ذكرى ميلاد أسطورة الزمالك الخالدة.. محمود أبو رجيلة رمز العطاء والوفاء

في مثل هذا اليوم 9 سبتمبر 1941، ولد أحد أعظم أبناء نادي الزمالك وأكثرهم إخلاصًا وعطاءً عبر تاريخه الطويل، الكابتن محمود أبو رجيلة، الذي جسد بروحه النقية وأخلاقه الرفيعة معنى الانتماء الحقيقي للقلعة البيضاء، سواء كلاعب أو كمدرب أو حتى كأب روحي لأجيال متعاقبة من النجوم.

بدأ مشواره في ناشئي الزمالك منتصف الخمسينيات، وصعد للفريق الأول وهو لم يتجاوز الـ19 من عمره، ليكتب فصلاً جديدًا في تاريخ النادي.

 برز أبو رجيلة كمدافع أيسر بقدرات هجومية مميزة، أسهم في تحقيق 3 ألقاب دوري ولقبين لكأس مصر، وكان أحد أفراد الجيل الذهبي في الستينيات الذي أسهم في زيادة شعبية الزمالك. 

كما ارتدى قميص المنتخب الوطني وشارك في بطولات أفريقيا وتصفيات الأولمبياد حتى اعتزاله عام 1970 وهو في التاسعة والعشرين.

لكن اعتزال أبو رجيلة لم يكن نهاية الحكاية، بل بداية مسيرة تدريبية أسطورية.

 درس التدريب على يد الألماني الشهير كرامر، وتولى قيادة الزمالك لأول مرة عام 1970، ليصبح أصغر مدرب في تاريخ النادي.

 وفي عام 1979 حصد أول ألقابه كمدرب مع الزمالك بالفوز بكأس مصر، ثم جاء عام 1984 ليكتب التاريخ بأحرف من ذهب، عندما قاد الفريق لتحقيق أول بطولة أفريقية في تاريخه (دوري أبطال أفريقيا)، ليضع الزمالك على خريطة القارة السمراء.

تكررت نجاحاته في فترات لاحقة، أبرزها موسم 1990-1991 عندما أعاد الروح للفريق بعد سلسلة نتائج سلبية، وكذلك عام 1999 حين قاد الزمالك للفوز بكأس مصر في فترة صعبة للغاية. 

وحتى بعد سنوات طويلة من التدريب، لم يتردد في العودة لقطاع الناشئين عام 2008، ليثبت أن عشقه للنادي أكبر من أي منصب أو مكانة.

ويبقى محمود أبو رجيلة حالة استثنائية في تاريخ الزمالك، إذ يُعد:

المدرب الوحيد الذي جمع بين الدوري والكأس ودوري أبطال أفريقيا مع الزمالك.

المدرب الوحيد الذي قاد الفريق للتتويج الأفريقي في جميع أدوار البطولة.

المدرب الذي أهدى الزمالك لقبًا على الأقل في ثلاثة عقود متتالية.

إنه بحق أسطورة خالدة، ورمز من رموز نادي الزمالك الذين لن يتكرروا. 

ففي ذكرى ميلاده، يتجدد الامتنان لما قدمه من عطاء لا ينضب، سيبقى محفورًا في قلوب عشاق الأبيض عبر الأجيال.