عاجل
الإثنين 22 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

أسرار اعتراف 3 حكومات تحت التاج البريطاني بالدولة الفلسطينية في توقيت متزامن

رؤوساء وزراء بريطانيا واستراليا كندا
رؤوساء وزراء بريطانيا واستراليا كندا

أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اليوم الأحد اعتراف بلاده رسميا بدولة فلسطين في خطوة قال إنها تهدف إلى إحياء أمل السلام وحل الدولتين رغم معارضة الولايات المتحدة وإسرائيل وتحذيرات من تداعيات دبلوماسية واسعة.



 

 

وفي خطاب مصور أكد ستارمر أن الاعتراف لا يمثل مكافأة لحركة حماس التي وصفها بالمنظمة الإرهابية الوحشية موضحًا أن الحركة لن يكون لها أي دور في الحكومة الفلسطينية أو في منظومة الأمن المستقبلية، متهمًا في الوقت نفسه الحكومة الإسرائيلية باتباع أساليب وحشية ودعا إلى السماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ورفع القيود المفروضة على المعابر.

وأضاف ستارمر أن الأمل في حل الدولتين يتلاشى في ظل ممارسات الحكومة الإسرائيلية وحماس مؤكدًا أن الاعتراف يهدف إلى إبقاء هذا الأمل حيا وضمان مستقبل يتضمن إسرائيل آمنة إلى جانب دولة فلسطينية قابلة للحياة.

 وأشار إلى أن بريطانيا اعترفت بدولة إسرائيل منذ أكثر من 75عاما واليوم تنضم إلى أكثر من 150دولة تعترف أيضا بدولة فلسطين

 

 رئيس الوزراء الكندي مارك كارني  يعلن الاعتراف بلاده بدولة فلسطينية 

 

وفي خطوة منسقة أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني اعتراف بلاده بدولة فلسطينية مؤكدًا أن كندا دعمت منذ عام 1947 إقامة دولتين لكنه أشار إلى أن احتمالات التسوية التفاوضية تضاءلت بشكل حاد بسبب توسع المستوطنات وتصاعد العنف في الضفة الغربية والكوارث الإنسانية في غزة ودعا حماس إلى إطلاق سراح جميع الرهائن ونزع سلاحها وعدم المشاركة في أي حكومة فلسطينية مقبلة.

 

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز يعلن الاعتراف بالدولة الفلسطينية 

 

كما أعلنت أستراليا اعترافها بالدولة الفلسطينية وأكد رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز أن الخطوة تعكس التزام بلاده الطويل بحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم وأوضح أن السلطة الفلسطينية تعهدت بإجراء انتخابات ديمقراطية وتنفيذ إصلاحات كبيرة في الاقتصاد والحوكمة والتعليم مع التأكيد على أن حماس لا مكان لها في أي دولة فلسطينية مستقبلية.

ومن المقرر أن يتم التصديق على الاعتراف البريطاني رسميا في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الجاري وسط توقعات بانضمام فرنسا والبرتغال وبلجيكا ومالطا ودول أوروبية أخرى إلى الخطوة بينما تواصل الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وإيطاليا رفض الاعتراف في الوقت الراهن.

 

لماذا أعلنت بريطانيا واستراليا وكندا الأعتراف بدولة في فلسطين وقت متزامن؟ 

جاء إعلان بريطانيا وكندا وأستراليا، لأنه الـ 3 دول ترتبط تاريخيًا بالتاج البريطاني، الاعتراف بدولة فلسطينية في توقيت واحد لم يكن مصادفة، بل يعكس "حسابات سياسية ودبلوماسية متشابكة" تتعلق بعوامل تاريخية، وتحولات في الرأي العام، ومصالح استراتيجية مشتركة. ويمكن تلخيص أبرز الدوافع فيما يلي:

 

 1- "إرث تاريخي ومسؤولية بريطانية" 

 

" بريطانيا هي الدولة المنتدبة السابقة على فلسطين "1917–1948" وتحمل في نظر كثيرين مسؤولية تاريخية عن جذور الصراع، بدءًا من وعد بلفور وحتى نهاية الانتداب.

" التحرك البريطاني الآن يعكس رغبة في "تعديل صورة تاريخية سلبية" عبر خطوة تُظهر انحيازًا لمعادلة السلام، وهو ما ينسحب بشكل غير مباشر على كندا وأستراليا بوصفهما جزءًا من الإرث الكومنولثي.

 

2- "تأثير التوجهات داخل الكومنولث"

 

" كندا وأستراليا ترتبطان تقليديًا بالمواقف البريطانية في الملفات الكبرى، خاصة حين تكون هناك "مبادرات منسقة تحمل وزنًا دوليًا".

" التحرك المنسق يمنح الاعتراف قوة رمزية إضافية، إذ تظهر 3 دول من الفضاء البريطاني القديم وكأنها "تتحدث بصوت واحد" أمام واشنطن وتل أبيب.

3- "إحياء حل الدولتين وخلق زخم دولي"

" تزامن الإعلان يهدف إلى "كسر الجمود السياسي" ودفع مزيد من الدول الأوروبية والغربية للاعتراف، خصوصًا قبل جلسة مرتقبة للجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

" التنسيق الثلاثي يعطي القرار وزنًا أكبر من اعتراف منفرد، ما يزيد الضغط على إسرائيل للقبول بمسار تفاوضي جديد.

 

4- "إبراز الاستقلال عن الموقف الأمريكي"

 

" هذه الدول حليفة تقليدية للولايات المتحدة، لكن تزامن القرار يعكس رسالة واضحة بأن "الملف الفلسطيني لا يمكن أن يبقى رهينة للرفض الأمريكي"، خصوصًا بعد فشل واشنطن في وقف الحرب على غزة.

5 -"استجابة للرأي العام الداخلي"

" تصاعد الغضب الشعبي في بريطانيا وكندا وأستراليا من مشاهد الحرب في غزة وضع حكوماتها تحت ضغط سياسي وأخلاقي لاتخاذ موقف ملموس، لا يقتصر على بيانات القلق أو الدعوات لوقف إطلاق النار.

 

الاعتراف المتزامن من ثلاث دول تحت التاج البريطاني يجمع بين "البعد الرمزي التاريخي" "تحمل المسؤولية"، و"الحساب السياسي" "الضغط على إسرائيل ودعم حل الدولتين"، و"البعد الاستراتيجي" "إظهار استقلال القرار الغربي عن واشنطن". 

هذه العناصر معًا تجعل الخطوة أكثر من مجرد إعلان دبلوماسي، بل "رسالة جماعية لها ثقل سياسي وأخلاقي" في لحظة مفصلية من الصراع.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز