عاجل
الثلاثاء 18 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

بخطوات دبلوماسية قلقة

كيف يعامل النظام العراقي قادة دمشق الجدد؟

بعيد سقوط النظام السوري وفرار بشار الأسد من سوريا في الثامن من ديسمبر من العام المنصرم، شهدت العلاقات بين سوريا الجديدة والعراق تحولات كبيرة تزامنت مع مخاوف عراقية من الاندفاع السريع نحو تطبيع العلاقات مع قادة دمشق الجدد.



علم سوريا الجديد
علم سوريا الجديد

 

على الرغم من التصريحات الرسمية العراقية التي أكدت نية فتح صفحة جديدة في هذه العلاقات، إلا أن التحديات الداخلية والخارجية تُلقي بظلالها على مسارها المستقبلي.

 

تأجيلات تثير التساؤلات

 

كان من المتوقع أن يزور وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، العاصمة العراقية بغداد في 22 من فبراير الجاري، في زيارة رسمية لمناقشة القضايا المشتركة بين البلدين.

ومع ذلك، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر عراقية أن هذه الزيارة قد تأجلت، ليُصار إلى إعلان لاحق من قبل وزارة الخارجية السورية يفيد بأن موعد الزيارة سيُحدد لاحقًا بعد استكمال مشاورات فنية وتنظيمية.

وفي السياق ذاته، أفادت بعض وسائل الإعلام العراقية بأن تأجيل الزيارة جاء بناءً على طلب من السوريين، الذين طالبوا بضمانات أمنية على سلامة الوزير قبل الشروع في سفره.

وقد جرى تأجيل هذه الزيارة ثلاث مرات في ظل الظروف ذاتها.

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني

 

العراق بين التحديات الأمنية والموقف الإيراني

 

إن الموقف العراقي الرسمي تجاه سوريا لا يزال محاطًا بالقلق، في ظل العلاقات المتشابكة مع إيران، التي كانت قد أظهرت انزعاجها من سقوط الأسد، معتبرةً أن ذلك يمثل ضربة لمشروعها الإقليمي في سوريا.

هذا الموقف العراقي يعكس أيضًا صعوبة التوفيق بين مصالح القوى العراقية الموالية لإيران والسياسة الدبلوماسية الرسمية.

وعليه، برزت العديد من التحذيرات من أن القوى العراقية الموالية لإيران قد تسعى إلى التدخل في سوريا في المستقبل، رغم أن الظروف الحالية لا تشير إلى هذا الاحتمال في الوقت القريب.

ومع التحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها المنطقة، يبقى العراق مطالبًا بتبني سياسة توازن دقيق تحمي مصالحه الأمنية والإقليمية.

أحد أفراد القوات الخاصة العراقية
أحد أفراد القوات الخاصة العراقية

 

المستقبل السياسي.. بين الانفتاح والحياد

 

رغم الدعوات الرسمية العراقية لفتح قنوات التواصل مع دمشق، فإن الحسابات الإقليمية تظل عاملًا محوريًا في تحديد طبيعة هذه العلاقات. فبينما تسعى الحكومة العراقية إلى بناء جسور جديدة مع سوريا، يظل هناك شعور بعدم اليقين بشأن استقرار الوضع السوري وتداعياته على العراق.

ويؤكد هذا الواقع أن العراق في المرحلة المقبلة سيظل تحت ضغوط محلية وإقليمية، حيث عليه الموازنة بين متطلبات الاستقرار الداخلي والضغوط الخارجية المتمثلة في التدخلات الإقليمية والصراعات السياسية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز