"قصور الثقافة" تحتفل بافتتاح المتحف المصري الكبير بندوات ولقاءات تثقيفية بالمحافظات

في إطار احتفالات وزارة الثقافة بافتتاح المتحف المصري الكبير، وتحت شعار «مصر عادت شمسك الذهب»، نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، سلسلة من الندوات واللقاءات التثقيفية بعدد من المحافظات، بهدف إبراز القيمة الحضارية والثقافية لهذا الصرح العالمي الذي يجسد ملامح الهوية المصرية وامتدادها التاريخي.

في محافظة المنوفية، استضاف مركز التنمية الشبابية بقويسنا ندوة بعنوان «المتحف المصري الكبير بين الإنجاز والإعجاز»، تحدث خلالها الكاتب والروائي سالم محمود سالم عن القيمة التاريخية للمتحف بوصفه إنجازًا وطنيًا يعكس رؤية الدولة في صون التراث المصري وتقديمه بروح العصر، مؤكداً أن المتحف يمثل قوة ناعمة جديدة لمصر.

وأشار إلى ما يضمه هذا الصرح من كنوز أثرية نادرة معروضة بإبداع هندسي فريد، فضلاً عن التطوير الحضاري الذي شهدته المنطقة المحيطة بالمتحف من تحديث للبنية التحتية وشبكات الطرق، بما يعكس رؤية الدولة المتكاملة في دعم السياحة الثقافية.

كما تحدث الشاعر حمدي الدسوقي الشعراوي عن مقتنيات الملك توت عنخ آمون المعروضة داخل المتحف لأول مرة مجتمعة في مكان واحد، من القناع الذهبي إلى الأثاث الجنائزي، مشيرًا إلى أن ذلك يبرز حرص الدولة المصرية على تقديم حضارتها للعالم بأبهى صورة، وترسيخ مكانتها كمنارة ثقافية رائدة. وأوضح أن المتحف يضم أيضًا مساحات مخصصة للأطفال وذوي الهمم، بما يجعله صرحًا حضاريًا شاملاً يلبّي احتياجات جميع الزائرين.

وفي محافظة الغربية، نظم بيت ثقافة زفتى لقاءً بعنوان «افتتاح المتحف المصري الكبير»، شارك فيه أحمد سليمان وإسلام فودة، اللذان استعرضا تاريخ فكرة إنشاء المتحف منذ تسعينيات القرن الماضي، مؤكدين أن حجر الأساس وُضع عام 2002، ثم أُعلنت مسابقة دولية لتصميم المتحف فاز بها التصميم الحالي، ليبدأ التنفيذ الفعلي للمشروع عام 2005.

وتناول اللقاء ما يضمه المتحف من مجموعات أثرية ضخمة ودوره في التوثيق الرقمي وتنظيم المعارض والندوات والمؤتمرات الثقافية، إلى جانب إحياء الحرف والفنون التراثية المصرية كجزء من رسالته التنويرية.

أما في محافظة الأقصر، فقد أُقيمت محاضرة بمعهد ترميم الآثار بعنوان «تاريخ إنشاء المتحف المصري الكبير»، تحدثت خلالها الدكتورة نادية صالح عن أهداف إنشاء المتحف باعتباره صرحًا يعرض التراث المصري بأسلوب معاصر، مستخدمًا أحدث تقنيات العرض والإضاءة.

كما أشارت إلى أن التصميم المعماري للمتحف مستوحى من الهندسة الهرمية المصرية القديمة، وأن موقعه المواجه للأهرامات يمنحه تماهياً بصريًا فريدًا يجمع بين الماضي العريق والحاضر المتجدد.

ونُفذت هذه الفعاليات من خلال الإدارة العامة لثقافة الشباب والعمال برئاسة أحمد يسري، التابعة لـ الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى، وبالتعاون مع الأقاليم والفروع الثقافية في المحافظات.

وتأتي هذه الأنشطة ضمن برنامج متكامل أعدته الهيئة العامة لقصور الثقافة للتعريف بالمشروعات القومية الثقافية الكبرى، وتنمية الوعي الأثري والتاريخي لدى الأجيال الجديدة، تأكيدًا على دور الثقافة في بناء الإنسان المصري وتعزيز الانتماء الوطني.