بتوقيت غزة العزة

تم وقف إطلاق النار فى يوم 12 أكتوبر بتوقيت غزة العزة الصامدة  الأبية. توقيت سوف يذكره التاريخ ففى هذا التاريخ تم تفعيل أول بنود اتفاقية السلام وبدأ وقف إطلاق النار فى غزة وبداية انسحاب القوات الإسرائيلية ودخول المساعدات الغذائية بعد عامين من الحرب على غزة  وشعبها الصادق الأبى الشجاع والدمار والقتل وتدمير كل نواحى الحياة ومنع العلاج والخبز والطعام والماء عنهم، والقتل وقصف المستشفيات، حيث قامت إسرائيل بإلقاء  200 ألف طن من المتفجرات على مساحة صغيرة حرب لم يشهد التاريخ الحديث أهوالها من قبل.

وانتصرت المقاومة وأجبرت إسرائيل وأمريكا على التفاوض معها لوقف الحرب ولكن بشروطها والجلوس معهم على طاولة  المفاوضات رأسا برأس؛ انتصار لم يكن أحد يتصوره ضحت فيه المقاومة والشعب فى غزة بالغالى والرخيص وبأرواحهم وتحمل ما لم يتحمله شعب من أهوال وإجرام من عدو فاشى نازى مجرم فى أطول حرب فى العصر الحديث، حتى إن إسرائيل تكبدت خسائر أكثر من 70 مليار دولار.

والأجمل كانت مشاهد فرح الشعب فى غزة بوقف الحرب وفرحة الشعوب الحرة فى كل دول العالم والمظاهرات التي خرجت تشارك شعب غزة فرحته فى الميادين والجامعات، واعتراف كل دول العالم بالدولة الفلسطينية وبالحقوق العادلة للفلسطينيين، بعدما أصبح الكيان الصهيونى لأول مرة منبوذا من دول وشعوب العالم الحر.

وبفضل صمود شعب غزة وبطولة المقاومين ستكون فلسطين دولة لأهلها، وبشروط المقاومة وإصرارها على عدم تصفية القضية الفلسطينية وعدم تسليم السلاح إلا لسلطة فلسطينية منتخبة بعد وقف إطلاق النار وتبادل كامل للأسرى والرهائن، ويبقى البدء فى انسحاب تدريجى للقوات الإسرائيلية من داخل القطاع، كما تنص الاتفاقية فى البند الثالث تمهيدا لإعادة إعمار غزة.

واتفاق المقاومة والوسطاء على أن يتم التوقيع على الاتفاقية فى مصر وتحديدا فى مدينة السلام شرم الشيخ يؤكد دور مصر التاريخى لتكون الراعى لتنفيذ الاتفاقية. 

نقلاً عن مجلة روزاليوسف