عاجل.. دولة بالشرق الأوسط حصل على ترخيص تصنيع طائرات "سو-35 وسو-30" الروسية

حصلت إيران على إذن من روسيا لتجميع طائرات مقاتلة من طراز سو-35 وسو-30 محليًا بموجب ترخيص، وهي الخطوة التي من المتوقع أن تؤدي إلى تحسين القدرات الجوية لطهران بشكل كبير، والتي تأخرت عن مجالات أخرى من جيشها. 

تطوير القوات الجوية الإيرانية

وبحسب محللين عسكريين، فإن الإنتاج المحلي قد يسمح للقوات الجوية الإيرانية، التي اعتمدت على طائرات قديمة، بالحصول على أكثر من 100 طائرة من طراز سو-35 وسو-30 من الجيل الرابع في فترة قصيرة من الزمن.

وتشكل الشراكة بين إيران وروسيا في تجميع هذه الطائرات المتقدمة تطورًا مثيرًا للقلق بالنسبة للعديد من دول الشرق الأوسط المتحالفة مع الولايات المتحدة، إذ إن تعزيز القوة الجوية الإيرانية من شأنه أن يقوض هيمنتها المستمرة في المنطقة.

كانت إيران وروسيا قد عززتاعلاقاتهما العسكرية والاقتصادية بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، وخاصة في مواجهة العقوبات الغربية. 

وفي أوائل عام 2024، انضمت إيران إلى الكتلة الجيوسياسية لمجموعة البريكس، ما جعلها أقرب إلى الدول التي تسعى إلى بدائل للنظام العالمي الذي يقوده الغرب. وتركز اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة الموقعة بين طهران وموسكو على الجهود العسكرية المشتركة ضد التهديدات المشتركة، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والتعاون لمكافحة العقوبات. 

على سبيل المثال، دعمت إيران روسيا بطائرات بدون طيار وصواريخ بالستية خلال الحرب في أوكرانيا، في حين قدمت روسيا دعما مماثلا من خلال توفير أنظمة حديثة، بما في ذلك نظام الحرب الإلكترونية مورمانسك-بي إن القادر على مواجهة طائرات إف-35 الإسرائيلية.

تعتبر الطائرة Su-35SE نسخة تصديرية من الطائرة Sukhoi Su-35، وهي طائرة مقاتلة من الجيل 4+ تم تطويرها كترقية للطائرة Su-27 Flanker. وتتميز الطائرة بإلكترونيات حديثة ومحركات توربوفان من طراز Saturn AL-41F1S، ما يحسن قدرتها على المناورة.  تم تجهيز "سو-35" برادار "إربيس-إي"، وهو رادار ممسوح إلكترونيا قادر على اكتشاف وتتبع ما يصل إلى 30 هدفا في وقت واحد ومهاجمة 8 منها، مع مدى اكتشاف أقصى يصل إلى 400 كيلومتر للأهداف الكبيرة.

وتحتوي طائرة سو-35 على 12 نقطة تعليق تدعم ما يصل إلى 8000 كجم من الحمولة، بما في ذلك الصواريخ جو-جو والذخائر الموجهة بدقة ومدفع داخلي من طراز GSh-30-1 عيار 30 ملم، ورغم أنها ليست طائرة شبحية، إلا أنها مجهزة بأنظمة مضادة للطائرات تهدف إلى تحييد رادارات العدو وأنظمة الصواريخ، وتحسين قدرتها على البقاء العملياتية.  

مع دائرة قتالية تزيد على 2000 كيلومتر والقدرة على إطلاق صاروخ R-37M، الذي يمكنه تعقب الأهداف على مدى يصل إلى 400 كيلومتر، تمنح طائرة Su- 35 إيران القدرة على نشر القوة في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك مضيق هرمز وما بعده، فضلاً عن إجراء دوريات جوية موسعة فوق الخليج العربي.

 ومن الممكن أن تؤدي هذه القدرات إلى تحسين قدرة إيران على مراقبة وتقويض الهيمنة البحرية التركية والإسرائيلية والأمريكية في المنطقة، وتأمين الممرات الجوية الحيوية.    

علاوة على ذلك، فإن الجمع بين أنظمة الرادار والصواريخ المتقدمة التي تمتلكها الطائرة يحسن قدرتها على التعامل مع التسللات الجوية للأهداف المعادية وحماية المواقع الاستراتيجية.

 علاوة على ذلك، فإن نشرها في قواعد محصنة مثل همدان ونسر 44 يضمن الأمن التشغيلي للطائرة وجاهزيتها، وهو ما قد يؤثر على استراتيجيات الدفاع لمنافسيها الإقليميين، بما في ذلك إسرائيل، ويعيد تشكيل توازن القوة الجوية في الشرق الأوسط.

علاوة على ذلك، توفر مقاتلة Su-35SE قدرات محددة يمكن أن تكون مفيدة ضد طائرات F-35 Lightning II الإسرائيلية، وF-15 Eagle، وF-16 Fighting Falcon. على الورق، يمكن للرادار "إربيس-إي" اكتشاف الأهداف على مدى يصل إلى 400 كيلومتر، وهو ما قد يسمح له باكتشاف الطائرات غير الشبحية مثل "إف-15 آي رام" و"إف-16 آي سوفا" قبل أن تصل إلى مدى الرؤية.

وفي سيناريوهات ما وراء مدى الرؤية "BVR"، يتمتع صاروخ R-37SE بمدى أطول من صواريخ AIM-120D التي تستخدمها هذه الطائرات.

 وفي المواجهات ذات مدى الرؤية "WVR"، توفر محركات الدفع الموجهة قدرة عالية على المناورة، مما قد يمنحها ميزة على طائرات F-15I وF-16I. على الرغم من أن ميزات التخفي في طائرة F-35I Adir تقلل من مقطعها الراداري، إلا أن نظام البحث والتتبع بالأشعة تحت الحمراء "IRST" في طائرة Su-35SE يمكنه اكتشاف هذه الطائرات بناءً على التوقيعات الحرارية، ما قد يقلل من ميزة التخفي، كما يقول الخبراء الروس. وفي نهاية المطاف، فإن الأداء الفعلي في القتال سوف يعتمد على عوامل مثل خبرة الطيار، والأهداف المهمة، والأنظمة الداعمة.