محافظ الخليل: معدل إقامة المستوطنات بالضفة المحتلة هذا العام لم يحدث منذ 1967
أكد خالد دودين محافظ الخليل، أن ما يحدث في الضفة الغربية المحتلة هو هدف منظم للاستيطان ينفذ على المدى الطويل وليس فقط منذ السابع من أكتوبر.
وقال المحافظ - في لقاء خاص لقناة النيل للأخبار - "إنه في الوقت الذي كان الإعلام والمجتمع الإقليمي والدولي يركز فيه على ما حدث في السابع من أكتوبر في قطاع غزة، كان هناك عمل ممنهج وموازي يحدث في الضفة الغربية"، منوها بأن ما أقيم من مستوطنات منذ بداية هذا العام في الضفة الغربية وحتى هذه اللحظة يفوق عدد المستوطنات التي بنيت منذ عام 1967 ويدل على أن هذا العمل ممنهج ، حيث أن كل محافظات الضفة في سباق مع الزمن في بناء المستوطنات.
وأضاف أن الأعمال الإجرامية والاعتداءات من قبل المستوطنين على المواطنين في الضفة بحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي مستمرة على مدار الساعة وتعد إرهابا ممنهجا ، لافتا إلى أن محافظة الخليل فقط حدث بها أكثر من 2000 اجتياح منذ بداية هذا العام للمناطق المسيطر عليها من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية ، كما تم بناء أكثر من 20 بؤرة استيطانية منذ بداية هذا العام في محافظة الخليل فقط.
وأوضح أن الضفة الغربية يوجد بها الآن أكثر من ألف بوابة مغلقة ومحافظة الخليل وحدها بها 129 بوابة مغلقة ، مؤكدا أن ما يحدث في الضفة الغربية حرب تدور على مدار الساعة في كل المحافظات وبشكل موازي لما يحدث في قطاع غزة واستغلال لحالة الضعف الدولي.
وأشار إلى أن الضفة الغربية يوجد بها أكثر من 800 ألف مستوطن إسرائيلي والأعداد في تزايد ويقومون بالاستيلاء على الأراضي بشكل يومي بحماية من جيش الاحتلال وهو عمل ممنهج بهدف خلق بيئة طاردة للمواطن الفلسطيني وضرب الاقتصاد بشكل كامل والرد على كل ذلك يأتي بحالة من الثبات للمواطن الفلسطيني على أرضه بالرغم من الظروف غير المسبوقة التي يعيش بها في كل أنحاء الضفة الغربية وفي كل مناحي الحياة.
وأعرب محافظ الخليل عن شكره لجمهورية مصر العربية على سياستها الثابتة و الراسخة في منع تمرير مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والذي كان له دور بالغ في حالة الصمود والثبات للشعب الفلسطيني على أرضه التي دمرت مخطط التهجير سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية.
وقال خالد دودين محافظ الخليل ، "إن الخليل تعتبر ثاني أقدس مدينة في فلسطين بعد القدس بالنسبة للمسلمين وعمليات التهويد التي تقوم بها دولة الاحتلال مستمرة في الحرم الإبراهيمي حتى من قبل السابع من أكتوبر 2023 ، حيث تعمد الاحتلال الإسرائيلي تقسيم الحرم الإبراهيمي ومنع المصلين من الوصول إلى دور العبادة والاستيلاء على كل مقدرات الحرم من قبل سلطات الاحتلال وإغلاق الباب الشرقي للحرم منذ أكثر من 6 أشهر والسماح للمستوطنين بشكل دائم بتدنيس الحرم الإبراهيمي".
وأضاف المحافظ أننا نتابع الأوضاع مع منظمة اليونيسكو التي وضعت الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة على لائحة التراث العالمي ، وكان هناك رفض منذ أشهر بتغيير أي معالم تراثية في الحرم الإبراهيمي وإصرار على أن السيادة في هذا الحرم تكون سيادة فلسطينية ، لأن الاحتلال يهدف لإقصاء كل ما له علاقة بالهوية الوطنية الفلسطينية أو الإسلامية داخل الحرم.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يحاصر أكثر من 1600 عائلة في الخليل عبر تشييد المستوطنات منذ 7 أكتوبر وحتى الآن ولا يتمكن الإسعاف الفلسطيني من الوصول إليهم بالتالي لا يستطيع أصحاب الأمراض المزمنة من الحصول على الأدوية ما يشكل خطرا حقيقيا على حياتهم.
وأوضح أن المستوطنين الإسرائيليين يقومون يوميا بالاعتداء على المواطنين في الخليل مدعومين من الحكومة الإسرائيلية ما يسفر عن وقوع شهداء وجرحى جراء تلك الاعتداءات ، لافتا إلى أن مؤسسات حقوق الإنسان لا تقوم بالمطلوب لحماية المواطنين وتصنيف ما يحدث في محافظة الخليل وفي أنحاء الضفة الغربية من المستوطنين الإسرائيليين بأنه عمل إرهابي من الدرجة الأولى.
وبين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنهى مهمة بعثة المراقبين الدوليين التي كانت تعمل على رصد التجاوزات التي يرتكبها المستوطنون وجيش الاحتلال الإسرائيلي لأنه لا يريد نقل تلك الاعتداءات والتجاوزات للإعلام والمؤسسات الدولية ، وبعد إنهاء عمل البعثة أصبحت تلك الاعتداءات والتي ليس لها أي بعد إنساني بلا رقيب وبلا أي رؤية للعالم لما يحدث في الضفة.
وشدد محافظ الخليل على أن ما يحدث في الضفة الغربية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين هي حرب والهدف منها إخراج المواطنين الفلسطينيين الموجودين في مناطق التماس بكل الوسائل.



