عاجل
الإثنين 5 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

رائدة الأدب النسائي وشاعرة سبقت عصرها.. ذكري وفاة عائشة التيمورية

عائشة عصمت التيمورية
عائشة عصمت التيمورية

يحل اليوم الجمعة 2 مايو، ذكرى وفاة واحدة من أبرز رموز النهضة الأدبية النسائية في مصر والعالم العربي، عائشة عصمت التيمورية، التي خلدها التاريخ بفضل ما تركته من إرث شعري وأدبي نادر، ومواقف فكرية شجاعة تصدّت بها لأعراف عصرها.



 

نشأتها

ولدت عائشة في أحد قصور حي "درب سعادة" بالدرب الأحمر، في وقت كانت فيه هذه المنطقة مقرًا للطبقة الأرستقراطية والدها، إسماعيل باشا تيمور، كان رئيس القلم الإفرنجي للديوان الخديوي، وهو ما يعادل منصب وزير الخارجية حاليًا أما والدتها "ماهتاب هانم"، فكانت من أصل شركسي، تنتمي لأسرة أرستقراطية عريقة.

 

بين التقاليد وشغف المعرفة

رغم محاولات والدتها حصرها في تعليم الفتيات التقليدي، فإن عائشة كانت تفر من دروس التطريز وتحتمي بمحافل الكتب وجدت الدعم الكامل من والدها، الذي وفّر لها معلمين في اللغتين الفارسية والعربية، لتشقّ طريقها نحو التميز الأدبي منذ سنٍ صغيرة.

 

 زواج مبكر وانطلاقة أدبية

تزوّجت وهي في الرابعة عشرة من عمرها من محمد بك توفيق الإسلامبولي وهذا الزواج منحها الاستقرار والدعم لتتفرغ للأدب واللغة، فاستعانت بمعلمات في النحو والصرف والعروض حتى أتقنت نظم الشعر بالعربية، كما أجادت التركية والفارسية، التي تعلمتهما عن والديها.

 

كاتبة ومعلّمة

عائشة لم تكن مجرد أديبة، بل لعبت دور المعلّمة لأخيها أحمد تيمور باشا، أحد أعمدة النهضة الأدبية لاحقًا. كما أنها عمّة الكاتب المسرحي محمد تيمور، والكاتب القصصي محمود تيمور، مما يوضح أثرها العميق في أسرتها الأدبية.

 

المأساة التي أحرقت قصائدها

توفيت ابنتها الوحيدة "توحيدة" وهي في سن الثانية عشرة، فدخلت عائشة في دوامة حزن استمرت سبع سنوات، أثرت على صحتها وبصرها، ودفعتها لحرق معظم إنتاجها الشعري، تاركة خلفها قصائد قليلة أبرزها:

"بنتاه يا كبدي ولوعة مهجتي" هذا الألم العميق جعل من قصتها الإنسانية رمزًا للوفاء والوجع الأمومي في الأدب العربي.

 

تراث أدبي خالد

رغم المحن، تركت عائشة التيمورية إرثًا أدبيًا مميزًا، شمل:

 ديوان "حلية الطراز" (بالعربية)  ديوان بالفارسية طُبع في مصر والأستانة وإيران، ورواية "اللقا بعد الشتات" وأخرى لم تكتمل.

 

الوداع الأخير

أصيبت بمرض في المخ عام 1898، واستمر معها حتى وفاتها في 2 مايو 1902، لتنطفئ شمعة، لكنها تركت نورًا أدبيًا لا ينطفئ.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز