عاجل
الخميس 2 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
هل يسمع الغرب صوتنا؟

هل يسمع الغرب صوتنا؟

هل رسالة دولتنا تصل إلى أي شخص خارج نطاقنا المحلي أو بأقصى تقدير نطاقنا الإقليمي؟ أعتقد أن الإجابة ستكون ما بين الـ"لا" و"الضعيف".. سؤال آخر.. هل التطورات العالمية وأن أي حدث يقع في أقصى دولة بأي قارة له تأثيره المباشر على مصر؟ الإجابة ستكون بالطبع "نعم"، لأن هذا ما يحدث بالفعل حاليا.



 

هل العالم والمؤسسات الدولية المختصة تصلها رسالتنا الإعلامية (التي من المفترض أنها تعكس توجه الدولة ووجهة نظر الشعب أيضًا).

الدولة المصرية، ممثلة في قوة حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي على الساحة العالمية والجهود الدبلوماسية وتحركات "الخارجية"، تقوم بدور كبير لتوضيح وتوصيل الموقف المصري تجاه القضايا المختلفة، ولكن أين "الإعلام المصري" من شبكة الجهود هذه، وإذا كانت الجهود الرسمية تركز على مخاطبة المؤسسات الدولية.. فهل يكون لإعلامنا دور لمخاطبة الرأي العام العالمي.

بشكل أو بآخر فالدولة المصرية لديها منظومة أراها ناجحة في مخاطبة الرأي العام المصري (يمتد للمحيط العربي والإقليمي)، ولكن ماذا عن غير ذلك من الجمهور؟

وجهة نظري أن دولة كبيرة بحجم مصر وتأثيرها العالمي (وليس القاري أو الإقليمي فقط)، يجب أن يكون لها رسالتها الإعلامية التي تصل للخارج، خاصة الغرب وأمريكا (لأن أوراق اللعبة العالمية غالبًا ما تكون بأيديهم).. فلماذا لا يتم إنتاج برنامج مصري قوي باللغتين الإنجليزية والفرنسية وترجمته للغات أخرى؟

أما عن المحتوى فيجب أن يكون أغلبه سياسيًا.. فمثلًا هل تعرف شعوب العالم (التي بدورها لها تأثيرها على حكام بلادها) مدى شرعية الحق المصري في مياه النيل وخطورة سد النهضة؟، وماذا عن وجهة نظر شعوب العالم في رفض مصر لموضوع تهجير أهالي غزة؟ وكذلك ماذا يعرفون عن جهود الدولة في ملفات حقوق الإنسان والتنمية وغيرها، بدلًا من تلقيهم وجهات نظر هدامة وغير صحيحة حول ما يحدث في بلدنا؟ كل هذا يحتاج رسالة إعلامية تخاطب الآخر بشكل احترافي.

وقد يمتد المحتوى كذلك للتسويق لمقدرات بلدنا السياحية والتراثية، خاصة التي تتفرد بها على مستوى العالم، والأمر يحتاج إلى وجوه جديدة شابة لتقديمها.

البرنامج، وحتى يصل إلى أكبر قاعدة للرأي العام من شعوب العالم، يحتاج بروتوكولات تعاون مع منصات عالمية كبرى، وكذلك مع شبكات إعلامية في الدول التي نريد استهداف جمهورها، لضمان البث على وسائل لها قاعدتها الجماهيرية الكبيرة، وهي أمور من السهل على سفاراتنا بالخارج تنسيقها.

وحتى لا يكون مصير البرنامج نفس مصير الإذاعات الموجهة، فمن المهم أن تديره مؤسسة احترافية، ويتم توفير كل وسائل الدعم له من الدولة، فمثلًا من الممكن أن يكون تحت إشراف الأكاديمية الوطنية للتدريب، بالتنسيق مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية والهيئة العامة للاستعلامات، لضمان التكامل في توفير محتوى وكوادر قادرة على توصيل رسالة مصر للخارج بشكل يليق باسم مصر.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز