
مفتي الجمهورية: بناء الإنسان قيمة في الإسلام وحلول المشكلات تكمن في إعادة غرس القيمة الأصيلة

بوابة روزاليوسف
أكد الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم ، أن بناء الإنسان في الإسلام يتم على ثلاثة مستويات رئيسية هى: التهيئة العقدية، والتهيئة الروحية، والتهيئة السلوكية،موضحا أن التهيئة العقدية تتمثل في بناء علاقة الإنسان بخالقه عَبْر الإيمان الصحيح والتوحيد، بينما تركز التهيئة الروحية على تزكية النفس من خلال العبادة والتقرب إلى الله،أما التهيئة السلوكية، فتتعلق بالقيم الأخلاقية التي توجه سلوك الإنسان في المجتمع.
جاء ذلك في كلمة مفتي الجمهورية أمام ندوة "دور الدين في بناء الإنسان" وذلك ضمن أنشطة المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان " والتي عقدت اليوم الثلاثاء بكلية الحقوق جامعة المنصورة .
وقال المفتي "إن حلول جميع المشكلات التي تواجه مجتمعاتنا تكمن في إعادة غرس القيم الإسلامية الأصيلة،التي تدعو إلى التعاون والتسامح والمواطنة الصالحة"، مؤكدا أهمية التربية الروحية والتوازن في علاقة الإنسان بربه، محذرًا من محاولات اقتلاع الإنسان من جذوره الدينية والشرعية،ومشددا على أن العبادة تقوّي العلاقة بين الإنسان وربه، وتمنحه التوازن النفسي والروحي. وأضاف أن "بناء الإنسان" يُعَدُّ قيمةً مركزيةً في الإسلام، موضحا أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة قد وضعا أُسسًا تربوية متكاملة تهدف إلى بناء الفرد والمجتمع على قواعد قوية وثابتة.
وبدوره ، رحَّب رئيس جامعة المنصورة الدكتور شريف خاطر، بفضيلة المفتي في رحاب الجامعة، مؤكدًا أن زيارته للمرة الثانية خلال شهر واحد تُعَدُّ شرفًا للجامعة وكافة منسوبيها، مشيرا إلى حِرص الجامعة على عَقد هذه الندوة حول "دور الدين في بناء الإنسان" بحضور فضيلة المفتي، في إطار أنشطة المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري"، من خلال الاستثمار في رأس المال البشري لتحقيق التنمية المستدامة بمفهومها الشامل.
وأكَّد سعي الجامعة من خلال العملية التعليمية وسلسلة من الندوات العلمية والثقافية إلى تحسين منظومة التعليم والارتقاء بمستويات التدريس، مع مراعاة القيم الدينية والثقافية، لتخريج طلاب قادرين على المنافسة محليًّا ودوليًّا،لافتا إلى اهتمام الجامعة بغرس قيم التسامح والتعاون بين طلابها، والعمل على إنارة طريقهم في شتى المجالات العلمية والفكرية والثقافية.
ونوه إلى أهمية الدور المحوري الذي تؤديه دار الإفتاء المصرية في نَشْر الوسطية والتسامح، وجهودها في إرساء هذه المبادئ من خلال المبادرات التي تتبناها الدولة لبناء جيل واعٍ، متحضرومتسامح.
ومن جانبه ،أوضح الدكتور وليد الشناوي عميد كلية الحقوق بجامعة المنصورة، أن المقصود ببناء الإنسان هو تربيته وتكوينه وإعداده ليكون إنسانًا سويًّا،عابدًا لله عن إرادة واختيار، عارفًا بواجباته، وقادرًا على أدائها بإتقانٍ وإحسان،مضيفا "أن هذا المقصد الديني العام تسعى العقيدة، والعبادات، والأخلاق، وجميع أحكام الشريعة المختلفة إلى تحقيقه، وأن كلية الحقوق تفخر بأن تؤدي إلى جانب دورها العلمي والبحثي دورها الاجتماعي في التوعية، من خلال استضافة هذه الندوة".
ومن ناحيته ،قال الدكتورتامر صالح وكيل كلية الحقوق لشؤون التعليم والطلاب إن الإنسان بحاجة ماسَّة إلى الدين لضبط تصرفاته وتنظيم معاملاته وعلاقاته، وهو الأمر الذي سعت دولتنا إلى تحقيقه عَبْر مبادرات وطنية، كان آخرها مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري"، بهدف تمهيد طريق المواطن المصري نحو التنمية والرخاء والإصلاح في شتى المجالات، مؤكدا أن جامعة المنصورة،تُعد من المؤسسات الفاعلة في تنفيذ أهداف هذه المبادرة.
وفي ختام الندوة، تم فتح باب المناقشة والحوار مع الطلاب، للإجابة عن تساؤلاتهم المختلفة،وأهدى الدكتور شريف خاطر درع جامعة المنصورة إلى الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، تقديرًا لدوره المتميز وجهوده في تطوير دار الإفتاء المصرية.
حضر الندوة رئيس جامعة المنصورة الدكتور شريف خاطر، ونائبا رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب الدكتور محمد عطية البيومي،ولشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة الدكتور محمد عبد العظيم، والدكتور وليد الشناوي عميد كلية الحقوق، والدكتور تامر صالح وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب،إلى جانب عمداء ووكلاء الكليات وأعضاء هيئة التدريس والصحفيين والإعلاميين وجمعٍ كبيرٍ من طلاب وطالبات الجامعة وممثلي الاتحادات والأسر الطلابية.