عاجل
الجمعة 3 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

المهندس إيهاب محمود: الأحزاب السياسية قوة الوطن وانتخابات مجلس النواب امتحان حقيقي للديمقراطية المصرية

المهندس إيهاب محمود الخبير الاقتصادي والمحلل السياسي
المهندس إيهاب محمود الخبير الاقتصادي والمحلل السياسي

في وقت تموج فيه المنطقة بالاضطرابات السياسية والأمنية والاقتصادية، تظل مصر ثابتة كركيزة للاستقرار الإقليمي، وقلعة تواجه التحديات الداخلية والخارجية بصلابة قيادة وحكمة مؤسساتها.



وفي قلب هذه الصورة، يبرز الحديث المتزن للمهندس إيهاب محمود، الخبير الاقتصادي والأمين العام المساعد لحزب الجيل الديمقراطي، الذي تناول في تصريحاته الأخيرة أهمية الأحزاب السياسية، وأبعاد انتخابات مجلس النواب المقبلة، وما تمر به مصر من ضغوط مركبة، إلى جانب دعمه الكامل للرئيس عبد الفتاح السيسي ومشروع الدولة الوطنية الحديثة.

 

الأحزاب السياسية.. مدرسة الديمقراطية وبوابة المستقبل

 

يرى المهندس إيهاب محمود أن الأحزاب السياسية ليست ترفًا سياسيًا ولا مجرد أداة انتخابية، بل هي "مدرسة الديمقراطية" التي تُخرّج القيادات، وتُثري الحياة العامة، وتُشكّل وعي المواطن بحقوقه وواجباته. فالمجتمعات القوية تبنى على مؤسسات سياسية راسخة، قادرة على أن تكون همزة الوصل بين الدولة والشعب.

 

 

وأوضح أن التجربة الحزبية في مصر تحتاج إلى مزيد من التفعيل والاندماج مع قضايا المواطن اليومية، مشيرًا إلى أن حزب الجيل الديمقراطي يسعى في برامجه إلى تعزيز المشاركة السياسية، وتمكين الشباب والمرأة، ودعم السياسات الاقتصادية التي توازن بين متطلبات التنمية واحتياجات الطبقات المتوسطة والفقيرة.

 

 

وقال: "الحزب الحقيقي هو الذي يترجم آمال الناس إلى خطط عمل، ويعكس أصوات الشارع داخل أروقة البرلمان. قوتنا كأحزاب تنبع من مصداقيتنا وقدرتنا على التأثير الإيجابي، لا من عدد المقاعد فقط."

 

 

انتخابات مجلس النواب.. لحظة فاصلة في تاريخ الحياة النيابية

 

اعتبر الأمين العام المساعد لحزب الجيل الديمقراطي أن انتخابات مجلس النواب المقبلة تمثل لحظة فاصلة في تاريخ الحياة النيابية المصرية، ليس فقط لأنها تحدد شكل السلطة التشريعية خلال السنوات القادمة، بل لأنها رسالة للعالم أجمع بأن التجربة الديمقراطية في مصر تتجذر يوماً بعد يوم.

 

 

وأشار إلى أن المشاركة الشعبية الواسعة هي الضمانة الأولى لنزاهة الانتخابات، مؤكداً أن عزوف المواطنين عن التصويت يفتح الباب أمام أصحاب المصالح الضيقة للوصول إلى البرلمان، بينما المشاركة الواعية تعني برلمانًا يعبر عن الإرادة الحقيقية للشعب.

 

 

وأضاف أن المطلوب من الناخبين اليوم أن يحسنوا الاختيار، بعيداً عن العصبيات والوعود الزائفة، وأن يمنحوا أصواتهم لمرشحين يمتلكون برامج حقيقية، وخبرة في خدمة الوطن، وقدرة على التشريع والرقابة.

 

 

دروس من التجارب السابقة

 

استعرض المهندس إيهاب محمود بعض الدروس المستفادة من التجارب الانتخابية السابقة في مصر، مشيراً إلى أن ضعف الوعي الانتخابي في بعض الدوائر أدى إلى صعود وجوه غير قادرة على تمثيل مصالح المواطنين، مما انعكس على مستوى الأداء البرلماني.

 

 

وأكد أن الحزب يسعى هذه المرة إلى إعداد مرشحين يتمتعون بالكفاءة والنزاهة، ويجمعون بين القدرة على العمل السياسي والفهم العميق للتحديات الاقتصادية والاجتماعية. وقال: "المرحلة المقبلة لا تحتمل المجاملات، البرلمان القادم يجب أن يكون على مستوى اللحظة التاريخية."

 

 

التحديات التي تواجه مصر.. أبعاد مركبة

 

في تحليله للوضع الراهن، أوضح الخبير الاقتصادي أن مصر تواجه ضغوطاً مركبة، تتداخل فيها الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية.

 

 

1. الضغوط الاقتصادية:

 

ارتفاع معدلات التضخم نتيجة الاضطرابات العالمية.

أزمة سلاسل الإمداد وتداعيات الحروب الإقليمية والدولية.

احتياجات الدولة لتمويل مشروعاتها التنموية الكبرى.

التحديات المتعلقة بالعملة الأجنبية والاستثمار.

 

ورغم ذلك، أكد أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي نجحت في الحفاظ على استقرار اقتصادي نسبي، بفضل سياسات الإصلاح، ومشروعات البنية التحتية العملاقة، التي جعلت مصر بيئة جاذبة للاستثمار رغم كل الظروف.

 

2. الضغوط السياسية:

 

محاولات بعض القوى الخارجية استغلال ملفات حقوق الإنسان والإعلام كأدوات ضغط على مصر.

الحملات المنظمة التي تسعى لتشويه صورة الدولة في الخارج.

 

الضغوط المرتبطة بدور مصر الإقليمي في ملفات كبرى مثل القضية الفلسطينية وأمن البحر الأحمر وليبيا والسودان.

 

وهنا أشار إلى أن الدبلوماسية المصرية نجحت في الحفاظ على مكانة الدولة، وأن الرئيس السيسي استطاع عبر مواقفه الحاسمة أن يثبت أن القرار المصري مستقل، ولا يخضع للإملاءات الخارجية.

 

3. التحديات الأمنية:

 

استمرار مخاطر الإرهاب العابر للحدود.

التوترات الإقليمية التي قد تمتد آثارها لمصر.

الحاجة المستمرة لتأمين حدود الدولة الممتدة في الشمال والجنوب والغرب.

 

وأشاد بيقظة القوات المسلحة والشرطة، مؤكداً أن مصر استطاعت خلال السنوات الماضية أن تنتقل من مواجهة الإرهاب داخل مدنها إلى تأمين حدودها، وهو إنجاز استراتيجي كبير.

 

 

دعم الرئيس السيسي.. مشروع وطني متكامل

 

أكد المهندس إيهاب محمود أن الرئيس عبد الفتاح السيسي نجح في أن يكون قائد مشروع وطني متكامل، يقوم على إعادة بناء الدولة من الأساس، سواء عبر المشروعات القومية العملاقة، أو عبر تعزيز دور مصر الإقليمي والدولي.

 

 

وقال: "الرئيس لم يختر الطريق السهل، بل اختار طريق الإصلاح الحقيقي مهما كانت تكلفته. لقد بنى شبكة طرق ومدن جديدة ومشروعات زراعية وصناعية، هي الأساس الذي سيحمل أجيال المستقبل. واجبنا أن ندعمه وأن نكمل هذا البناء."

 

 

وأشار إلى أن دعم الأحزاب السياسية للرئيس السيسي ليس مجرد موقف سياسي، بل واجب وطني، لأن نجاح مشروع الدولة مرتبط بتكاتف الجميع خلف القيادة السياسية.

 

 

تمكين الشباب والمرأة.. رهان على المستقبل

 

أفرد الخبير الاقتصادي مساحة خاصة للحديث عن الشباب والمرأة، مشيراً إلى أن أي حزب أو برلمان لا يمنح هذين الفئتين الدور الذي يستحقانه، يظل قاصراً عن تمثيل المجتمع.

 

وأكد أن حزب الجيل الديمقراطي يتبنى برامج واضحة لتمكين الشباب من العمل السياسي، عبر التدريب والتأهيل، إضافة إلى الدفع بعدد من المرشحين الشباب في الانتخابات المقبلة، وكذلك دعم المرأة باعتبارها شريكاً أساسياً في كل مجالات التنمية.

 

 

رؤية اقتصادية للمستقبل

 

في ختام حديثه، طرح المهندس إيهاب محمود ملامح رؤية اقتصادية للمستقبل، ترتكز على:

تشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي عبر تسهيل الإجراءات.

دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة كقاطرة للتنمية.

تطوير قطاع الزراعة لتحقيق الأمن الغذائي.

التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة لمواجهة تحديات البيئة والطاقة.

 

وأكد أن البرلمان القادم يجب أن يكون شريكاً في تنفيذ هذه الرؤية، من خلال تشريعات داعمة، ورقابة فعالة على الأداء الحكومي.

 

اختتم الأمين العام المساعد لحزب الجيل الديمقراطي حديثه قائلاً: "مصر تواجه تحديات كبرى، لكنها في الوقت نفسه تملك فرصاً عظيمة. نحن كأحزاب سياسية مطالبون بأن نكون جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة، وأن نقف خلف دولتنا ورئيسنا، لأن مصر تستحق أن نحميها ونبنيها معاً."

 

تسجيلي

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز