

مودي حكيم
85 عاما صحافة 20
أمين والشريف.. ظاهرة نادرة في الإعلام
شابان في السبعين، عطاؤهما بلا حدود، يؤمنان بأن الغد دائما أجمل، آمنا بمجالسة العلماء ليحيا قلبهما بنور الحكمة والخير والعطاء والعلم والمعرفة، وأن العلم عطاء مستمر، لا يتوقف، والإنسان خلق متزامناً مع العلم وقد فرضه الله عليه من أجل أن يزيد فهمه للدين والحياة، والعلم والعطاء منظومة متكاملة في إدارة الحياة تمنحهم القدرة على الصمود ومقارعة الجهل، لصنع حياة أفضل دائما.
د. حسين أمين، د. سامي الشريف يعزفان دائما سيمفونية الأستاذ وتلاميذه، سيمفونية تجدها في كل علم وفن جاء لنشر المعرفة، علاقة بين الأستاذ وتلميذه تقوم أوتارها على ذوبانية كل منهما في حبه للعلم والتعلم، نشاطهما لم يتوقف على إشعاع نور أستاذيتهم على تلاميذهم، بل تفريخ إعلاميين في كل مجالات الإعلام ومدارسه غاصوا في بحور أستاذيتهم ليتعلموا على أياديهما الإعلام الحر والإعلام الصادق، الملتحم بالجماهير. ناهيك عن مشاركتهما في المنظمات الإعلامية الدولية والعربية، وجمعيات، وساهما بنشاط يجسدان عليه في عدد كبير من مجلات الاتصال والمنشورات الإعلامية، بالإضافة إلى عملهما الأكاديمي، حظي كل منهما بتقدير كبير لمشاريعهما الإعلامية وعملهما المهني. كما حصلا على العديد من الجوائز تقديرًا لمساهمتهما في مجال الإعلام والاتصال، وكلاهما اشتهرا بالحزم في العمل، والمهنية العالية في العمل الأكاديمي، حتى تقلدا العديد من المناصب.
د. سامي محمد ربيع الشريف من أبناء مدينة العريش قلب سيناء النابضة بالوطنية، التي تمر بعد شهرين الذكرى الـ47 على عودتها إلى السيادة المصرية بعد ما كانت تحت الاحتلال الصهيوني بعد نكسة 1967، وتركها صاحبنا مع والده الذي كان يعمل بمصلحة الجوازات بسيناء، وعائلته أخواته الثمانية وهو أصغرهم سناً، بعد أن نسف الإسرائيليون منزلهم فشقيقه عضو بمنظمة سيناء وضمن أفراد المقاومة، تركها وهو بالمرحلة الإعدادية من الدراسة، لينتقل للقاهرة لاستكمال دراسته. بعد أن اكتسب مهارة الحزم والتحدي من البيئة التي نشأ فيها، من صلابة البواسل، وتعلم لغة مقاتل الصحراء، والإمساك بالحق، والصراحة والوضوح والشفافية في معالجة الأمور. استمر في دراسته بالقاهرة حتى التحق بكلية الإعلام ليكون ضمن ثالث دفعة من خريجها.
تلقى الدكتور الشريف علوم الإعلام والاتصال داخل كلية الإعلام منتصف السبعينيات على أيدي كوكبة من رواد كبار الإعلام الأكاديمي داخل كلية الإعلام مثل الدكاترة شاهيناز طلعت، والدكنور مختار التهامي، والدكتور خليل صابات، والدكتور حامد ربيع، الدكتورة جيهان رشتي، الدكتورة ماجي الحلواني، الدكتور سمير حسين، الدكتور فاروق أبوزيد، الدكتور علي عجوة، الدكتورة منى الحديدي، الدكتورة عواطف عبد الرحمن، الإذاعي الراحل فاروق شوشة والفنان عبد الوارث عسر "تدريس مادة الإلقاء"، وجلال الدين الحمامصي، وغيرهم من رواد الجيل الذهبي الأول في كلية الإعلام. أساتذة كبار كونوا شخصيته، وكان لهم الفضل في هدفه ليكون أستاذاً جامعياً. تم تعيينه بعد تفوقه ليكون سابع معيد يتم تعيينه في كلية الإعلام، ثم حصل على الدكتوراه عام 1985، وهو ينادي دائما بالإعلام الهادف، وضرورة ملاحقة ثورة التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي حتي نقرب الفجوة الفنية بيننا وبين الغرب.
تقلد العديد من المناصب من أستاذ بكلية الإعلام، إلى وكيل الكلية، إلى مدير مركز التدريب والتوثيق والإنتاج الإعلامي بجامعة القاهرة، إلى أستاذ الإعلام الدولي بجامعة القاهرة، عضو لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة، وعضو اللجنة الإعلامية للمجالس القومية المتخصصة، وكان يشغل الشريف أيضاً عضو في لجنة التعليم بالحزب الوطني المنحل، وهو عضو في الرابطة العربية الأمريكية لأساتذة الاتصال، إلى رئيس الأمانة العامة بعلوم الإعلام بالاتحاد العام للمنتجين العرب، إلى أستاذ زائر في عديد من كليات الإعلام في الوطن العربي ، إلى عميد كلية الاعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا إلى أمين رابطة الجامعات الإسلامية، وغيرها من المناصب من أبرزها توليه منصب وزير الإعلام عقب ثورة يناير 2011. ولها قصة، فبعدما طرح اسمه ضمن المرشحين لحقيبة وزارة الإعلام فى التعديل الوزارى المرتقب، قال الدكتور سامى الشريف، وقتها – إنه لا يمانع في خدمة البلد من خلال هذا المنصب بشرط قيام الدولة بوضع ضوابط لمهام الوزير، وتوضيح ماهية الإمكانات التي ستتاح له وطبيعة سلطاته، منوها بأن الجهات المسؤولة لم تعرض عليه أي شيء يتعلق بالوزارة حتى الآن، مشيراً إلى أن مهام وزير الإعلام فى العقود السابقة حتى حقبة الدكتورة درية شرف الدين اقتصرت على الإذاعة والتليفزيون فقط، ولم تكن القنوات الخاصة تابعة له وكذلك الصحافة والكتب والسينما والإعلام الجديد “السوشيال ميديا”.
قبل الشريف الحقيبة الوزارية ، ليكون أول وزير إعلام من خريجي كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وإن لم يستمر في منصبه كثيرا عقب ثورة يناير 2011، ولقي هذا السبق استحسانا كثيرا من مجمل الرأي العام ، خاصة أنه قادم "مطبخ" الإعلام، دارسا ومحاضرا أكاديميا وله تجارب تنفيذية كثيرة في مجالات مختلفة في ميدان الإعلام. ولكن توليه المنصب جاء فى أوقات صعبة مرت بها البلد، فلم يستمرّ طويلا. وهو واحد من اثنين كان لهما الحظوة في أن يتبوأ منصب وزير الإعلام المصري من خريجي كلية الإعلام بجامعة القاهرة، ليكون أول خريج "دفعة 1977 قسم إذاعة وتليفزيون "يتبوأ منصب وزير الإعلام، والثاني صلاح عبد المقصود " ابن مدينة الزقازيق - محافظة الشرقية"، "دفعة صحافة 1980، نفس كلية الإعلام"، تولى منصب وزير الإعلام رسميا بعد ذلك.
على خطى د. سامي الشريف، تسير ابنته الدكتورة ريم الشريف بكلية الإعلام أيضا، تشربت العلم بالإرادة والتحدي من الوالد الدكتور سامي الشريف، لديها بلاغة الحديث والبيان، والتوصيف العلمي الدقيق للحدث والتسلسل، أستاذ الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات، لتستمر الرسالة.
ويستمر عطاء أساتذة الإعلام، لنكمل الحديث عن الظاهرة الإعلامية النادرة د. حسين أمين، المؤمن بـ"تعمير الإعلام" وليس إصلاحه، فهو يرى أننا نحتاج لتنمية المنظومة الإعلامية في مواجهة أخطار حملات ممنهجة ضد مصر.