أخيرًا .. سأرى افتتاح المتحف المصري الكبير

عندما تلقيت الدعوة من وزارة السياحة والآثار لحضور حفل افتتاح المتحف المصري الكبير.. رجع بي الزمان وكأنه شريط سينمائي أتذكر فيه تفاصيل بناء المتحف من مجرد فكرة وكيف كان الوزير الأسبق الفنان فاروق حسني متحمسا لها جدا وكيف أقنع وقتذاك الرئيس الأسبق حسني مبارك لتنفيذ المشروع وحصل بالفعل.. وتم وضع حجر الأساس في فبراير عام 2002 على يد الرئيس مبارك.

وبعد ذلك طرحت مسابقة دولية لاختيار تصميم لبناء المتحف وتقدمت للمسابقة كبرى الشركات المعمارية العالمية.. في يوليو 2003، والتي شارك فيها 1557 مشروعًا من 83 دولة وأتذكر بعدها وزع علينا الصحفيون كتابًا ضخمًا به كل التصميمات التي قدمتها الشركات وما زلت احتفظ به.  وبدأت مراحل بناء أعمال البناء الفعلية للمتحف، في مايو 2005، وتم افتتاح مركز لترميم الآثار في عام 2010. 

وأتذكر أثناء افتتاح مركز الترميم وهو أول جزء كامل يتم بناؤه بالمتحف.. اجتمع بنا الفنان فاروق حسني وأخذ يشرح لنا كيفية تنفيذ الحلم الكبير وشكل المنطقة المحيطة به.. قلت لنفسي الوزير بيحلم كيف يتم هدم المباني المحيطة بمنطقة الأهرام من أندية وميادين وطرق ومدارس وإعادة رسم المنطقة بشكل جديد يخدم فكرة إقامة مشروع متحف كبير يضم آثار الحضارة المصرية القديمة فقط.. وبجوار أهم وأكبر آثار العالم.. الأهرامات الثلاثة وتمثال أبو الهول.. قلت للوزير كيف يتم ذلك..؟ ضحك وقال لي.. إن شاء الله الحلم يتم وتشاهدينه.

وأتذكر عملية نقل تمثال رمسيس الثاني من ميدان رمسيس إلى ساحة بالمتحف الكبير قبل استكمال البناء في مساء 25 أغسطس 2006، وقطع التمثال مسافة 30 كيلومترًا للوصول إلى موقعه الجديد بجوار المتحف. وظللنا نسير خلفه وخرج المصريون على جانبي الطريق يحيون الملك العظيم حتى وصل فجر اليوم التالي.

وأتذكر يوم 28 يناير عندما نقل التمثال من موقعه المؤقت إلى مقره الجديد في البهو العظيم بالمتحف وأصبح أيقونة الكل يسعى للتصوير بجواره.

ونظرا لما حدث في ثورة يناير وثورة 30 يونيو توقف العمل في استكمال بناء المتحف الذي كان مقررا له الافتتاح في عام 2015.. ولكن صدر قرار من القوات المسلحة المصرية بأنها ستقوم باستكمال المتحف على نفقاتها.. وبالفعل كنا نرى يوما بعد يوم إنجازات سريعة داخل المتحف وفي المنطقة المحيطة به وكنت أقول لنفسي معقول تم ما قاله لي الوزير الفنان فاروق حسني اتغيرت المنطقة بهذا الشكل الرائع وتحقق الحلم ببناء أكبر متحف يليق بحضارة مصر قديما وحديثا.. حقا أيام لا تنسى والحمد لله عشت ورأيت يوم افتتاح المتحف المصري الكبير هدية مصر للعالم. 

.