الأربعاء 24 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أصداء أبرز الأحداث العالمية في 2025.. افتتاح مهيب للمتحف المصري الكبير

بوابة روز اليوسف

تصدر افتتاح المتحف المصري الكبير المشهد الثقافي لعام 2025، واتجهت أنظار العالم صوب منطقة الأهرامات ليشهد ميلادا جديدا لأعظم حضارات الأرض، ففي الأول من نوفمبر 2025، أُسدل الستار عن الحلم الذي طال انتظاره، وافتُتح رسميا المتحف المصري الكبير، ليتوج كأهم حدث ثقافي وإنساني لهذا العام، بل وبداية عصر ذهبي جديد للسياحة وصناعة المتاحف العالمية.


واهتمت العديد من الصحف والشبكات العالمية بافتتاح المتحف المصري الكبير كأكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، جاء ليقدم للبشرية تجربة بصرية ومعرفية غير مسبوقة، ولاحتوائه على أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، على رأسها المجموعة الكاملة للملك الذهبي توت عنخ آمون التي تُعرض كاملة للمرة الأولى.


ووصفت صحيفة “إندبندنت” البريطانية المتحف المصري الكبير بأنه "مصدر فخر وسعادة" للثقافة في قارة إفريقيا بأسرها.


وقال مراسل شؤون السفر بالصحيفة سايمون كالدر، إن مصر تتوج تاريخها بافتتاح المتحف وهو "الصرح الجديد المبهر الذي يقع بالقرب من أهرامات الجيزة، ويعكس هندستها الخالدة.. ولطالما أثار فضول السياح لسنوات عديدة".


وأشار كالدر إلى أن المتحف المصري الكبير يُعد أكبر متحف في العالم، إذ تفوق مساحته مساحة مدينة الفاتيكان، كما أن العدد الهائل من القطع الأثرية فيه مذهل، ويتجاوز بكثير العدد الإجمالي الموجود في متحف اللوفر.


من جانبها، ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن المتحف المصري الكبير يمثل استثمارا استراتيجيا في السياحة الثقافية لثاني أكبر اقتصاد في إفريقيا، إلى جانب كونه معرضا للتراث القديم.


ولفتت الصحيفة إلى أن المتحف يصنف كأكبر منشأة أثرية في العالم مخصصة لحضارة واحدة، إذ يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، منها تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني، يزن 83 طنا، ويبلغ عمره 3200 عام، وكذلك قارب عمره 4500 عام يخص الملك خوفو. 


بدورها، ذكرت شبكة “دويتشه فيله” الألمانية، أن المتحف المصري الكبير فتح أبوابه أخيرا بعد سنوات من الانتظار، واصفة إياه بأنه مكان يلتقي فيه ماضي مصر وحاضرها ومستقبلها ورمز مهم للهوية المصرية، إذ يعرض أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، بما في ذلك كنوز الفرعون توت عنخ آمون.


وأوضحت الشبكة أن دور المتحف المصري الكبير لن يقتصر على توفير فرص جديدة للسياحة فحسب - حيث من المتوقع أن يزوره ما بين 5 إلى 8 ملايين شخص سنويا - بل سيساهم أيضا في مجال العلوم، فهو يضم أحد أحدث مراكز الترميم في العالم ومركزا للأبحاث مزودا بمختبرات متخصصة للمومياوات والخشب والمعادن والأحجار.


وأكدت الشبكة الألمانية أن المتحف المصري الكبير يمثل بالنسبة للعديد من المصريين رمزا مهما وإحياء للهوية الوطنية، ويعتبر بالفعل معلما ثقافيا جديدا لمصر، فهو مكان يلتقي فيه ماضي مصر وحاضرها ومستقبلها، بين الكنوز الأثرية العريقة وأحدث تقنيات الترميم المتطورة. 


أما وكالة أنباء “أسوشيتد برس”، فأشارت إلى أن المتحف المصري الكبير يُعد من أبرز المشاريع الضخمة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن خطته لتحديث البنية التحتية ودفع عجلة الاقتصاد.


وأوضحت الوكالة أنه بعد عقدين من الانتظار، افتتح المتحف المصري الكبير أخيرا ليسلط الضوء على الحضارة المصرية العريقة، ويمثل ركيزة أساسية في مساعي الحكومة لتعزيز قطاع السياحة، الذي يُعد مصدرا رئيسيا للعملة الأجنبية، ومن المُنتظر أن يصبح أكبر متحف في العالم يخصص لحضارة واحدة، حيث يضم نحو 100 ألف قطعة أثرية تُقدم تفاصيل الحياة في مصر القديمة، وبالمقارنة، يضم متحف اللوفر في باريس حوالي 35 ألف قطعة معروضة.


