
الفلسطينيون يحتفلون: "هذا وعد بلفور والعالم معنا".. والإسرائيليون: "نتنياهو" مؤسس دولة فلسطين

عادل عبدالمحسن
في مشهد وُصف بالتاريخي، عمّت الاحتفالات مدينة رام الله بعد إعلان بريطانيا وكندا وأستراليا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، ليرتفع عدد الدول المعترِفة إلى "151 دولة".
وفيما يرى الفلسطينيون في هذه الخطوة تجسيدًا لـ"وعد بلفور الفلسطيني"، سخر إسرائيليون من بينامين نتنياهو رئيس وزراء كيانهم واصفين أياه بأنه "مؤسس دولة فلسطين".
وقال مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية إن "العالم يقف إلى جانبنا"، مؤكدًا أن الاعتراف يشكّل "منعطفًا حاسمًا نحو إقامة الدولة الفلسطينية". ورغم ترحيب حركة حماس بالقرار، لم تصدر الحركة بيانًا رسميًا حتى الآن، فيما تجاهل أحد قيادييها طلب الدول الثلاث استبعادها من ترتيبات مستقبل الدولة.
ومن المتوقع أن تنضم "سبع إلى تسع دول أخرى" للاعتراف خلال الأسبوع الجاري، وفق مصادر دبلوماسية.
ردود فلسطينية رسمية
رحّب الرئيس محمود عباس بالقرار واعتبره "خطوة مهمة نحو تسوية عادلة ودائمة"، مشددًا على أولوية "وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات، وإطلاق الأسرى، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة"، وصولًا إلى إعادة الإعمار وإنهاء الاستيطان.
ووصف حسين الشيخ، نائب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، الاعتراف بأنه "انتصار دولي للعدالة وحقوق الشعوب"، موجّهًا شكرًا إلى الدول الثلاث على ما سماه "يومًا تاريخيًا في حياة الشعب الفلسطيني". من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية القرارات "شجاعة ومتوافقة مع القانون الدولي"، مؤكدة أنها تمهّد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
مواقف حماس
أشاد القيادي البارز في الحركة محمود مرداوي بالقرار، معتبرًا أنه "نتيجة نضال الشعب الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر"، داعيًا إلى "إنهاء التطبيع مع إسرائيل" وتعزيز عزلة الاحتلال.
مواقف الدول المعترِفة
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: "اعترفنا بدولة إسرائيل قبل أكثر من 75 عامًا، واليوم ننضم إلى أكثر من 150 دولة تعترف بدولة فلسطين. مستقبل أفضل ممكن، علينا أن نعمل من أجل السلام: وقف العنف، إطلاق سراح الرهائن، والعودة إلى مسار حل الدولتين".
وأكد ستارمر أن الاعتراف "ليس جائزة لحماس"، مشددًا على أن الحركة "لن تكون جزءًا من الدولة الفلسطينية". الموقف ذاته كررته كل من كندا وأستراليا، اللتين شدّدتا على ضرورة "إصلاحات فلسطينية" تشمل انتخابات ديمقراطية مطلع العام المقبل وتطوير قطاعات الاقتصاد والحوكمة والتعليم.
آفاق المرحلة المقبلة
يرى مراقبون أن الاعترافات الغربية الجديدة ستزيد الضغط على إسرائيل، وتفتح الباب أمام "تحريك ملف حل الدولتين" المجمد منذ سنوات، خصوصًا مع اتساع الدعم الدولي لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967.