عاجل
الأحد 25 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
المخرج الإيرانى جعفر بناهى  يتحدى من (كان)!

المخرج الإيرانى جعفر بناهى يتحدى من (كان)!

قال جعفر بناهى المخرج الإيرانى الشهير بعد عرض فيلمه (حادث بسيط) فى المسابقة الرسمية لمهرجان (كان) بعد تصفيق حاد من الجمهور استمر نحو 15 دقيقة بلا توقف.



فى مرحلة السجن، لم أكن أعرف أصلا ما الذي نفعله، أو أن كنا لا نزال نؤمن بأننا سنعود، ونصنع شيئا، كل شيء صار غائما، والمستقبل بلا ملامح، لم أحتمل فكرة الجلوس على الهامش، ولا المشاركة فى مشاريع لا أومن بها، لم أعد أعرف أن كنت أنا نفسى لا أزال موجودا، أو أن كنت لا أزال أنتمى إلى هذا العالم، ها أنا أعود من جديد مع فيلم، ومع أمل، لو كان بسيطا، بأن السينما لا تزال هى الطريق، أنا لا أجيد شيئا سوى السينما، وأهدى هذا الفيلم إلى جميع الفنانين الإيرانيين، الذين أجبروا على مغادرة وطنهم رغما عنهم.

فيلم بناهى أراه مؤهلا بقوة لجائزة (السعفة الذهبية) التي تعلن مساء اليوم السبت، وذلك بعد أن شاهدت، عند كتابة هذه السطور، العدد الأكبر من الأفلام التي تتسابق على (السعفة) وأوفرها حظا هو فيلم بناهى. تذكرت عندما كنت فى طهران قبل نحو 15 عاما فى زيارة مع وفد سينمائى وفنى مصري كبير، وقبل نهاية الرحلةعقدت ندوة مفتوحة مع وزير الثقافة فى حكومة الرئيس الأسبق (نجاد) وقلت إننا بالفعل نرى سينما عظيمة فى إيران، ولكن فى كل محافل الدنيا يتضامن كل السينمائيين مع جعفر بناهى ومحمد سولوف الذين صدر بحقهما أحكام بالسجن، وفى نفس الوقت طبقا للقانون هما ممنوعان لمدة 20 عاما من ممارسة المهنة، تساءلت وقتها وقلت طالما أنا أتضامن معهما فى كل المهرجانات الكبرى، التي أحضرها خارج إيران، فإن المنطق يقضى أن أواصل من طهران التضامن، نفى وزير الثقافة، تلك الحقيقة ولا أدرى كيف؟ وقال إنه لا يحاكم لأنه مخرج ولم يدن لأنه مخرج، وكان قد وقف ضد استمرار نجاد لولاية ثانية، فاعتبروه يهدد أمن البلاد القومى ويشيع الفوضى، كل ما هنالك أن بناهى الذي وصل الآن إلى 64 عاما،  فنان صاحب موقف يعبر عنه ويدفع أيضا الثمن.

قبل نحو 17 عاما عُرض له فى مهرجان «كان» فيلمه (هذا ليس فيلما) وكانت الأضواء تسلط على كرسى فارغ وعليه اسمه لأنه، كان ممنوعا من السفر، هذه المرة حضر، ولا أدرى هل سيعود مباشرة إلى (طهران)؟ الفنان يناضل حتى آخر نفس وآخر أيضا لقطة، وهكذا رأيت جعفر بناهى فى فيلمه الرائع (حادث بسيط)، وهو يقدم نفسه وحكايته للعالم بكل بساطة، وهذا هو  بالضبط سر وسحر السينما!!.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز