
مسجد جمال الدين محمود الاستادار: تاريخ من الفخامة بالدرب الأحمر

ساره وائل
يُعد مسجد جمال الدين محمود الاستادار، المعروف أيضًا بمسجد الكردي أو المدرسة المحمودية، واحدًا من المعالم التاريخية الهامة في منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، يقع المسجد في شارع الخيامية المتفرع من شارع أحمد ماهر، ويعود تاريخه إلى العهد المملوكي، حيث يُعتبر أحد أبرز المنشآت التي بنيت في عهد السلطان فرج بن برقوق.
نشأة المسجد
تأسس المسجد في عام 797 هـ “1395م” على يد الأمير جمال الدين محمود الاستادار، الذي كان من الشخصيات البارزة في العصر المملوكي، ويعتبر جمال الدين محمود بن علاء الدين السودوني الأستادار، مؤسسًا للجامع، وكان يشغل عدة مناصب هامة في السلطة المملوكية، فقد خدم أستادارًا للأمير سودون، ثم أصبح أستادارًا للسلطان الظاهر برقوق في عام 790 هـ (1388م)، قبل أن يتقلد منصب مشير الدولة في السلطنة.
أثره في السلطنة كان كبيرًا، حيث كان يتحدث في دواوين السلطنة الثلاثة: ديوان المفرد الذي يتعامل معه الاستادار، وديوان الوزارة الذي يعنى بشؤون الدولة، وديوان الخاص الذي يتعلق بنظر الخواص، وكان له تأثير قوي في إدارة شؤون السلطنة، وذُكرت كلمته في جميع أمور الدولة.
وفاة المنشئ:
توفي جمال الدين محمود الاستادار في سنة 799 هـ (1396م) أثناء فترة حكم السلطان فرج بن برقوق، وكان قد توفي محبوسًا، ورغم وفاته المبكرة، فإن المساجد التي أسسها في تلك الفترة تظل شاهدة على نفوذه وأثره في تلك الحقبة التاريخية.
المعمار والتصميم:
مسجد جمال الدين محمود الاستادار يتميز بتصميمه المعماري المملوكي الفريد، ويعد من أبرز المعالم في منطقة آثار جنوب القاهرة، ويجسد المسجد الطراز المعماري المملوكي في البناء والزخارف، ويعكس في تفاصيله الفخامة التي كانت سائدة في تلك الفترة.
ويعد المسجد معلم ديني وجزء من تاريخ حي الدرب الأحمر ومنطقة آثار جنوب القاهرة، ويستمر في كونِه معلمًا تاريخيًا مميزًا يعكس براعة العمارة الإسلامية في تلك الحقبة الزمنية.