق أهدافها.
وأوضح الخبير الأمني، أنه بعد حصر العمليات الإرهابية المنفذة خلال 3 شهور الماضية، وجد أنها لم تزد عن 22 عملية فردية، فيما وصلت خلال نفس المدة في فترات سابقة إلى أكثر من 450 عملية، وهو ما يؤكد الانحسار الكبير في العمليات الإرهابية، التي باتت لا تتعدى محاولة إثبات الوجود الكاذب على الأرض، بهدف تلقى المزيد من التمويلات.
وفى نفس السياق، أكد اللواء فاروق المقرحي، الخبير الأمني، أن التعاون الأمني الفعال بين القوات المسلحة والشرطة وباقي أجهزة الدولة، نتج عنه حصر وتبادل المعلومات فيما بينهم، ما أدى إلى انحسار عمليات التمويل للجماعات الإرهابية، وباتت محصورة فيما يرد من خلال بعض القنوات الواردة من الدول الراعية للإرهاب، والتي تدخل البلاد عبر أفراد وبمبالغ محدودة جدًا.
وأضاف الخبير الأمني، أن الإجراءات الأمنية المشددة بالموانئ والمطارات، واستخدام أجهزة متقدمة فنيا، تستطيع الكشف عن المبالغ المالية المخبأة بالأمتعة، ساهم في منع تهريب الأموال، واستخدامها في العمليات الإرهابية، ما يحصر أموال الجماعات الإرهابية، فيما يرد إليهم من مصادر داخلية يتم إنفاق معظمها على أسر قتلاهم، والجزء القليل المتبقي هو ما ينفق على العمليات الإرهابية، بدليل أن المضبوطات بشقة إرهابي الدرب الأحمر، كلها مواد وقنابل بدائية الصنع.
ولفت اللواء المقرحي، إلى أن ما حدث بالأمس ليس عملية إرهابية، وأن المسمى الصحيح لها هو إجهاض عملية إرهابية، حيث تم تحديد شخصية الإرهابي منذ يوم الجمعة الماضي، وتم تتبعه لتحديد الجهات التي يتواصل معها، والعمل على ضبطه، ولو كان نجح في الفرار، لنفذ عملية إرهابية جديدة، تسفر عن ضحايا أبرياء، إلا أن القوات الأمنية، تمكنت من إجهاض مخططه، ونتج عن الحادث استشهاد 3 أفراد من الشرطة، من خيرة شباب الوطن.



