عاجل
السبت 6 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
البحث عن مؤامرة كونية!!

البحث عن مؤامرة كونية!!

ربطتنى صداقة أعتز بها كثيرًا مع الراحل الرائع صلاح السعدنى، وحكى لى الكثير، ليس لدى ضوء أخضر للنشر، سأنتقى لكم واحدة أراها ستسعد صلاح السعدنى لو استعدناها الآن.



فى الثمانينيات انتشر ما دأبنا على وصفه بأفلام (المقاولات)، أفلام قليلة التكلفة تصنع من أجل طبعها على شريط فيديو، خلال أسبوع أو عشرة أيام على أكثر تقدير يتم إنجازها، أحدها بطولة فريد شوقى وصلاح السعدنى، فوجئ السعدنى وهو يقرأ الجريدة صباحًا، أن الفيلم سيعرض قريبًا، تواصل مع فريد، وسأله: (يا ملك) المشهد الأخير لم نصوره بعد؟ قال له فريد كلامك صحيح، وأضاف هل حصلت على القسط الأخير من أجرك؟ أجابه نعم رد على الفور، خلاص يا صلاح يبقى كده تمام.

تعجب صلاح رد عليه (الملك)، عشان نتعلم الدرس ولا نكررها!!

يومًا سألوا أنتونى كوين: ما هى أحلى أفلامك؟ أجابهم: أردؤها، وعندما قرأ الدهشة على الوجوه أضاف لأننى أتعلم منها الكثير.

الصراحة هى المفتاح السحرى الذي أضعناه، وفى الكثير من شؤون حياتنا، نبدأ بالإنكار، خط الدفاع الأول لمواجهة المشكلة، مستبعدًا أساسًا وجود مشكلة.

فى مطلع الألفية، عندما قدم المخرج شريف عرفه فيلمه الثالث مع علاء ولى الدين (ابن عز)، كان قد سبقه بفيلمين رائعين (عبود ع الحدود) و(الناظر)، والأخير تحديدًا أضعه بين قائمة الأفضل فى تاريخنا السينمائى.

كان الترقب لـ(ابن عز) كبيرًا فهو سيحقق القفزة الثالثة لعلاء، إلا أن الشريط خيب الآمال، كنا ندرك تفاقم الصراعات المتعلقة بإنتاج وتوزيع الفيلم، وانتقلت المعركة للإعلام أيضًا، وكانت الحجة جاهزة، الفيلم يُضرب من خارجه وكلنا شهود، إلا أن شريف عرفه حسم الأمر مبكرًا عندما أعلن أنه يتحمل بمفرده مسؤوليته كمخرج عن الهزيمة.

أتذكر فى مطلع الثمانينيات وداخل مهرجان الإسكندرية السينمائى، كان موعدنا مع ندوة فيلم (العربجى)، تأليف وحيد حامد وإخراج أحمد فؤاد، الفيلم بعيد تمامًا عما ألفناه مع وحيد، قرأ وحيد فى العيون الغضب والاستهجان، وقبل أن يبدأ المؤتمر أدار دفة الحوار إلى الوجه الآخر للحكاية، ونظر إلى المائدة التي نجلس عليها متفحصًا الوجوه، يبحث عن مسؤول المهرجان الذي اختار الفيلم للعرض الرسمي، قال وحيد: المشكلة ليست أن يقدم الفنان أيًّا كان موقعه فيلمًا رديئًا، وهذا وارد جدًا، الخطأ هو كيف يتسلل هذا الفيلم أو غيره للمهرجان، حاسبوا المسؤول الذي اختاره. ولم يلق أبدًا باللائمة على أحد غيره، لا مخرج ولا ممثل ولكن تساءل: كيف يمثل السينما المصرية، فيلم بهذا المستوى؟

الفشل لو استوعبناه من الممكن أن يصبح بداية طريق النجاح، إلا أن هناك من يبدد طاقته فى مواجهة طواحين الهواء، معتقدًا أن هناك مؤامرة كونية يتعرض لها، وكلما ازداد فشله زادت قناعته بأن الكون كله لا هم له سوى اغتيال عبقريته الفذة!!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز