نائب وزير الصحة تترأس اجتماع المؤسسات العلاجية غير الحكومية بالبحيرة
ترأست الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان، اجتماعاً موسعاً للمؤسسات العلاجية غير الحكومية بمحافظة البحيرة، بحضور الدكتور إسلام عبدالله عزايم، مدير مديرية الشؤون الصحية بالمحافظة، والدكتورة مرفت فؤاد، رئيس الإدارة المركزية لتنمية الأسرة، والدكتورة رشا فوزي، مساعد محافظ البحيرة لشؤون الصحة والمبادرات، إلى جانب عدد من قيادات المحافظة.
وأكدت الدكتورة عبلة الألفي، خلال الاجتماع، أن ارتفاع معدلات الولادات القيصرية في مصر يمثل تحدياً كبيراً، مشيرة إلى توصيات مؤتمر الصحة والسكان والتنمية 2024 بضرورة خفض هذه النسب لتتماشى مع المعايير العالمية.
واستعرضت جهود وزارة الصحة في هذا السياق، لافتة إلى أن القطاع الخاص يشهد ارتفاعاً ملحوظاً في هذه النسب مقارنة بالقطاع العام.
وشددت نائب الوزير على أهمية الالتزام بالدلائل الإرشادية الصادرة عن المجلس الصحي المصري، مع التأكيد على إجراء “البارتوجرام” قبل الولادة لتحديد الخيار الأنسب لكل حالة، إلى جانب حوكمة ملف الولادات بتسجيل دقيق لتفاصيل كل حالة، سواء كانت طبيعية أو قيصرية. كما أشارت إلى بروتوكول التعاون مع غرفة مقدمي الرعاية الصحية، الهادف إلى تدريب الكوادر الطبية ورفع كفاءتها لتحسين جودة الخدمات المقدمة.
وأوضحت أن الدراسات تشير إلى زيادة معدلات الإصابة بالتوحد بثلاثة أضعاف، نتيجة عوامل من بينها الولادات القيصرية غير المبررة والحمل المتعاقب، مما يبرز أهمية الالتزام بالمعايير الطبية للحفاظ على صحة الأمهات والأطفال.
وأعلنت أن الوزارة تستهدف خفض نسب الولادات القيصرية إلى 50% بحلول نهاية عام 2025، مع تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص لخدمة المواطنين.
وأضافت أن الوزارة تعمل على توفير دلائل استرشادية متكاملة، وتنظيم تدريبات متخصصة للأطباء والقابلات، إلى جانب تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لدعم الولادة الطبيعية والحد من الولادات القيصرية غير الضرورية.
كما نبّهت إلى مخاطر الزواج المبكر كأحد العوامل المساهمة في هذا الارتفاع.
وتناول الاجتماع مناقشة سبل تعزيز خدمات تنظيم الأسرة والحد من الحمل غير المخطط له، من خلال تدريب مقدمي المشورة في المنشآت الصحية لضمان وصول رسائل توعوية دقيقة.
وأُكد على أهمية التعاون بين الأطراف المعنية لإحداث نقلة نوعية في هذا المجال، مع اقتراح ربط استلام شهادة ما قبل الزواج بالحصول على المشورة من غرف معتمدة، لدعم بناء أسر واعية قادرة على التخطيط الصحي والاجتماعي. وشهد الاجتماع حواراً مثمراً، تبادل خلاله الحاضرون مقترحات لمواجهة التحديات المرتبطة بارتفاع الولادات القيصرية، وتعزيز خدمات تنظيم الأسرة بما يتماشى مع الاحتياجات الصحية والسكانية.
كما تم استعراض المبادرة الرئاسية “الألف يوم الذهبية”، التي تركز على تقديم رعاية صحية وتغذوية شاملة للأم والطفل من بداية الحمل حتى بلوغ الطفل عامه الثاني، لضمان نمو صحي وتأسيس جيل يتمتع بفرص حياة أفضل.
وعلى هامش زيارتها للبحيرة، تفقدت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان، مركز طب الأسرة بالأبعادية الجديدة، يرافقها الدكتور إسلام عساف، مدير المديرية بالمحافظة، والدكتور سامح عبد اللطيف، وكيل المديرية، والدكتورة مرفت فؤاد، رئيس الإدارة المركزية لتنمية الأسرة.
وتفقدت الألفي غرفة المبادرات الرئاسية، حيث استعرضت كشوف المترددين، واستمعت إلى شرح مفصل عن آليات تقديم خدمات مبادرة “100 مليون صحة”، بدءاً من استقبال المنتفعين وحتى استكمال الخدمات المطلوبة.
ويضم المركز مجموعة متنوعة من المبادرات الصحية، مثل مبادرة الاعتلال الكلوي والأمراض المزمنة، وصحة الأم والجنين، وصحة المرأة، والكشف المبكر عن الأمراض السرطانية وعلاجها، والكشف المبكر عن ضعف السمع أو فقدانه لدى حديثي الولادة، إلى جانب مبادرة فحص ما قبل الزواج.
واستمعت الألفي إلى تفاصيل دقيقة من الرائدة الريفية المسؤولة عن إرشاد المنتفعات، وأصدرت توجيهات حاسمة بضرورة نقل غرفة المشورة الأسرية إلى الدور الأرضي، وتفعيلها بشكل أكبر لتعزيز فائدتها، مع التركيز على توجيه السيدات في الفئة العمرية من 15 إلى 49 عاماً لتلقي الإرشادات اللازمة، بالإضافة إلى إعادة هيكلة المساحة لتحسين الوصول إليها.
وتواصلت عبلة الألفي مع المترددين على المركز، لاستطلاع آرائهم حول جودة الخدمات المقدمة، وناقشت معهم أهمية زيارة غرفة المشورة الأسرية والالتزام بالرضاعة الطبيعية، كما أعربت عن استيائها من حالة التكدس، وأوصت بمراجعة فورية للنظام الإداري وتوفير كراسي انتظار كافية لضمان راحة الزوار.
وتفقدت غرفة التطعيمات ونمو الطفل، حيث راجعت سجلات تسجيل الأطفال، بما في ذلك قياس الطول والوزن ومستويات الهيموجلوبين بانتظام، وتابعت عملياً عملية قياس رضيع يبلغ عمره 17 يوماً فقط. كما زارت غرفة متابعة الحمل، وراجعت السجلات الخاصة بجميع الخدمات، مع التأكد من توافر المستلزمات الطبية اللازمة.
كما تفقدت غرفة المبادرة الرئاسية “الألف يوم الذهبية لتنمية الأسرة المصرية”، وراجعت سجل المشورة قبل الزواج، واطلعت على دليل تنظيم الأسرة، وتحدثت مع إحدى المنتفعات لقياس مستوى رضاها عن الخدمة، وزارت غرفة طب الأسرة لمراجعة البروتوكولات العلاجية الخاصة بالأم والطفل، إلى جانب متابعة مخزون الفيتامينات.
وامتدت الجولة إلى الصيدلية، حيث راجعت توافر الأدوية والمستلزمات، وأمرت بتوفير الحديد المخصص للحوامل فوراً لتجنب أي نقص.



