الأربعاء 23 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التنمر
البنك الاهلي

جامعات تحت الظل .. حين يتحول العلم إلى ساحة للتنمر

أرشيفية
أرشيفية

لم تعد ظاهرة التنمر مقتصرة على المدارس فقط، بل امتدت لتصل إلى الجامعات، حيث يُفترض أن يكون النضج الفكري والسلوكي أعلى. إلا أن الواقع يكشف عن وجود حالات متعددة من التنمر بين طلاب الجامعات، سواء كان لفظيًا، نفسيًا، إلكترونيًا، أو حتى اجتماعيًا، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول أسبابه وآثاره وطرق مواجهته.



 

أنواع التنمر الجامعي:

 

يتخذ التنمر في بيئة الجامعة أشكالًا متعددة، قد تكون خفية أحيانًا، مثل التهميش والعزل الاجتماعي، أو علنية مثل السخرية من المظهر أو المستوى الاجتماعي أو حتى التخصص الدراسي. 

 

كما يظهر التنمر الإلكتروني عبر التعليقات المسيئة على منصات التواصل الاجتماعي أو الرسائل الجماعية. هذا النوع من العنف الرمزي يمارس ضغطًا كبيرًا على الطالب المتنمر عليه، ويؤثر في ثقته بنفسه ومشاركته داخل الحرم الجامعي.

إحصائيات مقلقة:

تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن ما يقارب 35% من طلاب الجامعات في العالم العربي تعرضوا لشكل من أشكال التنمر خلال سنوات دراستهم الجامعية. 

 

وفي دراسة أجريت على عينة من الطلاب في إحدى الجامعات المصرية، أقرّ أكثر من 40% منهم بأنهم تعرضوا للتنمر اللفظي، بينما اعترف 20% بتعرضهم للتنمر عبر الإنترنت. 

 

هذه الأرقام تعكس حجم المشكلة، وتؤكد أنها ليست فردية أو نادرة كما يظن البعض.

 

الأضرار النفسية:

 

يؤكد أخصائيون نفسيون أن التنمر في الجامعات قد يؤدي إلى أعراض الاكتئاب والقلق والعزلة، بل قد يصل الأمر إلى التفكير في ترك الدراسة أو إيذاء النفس.

 

 فالطالب الذي يتعرض للتنمر يعيش حالة من الاضطراب النفسي، تجعله يشعر بأنه غير مرحب به في محيطه الأكاديمي، ما ينعكس سلبًا على تحصيله العلمي وصحته العامة.

الآثار المجتمعية:

 

لا تتوقف أضرار التنمر عند الطالب وحده، بل تمتد لتشمل المجتمع الجامعي ككل، حيث تتراجع قيم الاحترام والتعاون، ويشيع جو من العدائية والتفرقة. وفي الأمد البعيد، يسهم التنمر في تخريج أفراد يفتقرون إلى الحس المجتمعي، غير قادرين على بناء علاقات صحية أو أداء أدوار إيجابية في المجتمع.

التوعية كخط الدفاع الأول:  

من الضروري أن تتبنى الجامعات برامج توعية فعالة ومستمرة، تزرع قيم الاحترام وتقبل الآخر، وتوفر منصات آمنة للطلاب للإبلاغ عن حالات التنمر دون خوف من الانتقام.

 كما يجب إشراك الهيئات الطلابية وأعضاء هيئة التدريس في بناء ثقافة جامعية صحية ترفض كل أشكال التنمر.

وفي ذلك السياق يعد التنمر في الجامعات قضية لا يجب تجاهلها، بل ينبغي مواجهتها بحزم ووعي.

 فالحرم الجامعي يجب أن يكون مساحة للنمو والتطور، لا بيئة خصبة للصراعات النفسية والسلوكية. الحل يبدأ بالاعتراف بالمشكلة، ومن ثم العمل الجاد على معالجتها عبر شراكة مجتمعية حقيقية داخل أسوار الجامعة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز