
بالأدلة.. موقع أمريكي يكشف خطوات إسرائيل للتطهير العرقي في غزة

منيرة الجمل
نشر موقع "وورلد سوشياليست" الاشتراكي الأمريكي تقريرا عن إنشاء إسرائيل إدارة خاصة للإشراف على التطهير العرقي في غزة.
أبرز الموقع أمر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يوم الاثنين الماضي، بإنشاء إدارة في وزارة الدفاع مهمتها الإشراف على تنفيذ الخطة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتطهير العرقي في غزة.
أوضحت الوزارة أن الخطة تشمل مساعدات واسعة النطاق تسمح لأي مقيم في غزة يرغب في الهجرة إلى دولة ثالثة بالحصول على الدعم، بما في ذلك ترتيبات مغادرة خاصة عبر البحر والجو والبر".
وكان كاتس أمر الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق من هذا الشهر، بإعداد خطة لتنفيذ ما أسماه "خطة ترامب الجريئة، والتي قد تسمح لجزء كبير من سكان غزة بالانتقال إلى أماكن مختلفة حول العالم".
كما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الاثنين، أن رئيس الوزراء ملتزم بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنشاء غزة مختلف، متعهدا بألا تحكم حماس ولا السلطة الفلسطينية غزة.
ولفت الموقع الاشتراكي الأمريكي إلى عقد نتنياهو اجتماعا مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، حيث أشاد الأول "برؤية ترامب الجريئة لمستقبل غزة".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن ترامب أن قطاع غزة "لا ينبغي أن يمر بعملية إعادة البناء والاحتلال من قبل نفس الأشخاص الذين عاشوا حياة بائسة هناك، داعيا دولا أخرى إلى بناء مناطق مختلفة بغزة يعيش فيها في النهاية 1.8 مليون فلسطيني.
- انتهاك اتفاقية جنيف
نوه الموقع إلى انتهاك خطة ترامب اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر النقل القسري للمدنيين أثناء النزاعات المسلحة.
من جانبها، أدانت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة "فرانشيسكا ألبانيزي"، الأسبوع الماضي، خطة ترامب ووصفتها بأنها غير قانونية وغير أخلاقية وغير مسؤولة تمامًا، مضيفة أنها بمثابة تحريض على ارتكاب التهجير القسري، وهي جريمة دولية.
وفي مقال نشرته صحيفة "فوروارد" لأستاذ التاريخ الأوروبي الحديث في جامعة ستيتسون "إريك كورلاندر"، حذر من أوجه التشابه بين خطة ترامب للتطهير العرقي في غزة وخطط نقل الشعب اليهودي التي سبقت قتلهم الجماعي خلال الهولوكوست.
وكتب كورلاندر: "تخيل زعيم قوة عظمى عالمية يعلن عن خطة لإزالة مجموعة عرقية بأكملها من منطقة سكنتها منذ فترة طويلة. وسيتعين على الدول المجاورة توفير الأراضي لتلك القوة العظمى لإعادة توطين النازحين. وسيكون للاجئين إدارة خاصة بهم في هذه المنطقة، لكنهم "لن يحصلوا على الجنسية"، لأن أي شعور بالمسؤولية تجاه العالم من شأنه أن يمنع تقديم "هدية دولة ذات سيادة" لشعب "لم يكن له دولة مستقلة لآلاف السنين".
- تطهير عرقي
وأوضح: "الخطة الموصوفة بإيجاز هنا ليست خطة الرئيس دونالد ترامب بشأن غزة، والتي تقترح استيلاء الولايات المتحدة على غزة وإعادة توطين سكانها الفلسطينيين على نطاق واسع. لكنها ما يسمى بـ "خطة مدغشقر"، التي ابتكرتها ألمانيا النازية في عام 1940 "لإعادة توطين" اليهود الأوروبيين."
تابع كورلاندر أن تلك الخطة كانت هي الاقتراح الرئيسي الأخير الذي تقدم به الرايخ الثالث لإزالة اليهود من الرايخ الجرماني الأكبر، والذي تصوره أدولف هتلر في كتابه كفاحي قبل "الحل النهائي"، من خلال إطلاق النار العشوائي على الرجال والنساء والأطفال اليهود على الجبهة الشرقية، مما أدى إلى عمليات قتل جماعي في معسكرات الموت وغرف الغاز في أواخر عام 1941.
ونوه كاتب المقال إلى أنه في هذا التاريخ يكمن تحذير: إن خطط النقل الجماعي للسكان الذين يُنظر إليهم على أنهم مزعجون أو خطرون يمكن أن تتطور بسرعة إلى فقدان السيادة والحقوق الإنسانية والمدنية، وفي نهاية المطاف التطهير العرقي.
أشار الموقع الاشتراكي الأمريكي، إلى مقتل 60 ألف شخص في الإبادة الجماعية في غزة حتى الآن، مؤكدا أن تنفيذ أي خطة من هذا القبيل يتطلب مستوى من العنف الإبادي على نطاق أعظم مما تم تنفيذه حتى الآن.
- خطط إسرائيل في المستقبل
ورأى الموقع أن هذه التحذيرات من السابقة التاريخية تشكل تحذيراً صارخاً لما قد يخطط له المسؤولون الإسرائيليون في المستقبل، مع الأخذ في الاعتبار مواصلة إسرائيل هياجها اليومي في جميع أنحاء غزة رغم "وقف إطلاق النار" الاسمي.
واستشهد الموقع بقتل القوات الإسرائيلية شخصين في مدينة رفح الجنوبية، مدعية أن الضحايا اقتربوا منها، فضلا عن اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مدارس وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، في مدينة القدس الشرقية.
بدوره، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش المداهمات، قائلا في بيان: "يدين الأمين العام انتهاك حرمة مباني الأمم المتحدة في القدس الشرقية المحتلة، بما في ذلك مركز تدريب الأونروا ومحاولة اقتحام ثلاث مدارس تابعة للأونروا والسعي إلى إغلاقها".
وقال المفوض العام للأونروا "فيليب لازاريني" إن القوات الإسرائيلية استخدمت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.
وأكد مكتب غوتيريش: "استخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية في البيئات التعليمية أثناء تعلم الطلاب أمر غير ضروري وغير مقبول"، مضيفًا أن هذه الهجمات تعد انتهاكًا واضحًا لالتزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي ويجب احترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات.
واختتم الموقع تقريره بمواصلة الجيش الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، هدم المنازل والبنية التحتية في الضفة الغربية بشكل منهجي، بالإضافة إلى إجراء قاذفات أمريكية عرضا لقدراتها على نشر قوتها في الشرق الأوسط.