حراك ثقافي واسع في متاحف وزارة الثقافة
شهدت المتاحف التابعة لوزارة الثقافة، خلال اليومين الماضيين، حراكًا ثقافيًا واسعًا، تمثل في توافد أعداد كبيرة من رحلات المدارس لزيارتها، استجابةً للدعوة التي أطلقتها الوزارة في إطار مبادرة "فرحانين بالمتحف الكبير، ولسه متاحف مصر كتير"، والتي تُقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، بهدف إبراز الدور الحيوي للمتاحف المصرية، وتعزيز حضورها في المشهد الثقافي، وربط الأجيال الجديدة بتراثهم الوطني والفني.
وفي هذا السياق، استضاف متحف طه حسين "مركز رامتان الثقافي"، التابع لقطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور وليد قانوش، طلاب مدرسة الأورمان. وكان في استقبالهم الفنانة رانيا مهدي، مديرة المتحف، التي قدّمت نبذة تعريفية عن المكان الذي كان مقرًا لإقامة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين منذ عام 1956 وحتى وفاته. وتعرّف الطلاب خلال الجولة على مقتنياته من كتب وأوسمة ومتعلقات شخصية، كما استمعوا إلى شرح الفنانة ماهيتاب أحمد حول محتويات المتحف التي تعكس القيمة الثقافية لهذا الرمز الفكري الكبير.
كما نظم المتحف نشاطًا خاصًا بالتعاون مع المركز القومي للسينما برئاسة الدكتور أحمد صالح، بمشاركة مجموعة من طلاب التربية الخاصة وطلاب المرحلتين الابتدائية والإعدادية بمدرسة الفضائل الإسلامية. وتضمنت الفعاليات ورشًا للفنون التشكيلية، وورش حكي للأطفال حول سيرة طه حسين، إلى جانب جولة تعريفية داخل المتحف للتعريف بمقتنياته ومراحل حياة عميد الأدب العربي، باعتباره رمزًا ثقافيًا وأدبيًا مصريًا بارزًا.
كما شملت الزيارة التوعية بأهمية المتاحف وآداب زيارتها، وتسليط الضوء على القيمة التاريخية لمقتنياتها.
وفي إطار متصل، استقبل متحف محمد محمود خليل وحرمه، التابع لقطاع الفنون التشكيلية، طلاب مدرسة الناصرية الابتدائية بإدارة الدقي التعليمية، ضمن جولة متحفية نظمها مشروع "بستان الإبداع" بإشراف الفنان والناقد محمد كمال. ورحبت الفنانة مها كامل، مديرة المتحف، بالطلاب واصطحبتهم في جولة داخل أروقة المتحف، اطّلعوا خلالها على مقتنياته الفنية النادرة. واختُتمت الزيارة بورشة رسم في حديقة المتحف، استلهم خلالها الطلاب أعمالهم من عناصر الحضارة المصرية القديمة.
وفي السياق نفسه، نظم متحف محمد محمود خليل وحرمه ورشة فنية بعنوان "فن البورتريه في مصر القديمة"، شارك فيها 20 طالبًا وطالبة من الفئة العمرية بين 15 و25 عامًا، بإشراف الدكتورة الفنانة نهاد عز الدين، وتضمن النشاط تطبيقًا عمليًا لرسم القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون، بهدف تنمية الوعي الجمالي لدى الشباب، وتعريفهم بدور الفن في الحضارة المصرية القديمة.
وفي محافظة قنا، استقبل متحف ومركز الأبنودي للسيرة الهلالية أعدادًا كبيرة من طلاب المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وذلك احتفالًا باليوم العالمي للغة العربية، وقام الطلاب بجولة متحفية للتعرّف على مقتنيات المتحف، بمصاحبة السيدة أحلام حامد، مديرة المتحف، التي تحدثت إليهم عن نشأة الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، ومسيرته الإبداعية، ورحلته في جمع السيرة الهلالية على مدار ربع قرن، إلى جانب التعريف بالملحمة الشعبية الخالدة. كما نظم المتحف محاضرة للطلاب عن اللغة العربية، ألقاها الأستاذ عبد الصبور الصادق، مدرس اللغة العربية بمدرسة أبنود الثانوية المشتركة، وأدارها أحمد خليل، وكيل المتحف والمشرف على النشاط الثقافي.
وفي بورسعيد، نظم متحف النصر للفن الحديث جولات ثقافية ومعرفية لعدد كبير من الطلاب، بمناسبة الاحتفال بالعيد القومي للمحافظة، الذي يوافق 23 ديسمبر من كل عام، ذكرى جلاء آخر جندي من قوات العدوان الثلاثي عام 1956 عن مدينة بورسعيد. وكان في استقبال الطلاب سهام محمد عبد الفتاح، مديرة المتحف، التي استعرضت تاريخ المتحف ودوره الثقافي. كما نظم المتحف، بالتعاون مع الإدارة العامة للتنشيط الثقافي برئاسة الأستاذ أحمد فكري، ورشًا فنية في مجال الرسم بعنوان "لمسات من قلب بورسعيد"، أشرف عليها الفنان أحمد عبد اللطيف، وركزت على استلهام الأحداث التاريخية التي مرت بها المدينة خلال فترة العدوان الثلاثي، وما تعرضت له من حصار وتجويع وقصف، إلى جانب استلهام الأعمال الفنية المعروضة بالمتحف التي توثق تلك المرحلة المفصلية من تاريخ الوطن.
وفي هذا الإطار، قامت الدكتورة سلوى حمدي، رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض بقطاع الفنون التشكيلية، بالتنسيق بين إدارات المتاحف المختلفة عند استقبال رحلات مشتركة فيما بينها، بما يضمن تحقيق التكامل في الرسالة التثقيفية المقدمة للزائرين، وحثهم على زيارة متاحف اخري.
وعلى صعيد الزيارات الرسمية، استقبل عدد من متاحف وزارة الثقافة، أول أمس، وفدًا رفيع المستوى من مجمع البحوث الإسلامية، قام بزيارة متحفي الخزف الإسلامي والفن المصري الحديث، التابعين لقطاع الفنون التشكيلية، إلى جانب متحف دار الأوبرا المصرية التابع للمركز الثقافي القومي. واطّلع الوفد خلال الزيارة على ما تضمه هذه المتاحف من مقتنيات تراثية وثقافية متفردة.
وجاءت الزيارة بدعم من فضيلة الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وضم الوفد عددًا من قيادات المجمع، على رأسهم الدكتور محمود ممدوح وافي، والدكتور خالد محمد راتب.
وبدأت الجولة بزيارة متحف الخزف الإسلامي بالزمالك، حيث كان في استقبال الوفد الفنان أمير الليثي، مدير مركز الجزيرة للفنون، الذي قدم شرحًا وافيًا حول أهمية المتحف ومقتنياته الفريدة. ثم توجه الوفد إلى متحف الفن المصري الحديث، الواقع داخل حرم دار الأوبرا المصرية بالجزيرة، حيث استقبلتهم الدكتورة إيمان نبيل، مديرة المتحف، وفريق العمل، واستعرضوا مكانة المتحف باعتباره أحد أبرز الصروح الفنية في مصر والعالم العربي، لما يضمه من تنوع ثري في المدارس والاتجاهات الفنية المختلفة.
واختُتمت الجولة بزيارة متحف دار الأوبرا المصرية، التابع للمركز الثقافي القومي برئاسة الدكتور علاء عبد السلام، حيث كان في استقبال الوفد الأستاذ عادل صابر، مدير عام العلاقات العامة والمراسم، الذي رحب بالضيوف وقدم لهم شرحًا حول أهمية متحف دار الأوبرا المصرية، والخدمات والأنشطة الثقافية المتنوعة التي تقدمها دار الأوبرا.









