احتفالات المصريين بأحد السعف في دير الأنبا سمعان الخراز
كتبت وتصوير: سماح زيدان
أجواء احتفالية وصلوات خاشعة أحاطت جدران دير الأنبا سمعان الخراز بالمقطم ،حيث تزين الدير بأعدا كبيرة من الأقباط المصريين وغير المصريين ،للاحتفال بـ"أحد السعف" في أجواء من السكينة والخشوع.
منذ الساعات الأولى، بدأ المصلون يتجمعون أمام بوابة الدير وهم يحملون سعف النخيل وأغصان الزيتون المزينة بعناية، لتبدأ طقوس الاحتفال التي تمزج بين الإيمان والتقاليد العريقة.
ارتسمت السعادة على وجوه الأطفال الذين أمضوا صباحهم في تشكيل السعف وتحويله إلى صلبان صغيرة وحيوانات رمزية، في تقليد متوارث يزرع الفرح والانتماء منذ الطفولة.
ومع دقات الأجراس، بدأ قداس أحد السعف، ليملأ المكان صوت الترانيم الروحانية، بينما تحلّق الجميع حول المذبح في خشوع تام، يحملون السعف بأيديهم، كعلامة سلام وفرح.
واكتملت الأجواء الروحانية حين بدأ الكاهن يرش المياه المقدسة على جموع المصلين، وسط ابتسامات الأطفال وضحكات الكبار التي امتزجت بخشوع اللحظة، وكأن قطرات المياه تُبارك السعف والأيادي والأرواح معًا، وتُمهّد للعبور الروحي نحو أسبوع الآلام.
لم تكن المناسبة مجرد طقس ديني، بل كانت لوحة إنسانية نابضة بالحياة، وارتسمت الفرحة الصافية على وجوه الحاضرين، كبارًا وصغارًا.
يذكر أن أحد الشعانين (ويُسمى أيضًا: "أحد السعف") هو الأحد الأخير قبل أسبوع الآلام في التقويم المسيحي، ويُعد بداية الأسبوع الذي يسبق عيد القيامة المجيد.
الكلمة أصلها من الكلمة العبرية "هوشعنا" أو "أوصنا"، التي تعني "خلّصنا" أو "أنقذنا"، وهي الكلمة التي هتف بها الناس وهم يستقبلون السيد المسيح أثناء دخوله إلى مدينة أورشليم (القدس)، بحسب ما ورد في الأناجيل.
في هذا اليوم، يحتفل المسيحيون بذكرى دخول السيد المسيح إلى أورشليم، حيث استقبله الناس حاملين أغصان الزيتون وسعف النخيل وهم يهتفون "أوصنا لابن داود!".
السعف يرمز إلى النقاء والانتصار الروحي، بينما الزيتون يرمز إلى السلام.
الاحتفال يسبق أسبوع الآلام، الذي يخلد ذكرى معاناة وصلب السيد المسيح عليه السلام، لذلك يحمل اليوم معنيين معًا: فرح الاستقبال ،الاستعداد للأسبوع المقدس.
جوجل نيوز
