
سطور جريئة
رفعت فياض يكتب: الأقصر واقتصاديات السياحة في مؤتمر دولي

شهدت محافظة الأقصر حاليا انعقاد أكبر مؤتمر دولي عن الاستدامة والتنمية المتكاملة والبحوث المتقدمة في السياحة والتراث وهو المؤتمر الدولي الخامس عشر، والذي استمرّ حتى اليوم ضمن فعاليات احتفالات مدينة الأقصر التي بدأت أول أمس الخميس، بفوزها بجائزة الاتحاد الأفريقي باختيارها العاصمة الأولى للثقافة والتاريخ والتراث والسياحة على مستوى العالم وذلك بإجماع اللجنة الدولية العليا لجوائز الأسر الذهبية وعددها ٤٢ عضوا ومثلا من كل المؤسسات والهيئات الدولية والعالمية، تقديرا لما تمثله مدينة الأقصر من مكانة عالمية كايقونة للثقافة والحضارة الإنسانية.. وقد شهد حضور جلسات المؤتمر والمشاركة فى كل فعالياته كلا من اللواء دكتور خالد فودة مستشار مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية ورئيس لجنة التراث العالمى والمهندس عبد المطلب ممدوح عمارة محافظ الأقصر وممثلين عن وزيرى السياحة والآثار والثقافة ..وكان لى شرف المشاركة والتحدث امام هذا المؤتمر ايضا وقد بدأت فعالياته، كما يقول د. بدوى إسماعيل أمين عام المؤتمر بتناول قضية السياحة واهميتها سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية أيضا لمختلف دول العالم، حيث تعد صناعة السفر والسياحة مصدرا مهما للعمالة حيث انها تستوعب شرائح متعددة من المواطنين عبر الفئات العمرية والمهنية والاجتماعية المختلفة، كما تولد فرص العمل بشكل كبير مما يجعلها تحديا من البطالة بما فى ذلك المجموعات التي غالبا ما تكافح للعثور على عمل كالنساء والشباب وأصبح مما لا شك فيه أن صناعة السياحة تعتبر قوة ذات تأثير كبير على اقتصاديات الدول ولها تأثيرات اجتماعية واقتصادية وبينية على الوجهات السياحية والمجتمعات السياحية المضيفة للسياحة.
كما أن السياحة تعتبر أيضا بوابة لمزيد من التفاهم بين الشعوب والخطوة الأولى فى بناء السلام بين المجتمعات فى جميع أنحاء العالم.. وتعتبر السياحة والسلام عنصران متلازمان خاصة وان هناك حاليا ٣٣ دولة فى حالة صراع حاليا (حروب - حروب اهلية - تمردات إرهابية - عنف عرقى)، لذلك نتبنى حاليا شعار السياحة والسلام حيث يمكن للسياحة أن تلعب دورا حيويا يحفز لتعزيز السلام والتفاهم بين الأمم والثقافات ودعم عمليات المصالحة.. ويجب علينا تسليط الضوء على كيفية مساهمة السفر والتبادل الثقافى وممارسات السياحة المستدامة فى حل النزاعات والمصالحة وتعزيز السلام فى جميع أنحاء العالم.
أما د.سعيد البطوطى رئيس المؤتمر وممثل المجلس الاقتصادى والاجتماعي التابع للأمم المتحدة ورئيس المجموعة الاستشارية للمجلس فقد كشف أمام الحضور أن هناك حوالي مليار ونصف المليار سائح يقومون بالسفر وعمل رحلات سياحية كل عام وقد نجحت تلك الحركة السياحية في جعل قطاع السياحة أحد القطاعات الاقتصادية الرائدة فى العالم حيث يساهم قطاع السياحة حاليا (بناء على أرقام العام الماضى ٢.٢٤ (بقيمة ١٠ تريليونات و٩٠٠ مليار دولار فى الناتج المحلىً الإجمالي العالمى)، ويشمل ذلك الآثار المباشرة وغير المباشرة والمستحقة لقطاع السياحة ) أى بنسبة ١٠٪ من الاقتصاد العالمى.
وفى عام ٢٠٢٤ بلغ عدد السائحين الدوليين على مستوى العالم مليار و٤٤٥ مليون سائح دولى أى أن حركة السياحة العالمية قد تعافت بنسبة ٩٩٪ من مستويات عام ٢٠١٩ فى حين أن الصادرات من السياحة بلغت رقما قياسيا يبلغ تريليونا و٩٠٠ مليار ودولار أى وصلت بالفعل إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا وتخطتها.
كما بلغت الإيرادات السياحية المباشرة تريليونا و٥٩٠ مليار دولار أى حوالي ٤٪ أكثر من عام ٢٠١٩ حيث كانت وقتها تريليونا و٤٩٠ مليار دولار.
وفيما يتعلق بالوظائف من المتوقع أن يخلق قطاع السياحة ١٠١ مليون وظيفة إضافية فى السنوات القادمة ليصل فى عام ٢٠٣٤ إلى ٤٥٨ مليون وظيفة بزيادة تقدر ٢'١٢٪ فى سوق العمل العالمية وبحسب أرقام العام الماضى وفر قطاع السياحة ٣٥٧ مليون وظيفة على مستوى العالم أى بنسبة حوالي ١٠٪ من إجمالى سوق العمالة على مستوى العالم بما يعادل وظيفة من كل ١٠ وظائف.