وأضافت أن المتحف يستقبل زواره بتمثال ضخم من الجرانيت للملك رمسيس الثاني، أحد أقوى فراعنة مصر القديمة الذي حكم لمدة 60 عاما تقريبا، من عام 1279 إلى عام 1213 قبل الميلاد، ويُنسب إليه الفضل في توسيع نفوذ مصر القديمة لتشمل مناطق تمتد من سوريا الحديثة شرقا إلى السودان الحديث جنوبا، ويستقبل التمثال الزوار بمجرد دخولهم إلى الردهة ذات التصميم الهندسي المميز للمتحف.


كما خُصصت قاعتان سيتم افتتاحهما لأول مرة مع الافتتاح الكبير لعرض 5000 قطعة أثرية من مجموعة الملك توت عنخ آمون، الفرعون الصغير الذي حكم من عام 1361 إلى 1352 قبل الميلاد، حيث اكتشف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر مقبرة الملك توت في عام 1922 بمدينة الأقصر، لكن المتحف المصري القديم لم يكن يملك مساحة كافية لعرض المجموعة بأكملها، والتي كانت أجزاء منها تُعرض في كثير من الأحيان في متاحف خارج مصر.


من جانبها، أبرزت شبكة “سي بي إس نيوز”الأمريكية، في تقرير لها، روعة افتتاح المتحف المصري الكبير رسميا، واصفة الحدث بأنه "أحد أعظم الافتتاحات الثقافية في هذا القرن"، بعد أكثر من عقدين من الإعداد وتجاوز تكلفة المشروع مليار دولار.


وأشارت إلى أن المتحف الجديد يعد الأكبر في العالم المخصص لحضارة واحدة، إذ يمتد على مساحة 500 ألف متر مربع، ويغطي تاريخ مصر القديمة على مدى سبعة آلاف عام، من عصور ما قبل التاريخ حتى الحقبة اليونانية الرومانية.


وأوضح تقرير الشبكة أن المتحف يضم نحو 100 ألف قطعة أثرية، أي ضعف العدد الذي كان متوقعا عند بدء المشروع، وأن زيارة جميع المعروضات تحتاج إلى نحو 70 يوما متواصلا دون نوم إذا أمضى الزائر دقيقة واحدة أمام كل قطعة.


ووصفت قناة "تي أف 1" الفرنسية المتحف المصري الكبير بأنه "مشروع فرعوني يفوق كل التصورات"، ولفتت إلى أن هذا المتحف الضخم، الذي تبرزه الحكومة المصرية بأنه "أكبر صرح ثقافي في القرن الحادي والعشرين"، يضم الآلاف من أشهر القطع الأثرية من حضارة مصر القديمة، بعضها لم يُعرض من قبل، من بينها تماثيل ضخمة، وتوابيت، وأدوات ومجوهرات، كانت محفوظة في أماكن مختلفة في البلاد، لكنها الآن مُجمعة في مساحة عرض تزيد على 500 ألف متر مربع.


بدورها، أكدت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل حدثا حضاريا عالميا ورسالة ثقافية من مصر إلى العالم، مشيرة إلى حضور عشرات الوفود الدولية ورؤساء الدول والحكومات لحفل الافتتاح.


ولفتت الصحيفة إلى أن افتتاح المتحف يحمل دلالات حضارية إلى جانب دوره في تعزيز السياحة، مستشهدة بتأكيد الرئيس السيسي أن المشروع يمثل "نتاج شراكة عالمية وتكريمًا للحضارة الإنسانية".


وأشارت الصحيفة إلى استمرار المطالب المصرية والدولية باستعادة قطع أثرية بارزة لا تزال في الخارج، ومنها حجر رشيد وعدد من المومياوات المعروضة في المتحف البريطاني، مؤكدة أن احترام مصر عبر إعادة هذه القطع سيكون أكبر من أي خسارة مادية محتملة.


أما صحيفة “كاثيميريني” اليونانية، فقد وصفت المتحف المصري الكبير بأنه "فجر جديد للحضارة التي شكلت العالم"، موضحة أن المتحف المصري فتح أبوابه عند سفح أهرامات الجيزة العظيمة في لحظة لا تمثل فقط افتتاح معلم ثقافي، بل تجديد حوار شكل البشرية على مدار آلاف السنين. 


ونوهت الصحيفة بأن كنوز الحضارة المصرية القديمة، من الفنون والنقوش والقصص التي شكلت الحضارة نفسها، وجدت اليوم ملاذا عصريا يليق بعظمتها، إذ يقف المتحف المصري الكبير، أكبر متحف أثري تم بناؤه على الإطلاق، كجسر يربط بين خلود الماضي ووعد المستقبل.


 

تم نسخ الرابط