عاجل
الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

منيرة ثابت عميدة الصحفيات

منيرة ثابت عميدة الصحفيات
منيرة ثابت عميدة الصحفيات

كتبت - رانيا مصطفى
تعتبر منيرة ثابت اول فتاة مصرية تحصل على ليسانس حقوق، ولدت عام 1906، و فى عام 1924 حصلت على الشهادة الثانوية، و التحقت بمدرسة الحقوق الفرنسية التي كانت تعمل آنذاك في القاهرة وتمنح شهاداتها من باريس وحصلت على ليسانس الحقوق، فكانت أول فتاة مصرية تحصل على هذه الشهادة، وقيدت أيامها في جدول المحامين أمام المحاكم المختلطة كأول محامية عربية.
 
 
لم تكن منيرة هى اول مصرية تكتب في الصحف ولم تكن أيضا أول مصرية تصدر مجلة أو جريدة، ولكنها كانت أول صحفية نقابية و أول كاتبة سياسية و أول رئيسة تحرير لجريدة سياسية. كانت تعيب علي دستور ١٩٢٣ أنه أغفل الحقوق السياسية للمرأة وكان هذا أول صوت يرتفع صراحة يطلب إعطاء المرأة المصرية حق ممارسة الواجبات والحقوق الدستورية كناخبة.


ونظرا لمقالاتها الجريئة في الصحف و رغم صغر سنها إلا أنها قد اثارت قلق الحكومة، فما كان من وزير المعارف إلا أن استدعى ناظر المدرسة الفرنسية التى كنت تدرس فيها إلى مكتبه وطلب منه أن يمنعها من الكتابة في السياسة. فاعترض ناظر المدرسة حيث أن مدرسته تسير على غرار مدرسة الحقوق في باريس، وهى تمنح طلابها حق الكتابة في الصحف ومعارضة الحكومة والهجوم عليها أيضا مهما كانت العواقب.


و من ثم كانت منيرة ثابت أول فتاة عربية تقف أمام النائب العام وهى دون السن القانونية، ليحقق معها –بنفسه- في جريمة سب وقذف صحفي وهكذا بدأت حياتها العملية، واعترفت الدولة رسمياً بصفتها الصحافية وعمرها 17 عاما، وقد جرى التحقيق معها بأمر صادر من دار المندوب السامي البريطاني في مصر إلى رئيس الوزراء المصري الذي حوله إلى وزير العدل "الحقانية" للتنفيذ، وكانت الجريمة هي مهاجمة "التدخل الأجنبي" في شئون البلاد ومهاجمة دار المندوب السامي البريطاني والاستعمار، وقالت منيرة بمنتهى الشجاعة إنها "تهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه".


و عليه شهدت محكمة باب الخلق اول حدث تاريخي من نوعه، وهو محاكمة فتاة صحافية بأمر من الاستعمار، ولكن تم إعفاؤها من المسؤولية الجنائية لصغر سنها وكان ذلك عام ١٩٢٦. وفي صيف هذا العام قيد اسمها كصحفية عاملة في النقابة الأهلية الأولي التي كانت قد تأسست في نفس التوقيت ولهذا أطلق عليها لقب «عميدة الصحفيات المصريات».
 
 
 دور والدها وسعد زغلول في بناء شخصيتها
 كانت منيرة منذ بدايتها بالصحافة تركز على قضايا المرأة وحقوقها السياسية، فكانت ترى أن المرأة لا بد وأن تكون لها دور بارز في قضايا وطنها، وأن دورها لا يقل عن دور الرجل، ولا بد أنها استمدت هذه القوة في المطالبة بحقوقها وحقوق المرأة من أبيها وصديقه الزعيم سعد زغلول. قالت في مذكراتها: "كان أبي وسعد زغلول من العوامل القوية التي دفعت بي مبكراً لهذا الطريق، فقد تلقيت منهما الإيحاء الفكري والنفسي، فقد حدثني والدي كثيراً في شؤون المرأة في مصر والخارج وذكر لي بصفة خاصة تاريخ حركة النساء في إنجلترا، وظل أبي يملأ رأسي بهذه الأفكار حتى كاد أن ينفجر، وقد تلقفني الزعيم سعد زغلول وأنا في هذه الحالة سنة  1924، إذ اتصلت به وحضرت مجالسه وعطف عليّ وشجعني ثم أكمل تعبئة رأسي بالأفكار الباقية في ميدان السياسة والنهضة النسوية والاجتماعية" وتقول: "وما أن سمعت ذات يوم أن القوم يضعون دستوراً لمصر حتى أدركت أن الوقت قد حان لأن أتزعم حركة نسائية تشبه حركة نساء إنكلترا، فأخذت أكتب المقالات للصحف العربية والفرنسية، وكنت أبدي رأيي في شؤون مصر وبحق المرأة في الانتخاب وعضوية البرلمان".وكانت منيرة قد طالبت قبل فتح البرلمان المصري بقليل في  15 آذار 1924 بأن يكون فيه مكان مخصص للمرأة حتى تشارك في هذا الاحتفال، وكان لها ذلك، فقد خصص مكان للسيدات في شرفة الزوار في البرلمان.
كما رأت منيرة ثابت أن الرجل والمرأة يجب أن يكونا علي قدم المساواة في الزواج والطلاق ، أن ” يتم الزواج برضى الطرفين الكلى ودون تدخل أى وصاية أو وكالة عن المرأة، بل لهذه -إذا أرادت- أن توقع بإسمها وبيدها عقد الزواج بجانب توقيع الرجل. والزواج يكون بواحدة فقط”. أي أنها نادت ، أيضا، بالاكتفاء بزوجة واحدة، وعدم تعدد الزوجات، و طالبت بحق المرأة في الخلع أو الطلاق ، علي الا ينفرد الرجل وحده بقرار الطلاق، وانما ” يحكم به بناء على رغبة أحد الطرفين على السواء. وللطرف طالب الطلاق أن يقدم البراهين على إخلال الطرف الآخر بأحد واجبات الزوجية عموماً. أما إن كان طلب الطلاق سببه الكراهية والنفور فعلى الطرف (الكاره)-إن كان الرجل- أن يدفع للآخر مع النفقة الشرعية تعويضاً مدنياً، أما إن كان الطرف (الكاره) هو المرأة فتتنازل عن جميع حقوقها فى ذلك.
 
 
اصدرت جريدتين سياسيتين
ومنذ أحداث العام 1926 ظلت منيرة تعمل بالكتابة والخطابة. و أصدرت جريدتين سياسيتين إحداهما يومية فرنسية «الأمل» والأخري عربية أسبوعية و بنفس الاسم وكانت الجريدتان تطالبان بحقوق مصر في الحرية والاستقلال وحقوق المرأة السياسية والاجتماعية.


و خاضت مجلة الأمل قضايا نسائية مثل حملة الدفاع عن حق المدرسات في الزواج مع الاحتفاظ بوظائفهن وقد نجحت الحملة وأقرت وزارة المعارف هذا الحق وتبنت قضية النساء العاملات.


و فى عام 1927 توقفت مجلة "الامل" لزواج منيرة ثابت من الكاتب الصحفي الدكتور عبد القادر حمزة، و تركت الميدان الصحافي وتفرغت للبيت ، و لكن سرعان ما انفصلت عن زوجها في هدوء و عادت الى حياتها الصحافية بين أسرة تحرير جريدة «الأهرام». وفي صيف 1952 أصدرت جريدة «الأمل» من جديد كمجلة شهرية سياسية وأيدت فيها ثورة 23 يوليو.
 
 
توقف مسيرة منيرة ثابت كصحافية وكرئيسة تحرير
و بصدور قانون 1960 الذي بمقتضاه انتقلت ملكية الصحف الى الاتحاد الاشتراكي. تم ايقاف مجلة «الأمل» رسميا عن الصدور وبالتالي توقفت مسيرة منيرة ثابت كصحافية وكرئيسة تحرير، ثم أصيبت بمرض خطير في عينيها فقدت على اثره القدرة على الابصار ولكنها سافرت للعلاج على نفقة الدولة وعاد اليها نور عينيها عام 1964. و توفيت في سبتمبر ١٩٦٧ بعد حياة حافلة.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز