مصر 30 يونيو.. من التجميد والمقاطعة إلى رئاسة الاتحاد الإفريقي
كتب - مصطفى سيف
عودة مصر للقارة الأم كانت تمثل تحديًّا صعبًا أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد توليّه رئاسة البلاد بعد ثورة 30 يونيو، التي استطاعت أن تخلع حكم الجماعة المحظورة من مصر، وتؤتي ثمارها.
فما إن تم عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي حتى بادر الاتحاد الإفريقي إلى تجميد عضوية مصر وسارعت قطر وتركيا باستخدام الأموال القطرية إلى تأليب رؤساء بعض الدول ضد مصر.
في هذا التوقيت كانت الدولة المصرية مشغولة بالداخل وما إن تم ترتيب البيت من الداخل وانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى نجحت مصر في استعادة عضويتها بالاتحاد الإفريقي والحصول على عضوية مجلس الأمن، بل واستطاعت مصر أن تقصي تركيا من الحصول عضوية المجلس.
على المستوى الإفريقي
تذكر ماري زكي، رئيس المنتدى المصري بجنوب إفريقيا، أنَّه خلال فترة حكم الإخوان كان يقوم بعض الشخصيات المصرية المقيمة هناك والمحسوبة على الجماعة المحظورة بتأليب الجنوب إفريقيين ضد مصر وهو ما دفعهم للوقوف لهم وتدشين هذا المنتدى.
بعد تولّيه الحكم زار الرئيس السيسي خلال الخمس سنوات ما يقرب من 22 دولة إفريقية، وكسر حالة التراجع والتجمد في العلاقات المصرية- الإفريقية، وشعر قادة وزعماء ورؤساء البلدان الإفريقية بجدية السيسي في الرجوع بمصر لحضن إفريقيا من جديد.
زيارات السيسي لإفريقيا 30% من إجمالي 69 زيارة خارجية قام بها، وخلال العام الأول لرئاسته في الفترة من 8 يونيو 2014 حتى 7 يونيو 2015، قام بـ27 زيارة خارجية، كان نصيب القارة الإفريقية منها 7 زيارات.
لم تقتصر جهود الرئيس على الزيارات فقط، بل عمل على دعوة القادة الأفارقة لمؤتمر دولي دوري في شرم الشيخ، تحت عنوان "منتدى إفريقيا".
كما حرص على عقد اجتماعات ولقاءات متعددة مع عدد من زعماء ورؤساء دول القارة الأفريقية، ورؤساء الوزراء، ووزراء خارجية ودفاع أفارقة، ورؤساء منظمات دولية وإقليمية وبرلمانية، ممن استقبلتهم القاهرة، مؤكدًا الأهمية الاستراتيجية التي توليها مصر للقارة الإفريقية.
وعلى سبيل المثال، في الفترة من 8 يونيو 2015 حتى 7 يونيو 2016 عقد الرئيس اجتماعات ولقاءات مع مسؤولين خلال زياراتهم لمصر، أو من خلال المشاركة في مؤتمرات ومنتديات استضافتها مصر، بلغت 175 اجتماعا، كان نصيب القارة الإفريقية منها 42، وشملت دول "إريتريا، وزيمبابوي، ومالاوي، وموزمبيق، وأوغندا، والجابون، والنيجر، وموريتانيا، ونيجيريا، وتوجو، وإثيوبيا، والسودان، وجنوب السودان، والجزائر، وليبيا، وجزر القمر، وغينيا الاستوائية، وتشاد، وبوروندي، وجنوب إفريقيا، والمغرب، والكونغو الديمقراطية".
وقام الرئيس السيسي، خلال عامي 2016-2017، بنحو 18 زيارة خارجية، جاء نصيب القارة الإفريقية منها 6 زيارات، وتضمنت هذه الزيارات المشاركة في "القمة الإفريقية في كيجالي، والقمة العربية- الإفريقية في مالابو، القمة الإفريقية في أديس أبابا، وزيارات ثنائية لكل من السودان، أوغندا، كينيا".
ولم تتوقف جهود العودة إلى إفريقيا عند هذا الحد، بل أطلق الرئيس السيسي فعاليات المنتدى السنوي لتجمع دول السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا "الكوميسا" تحت عنوان "منتدى إفريقيا"، وتم تنظيم نسختين منه في عامي 2016 و2017، بمشاركة زعماء ورؤساء حكومات ووزراء من الدولة الإفريقية، بالإضافة إلى أكثر 500 جهة إفريقية ودولية، وآلاف المستثمرين من إفريقيا ومختلف دول العالم.
وفي يناير الماضي من العام الجاري أعلن السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، عن موافقة القادة الأفارقة خلال الجلسة المغلقة للقمة الإفريقية بالعاصمة الإثيوبية "أديس أبابا" على رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي لعام 2019، وذلك تقديرًا لدورها الريادي في القارة الإفريقية.
وفي سبتمبر 2016 ترأست مصر مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي في إطار العضوية المصرية بالمجلس، التي بدأت منذ شهر إبريل من نفس العام ولمدة ثلاث سنوات مقبلة، بحيث يمثل مصر داخل أروقة المجلس السفير أبو بكر حفني محمود، سفير مصر بأديس أبابا ومندوب مصر الدائم لدى الاتحاد الإفريقي.
على المستوى الإقليمي
كانت القضية الفلسطينية هي المساحة الأكبر والأهم في الدبلوماسية المصرية ولم تتراجع للحظة مصر عن أداء دورها تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق باعتبارها قضية العرب المركزية.
في 12 أكتوبر الماضي بالقاهرة وقّعت الأطراف الفلسطينية وتحديدًا الفصيلين الأكبر فتح وحماس على معاهدة مصالحة لتكشف عن فاعلية الدور المصري داخل الملف الفلسطيني.
أمَّا في الملف الليبي فكانت مصر مُحركًا أساسيًا للأطراف الليبية للوصول إلى مصالحة تهدف للحفاظ على أمن مصر القومي من الجهة الغربية خاصة مع انتشار أسلحة المتطرفين داخل ليبيا.
ففي الوقت الذي كان وزير الخارجية، يحضر اجتماعا سداسيًا في لندن لمتابعة تطورات الشأن الليبي، دُعيت إليه مصر بالإضافة إلى الولايات المتحدة، وفرنسا، وإيطاليا، وبريطانيا، والإمارات، وبحضور الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة، الاجتماع الذي ناقش جهود إنهاء الانقسامات داخل ليبيا.
هذا الموقف يعكس حضور الدبلوماسية المصرية الفاعل، الذي يفرض أمرًا واقعًا على القوى الدولية والإقليمية، مفاده أن القرار المصري لا يرتبط بغير المصالح المصرية والعربية، خصوصًا مع استقبال القاهرة العديد من الوفود الليبية خلال عام 2017.
أمَّا في الأزمة السورية فالموقف المصري هو الأكثر وضوحًا فمصر التي تدعم الدولة السورية في محاربتها للإرهاب، هي ذاتها الدولة التي تحتضن مبادرات للمعارضة السورية، أبرزها مجموعة "منصة القاهرة"، للتوصل إلى حل سياسي.
على المستوى الدولي
حظيّت مصر بعديد من المناصب المهمة على المستوى الدولي، وبدأت تلك الفترة من 2016 إلى الآن وتستمر الإنجازات التي تحققها مصر على هذا المستوى من خلال رئاسة عدد من المنظمات الدولية المهمة.
وبالإجماع تم انتخاب مصر لرئاسة اللجنة الفرعية لمعاهدة 1970 الخاصة بوسائل حظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة باليونسكو، للفترة من مايو 2018 إلى مايو 2019، كأول دولة عربية تتولى رئاستها منذ إنشاء اللجنة عام 2013، وذلك خلال انعقاد أعمال الدورة السادسة للجنة بمقر اليونسكو في باريس.
وفي مارس 2018؛ ترأس السفير هشام بدر سفير مصر ومندوبها الدائم لدى منظمات الأمم المتحدة في روما، الاجتماع الأول لمجموعة الـ77 والصين الذي عقد بمقر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو".
وفي مارس أبيضًا ترأست مصر المؤتمر الدولي لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، إلى جانب وزيري خارجية الأردن والسويد، باعتبار مصر رئيسًا حاليًا للجنة الاستشارية للوكالة.
وفي يناير 2016؛ وبعد غياب دام قرابة 20 عامًا، تسلمت مصر مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن، بعد حصولها على 179 صوتًا من أصل 191 صوتًا لاختيارها عضوًا غير دائم في مجلس الأمن الدولي لمدة عامين.
عودة مصر للقارة الأم كانت تمثل تحديًّا صعبًا أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد توليّه رئاسة البلاد بعد ثورة 30 يونيو، التي استطاعت أن تخلع حكم الجماعة المحظورة من مصر، وتؤتي ثمارها.
فما إن تم عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي حتى بادر الاتحاد الإفريقي إلى تجميد عضوية مصر وسارعت قطر وتركيا باستخدام الأموال القطرية إلى تأليب رؤساء بعض الدول ضد مصر.
في هذا التوقيت كانت الدولة المصرية مشغولة بالداخل وما إن تم ترتيب البيت من الداخل وانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى نجحت مصر في استعادة عضويتها بالاتحاد الإفريقي والحصول على عضوية مجلس الأمن، بل واستطاعت مصر أن تقصي تركيا من الحصول عضوية المجلس.
على المستوى الإفريقي
تذكر ماري زكي، رئيس المنتدى المصري بجنوب إفريقيا، أنَّه خلال فترة حكم الإخوان كان يقوم بعض الشخصيات المصرية المقيمة هناك والمحسوبة على الجماعة المحظورة بتأليب الجنوب إفريقيين ضد مصر وهو ما دفعهم للوقوف لهم وتدشين هذا المنتدى.
بعد تولّيه الحكم زار الرئيس السيسي خلال الخمس سنوات ما يقرب من 22 دولة إفريقية، وكسر حالة التراجع والتجمد في العلاقات المصرية- الإفريقية، وشعر قادة وزعماء ورؤساء البلدان الإفريقية بجدية السيسي في الرجوع بمصر لحضن إفريقيا من جديد.
زيارات السيسي لإفريقيا 30% من إجمالي 69 زيارة خارجية قام بها، وخلال العام الأول لرئاسته في الفترة من 8 يونيو 2014 حتى 7 يونيو 2015، قام بـ27 زيارة خارجية، كان نصيب القارة الإفريقية منها 7 زيارات.
لم تقتصر جهود الرئيس على الزيارات فقط، بل عمل على دعوة القادة الأفارقة لمؤتمر دولي دوري في شرم الشيخ، تحت عنوان "منتدى إفريقيا".
كما حرص على عقد اجتماعات ولقاءات متعددة مع عدد من زعماء ورؤساء دول القارة الأفريقية، ورؤساء الوزراء، ووزراء خارجية ودفاع أفارقة، ورؤساء منظمات دولية وإقليمية وبرلمانية، ممن استقبلتهم القاهرة، مؤكدًا الأهمية الاستراتيجية التي توليها مصر للقارة الإفريقية.
وعلى سبيل المثال، في الفترة من 8 يونيو 2015 حتى 7 يونيو 2016 عقد الرئيس اجتماعات ولقاءات مع مسؤولين خلال زياراتهم لمصر، أو من خلال المشاركة في مؤتمرات ومنتديات استضافتها مصر، بلغت 175 اجتماعا، كان نصيب القارة الإفريقية منها 42، وشملت دول "إريتريا، وزيمبابوي، ومالاوي، وموزمبيق، وأوغندا، والجابون، والنيجر، وموريتانيا، ونيجيريا، وتوجو، وإثيوبيا، والسودان، وجنوب السودان، والجزائر، وليبيا، وجزر القمر، وغينيا الاستوائية، وتشاد، وبوروندي، وجنوب إفريقيا، والمغرب، والكونغو الديمقراطية".
وقام الرئيس السيسي، خلال عامي 2016-2017، بنحو 18 زيارة خارجية، جاء نصيب القارة الإفريقية منها 6 زيارات، وتضمنت هذه الزيارات المشاركة في "القمة الإفريقية في كيجالي، والقمة العربية- الإفريقية في مالابو، القمة الإفريقية في أديس أبابا، وزيارات ثنائية لكل من السودان، أوغندا، كينيا".
ولم تتوقف جهود العودة إلى إفريقيا عند هذا الحد، بل أطلق الرئيس السيسي فعاليات المنتدى السنوي لتجمع دول السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا "الكوميسا" تحت عنوان "منتدى إفريقيا"، وتم تنظيم نسختين منه في عامي 2016 و2017، بمشاركة زعماء ورؤساء حكومات ووزراء من الدولة الإفريقية، بالإضافة إلى أكثر 500 جهة إفريقية ودولية، وآلاف المستثمرين من إفريقيا ومختلف دول العالم.
وفي يناير الماضي من العام الجاري أعلن السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، عن موافقة القادة الأفارقة خلال الجلسة المغلقة للقمة الإفريقية بالعاصمة الإثيوبية "أديس أبابا" على رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي لعام 2019، وذلك تقديرًا لدورها الريادي في القارة الإفريقية.
وفي سبتمبر 2016 ترأست مصر مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي في إطار العضوية المصرية بالمجلس، التي بدأت منذ شهر إبريل من نفس العام ولمدة ثلاث سنوات مقبلة، بحيث يمثل مصر داخل أروقة المجلس السفير أبو بكر حفني محمود، سفير مصر بأديس أبابا ومندوب مصر الدائم لدى الاتحاد الإفريقي.
على المستوى الإقليمي
كانت القضية الفلسطينية هي المساحة الأكبر والأهم في الدبلوماسية المصرية ولم تتراجع للحظة مصر عن أداء دورها تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق باعتبارها قضية العرب المركزية.
في 12 أكتوبر الماضي بالقاهرة وقّعت الأطراف الفلسطينية وتحديدًا الفصيلين الأكبر فتح وحماس على معاهدة مصالحة لتكشف عن فاعلية الدور المصري داخل الملف الفلسطيني.
أمَّا في الملف الليبي فكانت مصر مُحركًا أساسيًا للأطراف الليبية للوصول إلى مصالحة تهدف للحفاظ على أمن مصر القومي من الجهة الغربية خاصة مع انتشار أسلحة المتطرفين داخل ليبيا.
ففي الوقت الذي كان وزير الخارجية، يحضر اجتماعا سداسيًا في لندن لمتابعة تطورات الشأن الليبي، دُعيت إليه مصر بالإضافة إلى الولايات المتحدة، وفرنسا، وإيطاليا، وبريطانيا، والإمارات، وبحضور الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة، الاجتماع الذي ناقش جهود إنهاء الانقسامات داخل ليبيا.
هذا الموقف يعكس حضور الدبلوماسية المصرية الفاعل، الذي يفرض أمرًا واقعًا على القوى الدولية والإقليمية، مفاده أن القرار المصري لا يرتبط بغير المصالح المصرية والعربية، خصوصًا مع استقبال القاهرة العديد من الوفود الليبية خلال عام 2017.
أمَّا في الأزمة السورية فالموقف المصري هو الأكثر وضوحًا فمصر التي تدعم الدولة السورية في محاربتها للإرهاب، هي ذاتها الدولة التي تحتضن مبادرات للمعارضة السورية، أبرزها مجموعة "منصة القاهرة"، للتوصل إلى حل سياسي.
على المستوى الدولي
حظيّت مصر بعديد من المناصب المهمة على المستوى الدولي، وبدأت تلك الفترة من 2016 إلى الآن وتستمر الإنجازات التي تحققها مصر على هذا المستوى من خلال رئاسة عدد من المنظمات الدولية المهمة.
وبالإجماع تم انتخاب مصر لرئاسة اللجنة الفرعية لمعاهدة 1970 الخاصة بوسائل حظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة باليونسكو، للفترة من مايو 2018 إلى مايو 2019، كأول دولة عربية تتولى رئاستها منذ إنشاء اللجنة عام 2013، وذلك خلال انعقاد أعمال الدورة السادسة للجنة بمقر اليونسكو في باريس.
وفي مارس 2018؛ ترأس السفير هشام بدر سفير مصر ومندوبها الدائم لدى منظمات الأمم المتحدة في روما، الاجتماع الأول لمجموعة الـ77 والصين الذي عقد بمقر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو".
وفي مارس أبيضًا ترأست مصر المؤتمر الدولي لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، إلى جانب وزيري خارجية الأردن والسويد، باعتبار مصر رئيسًا حاليًا للجنة الاستشارية للوكالة.
وفي يناير 2016؛ وبعد غياب دام قرابة 20 عامًا، تسلمت مصر مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن، بعد حصولها على 179 صوتًا من أصل 191 صوتًا لاختيارها عضوًا غير دائم في مجلس الأمن الدولي لمدة عامين.



