عاجل
الأحد 23 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
رؤية «القاهرة- الرياض»..  شرعية الاستقرار فى مواجهة مخططات الفوضى

رؤية «القاهرة- الرياض».. شرعية الاستقرار فى مواجهة مخططات الفوضى

فى هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ المنطقة ككل؛ تمثل حالة التناغم بين القاهرة والرياض حائط صَد قويًا يكتسب قوة الفعل لا رد الفعل. ويرجع للرؤية العربية قوة الصوت لا الصّدَى.



يأتى هذا التناغم والتكاتف فى لحظة نرَى فيها العنوان الرئيسى الذي خرج من دوائر التفكير إلى محاولات التنفيذ بتصريح مباشر من ترامب بدعمه إلى سلوك نتنياهو بإعلانه الشهير عن تغيير الشرق الأوسط. أى أننا أمام تحالف واضح بين واشنطن وتل أبيب هدفه قلب خريطة المنطقة. ليس مجرد دعم أمريكى؛ لكن تحالف على هدف بعينه يتحدّى إرادة كل المنطقة؛ شعوبًا وحكامًا. يتجاهل التاريخ ويستهدف تغيير الجغرافيا.. هذا هو التحدى الاستراتيجى الآن للمنطقة بأكملها.

فى المقابل؛ فإن حالة التناغم «المصري- السعودى» قادرة على تحريك الموقف واختراقه لعدة أسباب؛ خصوصًا أن هذا التناغم يستدعى بدوره كل القوَى الكامنة فى المجتمعات العربية والإسلامية سواء على المستوى الاقتصادى أو العسكرى أو السياسى، بجانب التأثير الواسع والفاعل فى العالم الإسلامى من قيمة بلد الأزهر الشريف وبلاد الحرمين. ما يجعله قادرًا على إزاحة كل ما يجرى ترتيبه فى عقل «ترامب- نتنياهو» لصالح الرؤية العربية بشكل إيجابى وفعّال.

 

ولذلك؛ من الطبيعى أن نرَى كل المقترحات الخاصة بقطاع غزة وكيفية إدارته بعد انتهاء الحرب، بحسب الرؤية «الأمريكية- الإسرائيلية» حتى الآن رهينة التشاور العربى سواء فى القمة المنتظرة فى الرياض، أو القمة العربية فى 4 مارس بالقاهرة.

وعلينا الأخذ فى الاعتبار أن هناك الكثير من التفاصيل التي يتم إغراق الملف الفلسطينى فيها بشكل عام، ما بين التهديد المتتالى بعمليات التهجير القسرى ثم الترويج لما يُسمَّى بالتهجير الطوعى، ثم حديث آخر عن الحصول على أسلحة نوعية الأسبوع الماضى.. فى إشارات إلى جريمة ما تنتظر الشرق الأوسط.

فى هذه اللحظة الحرجة يجب أن نتوقف عند مؤشر مهم وله دلالات كثيرة على قوة الموقف العربى وقدرته.. فحتى هذه اللحظة لم يتم استخدام أوراق ضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل من جانب الدول العربية؛ لكن خلال الأيام الماضية تم إفساد ما كان يريده نتنياهو والداخل الإسرائيلى واليمين المتطرف.

ممن تمنوا جعل المواجهة ما بين العرب والولايات المتحدة.

فالعالم الآن أمام إطار واضح بأن الدول العربية لها رأىٌ وسيادة ولديها أفكارٌ تختلف مع ما تم طرحه.

كما أننا أمام سياق رؤية عربية متناغمة قادرة على فتح مسار حوار جاد مع الولايات المتحدة بهدف التوصل لاستقرار حقيقى فى الشرق الأوسط.

من المهم أيضًا ملاحظة أن ما يجرى فى الشرق الأوسط هو جزءٌ من إطار عام فى النظام العالمى الآن خلال شهر من إدارة الرئيس الأمريكى ترامب، نستطيع أن نلحظه. وأن ما جرى فى الرياض خلال المحادثات ما بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية يتجاوز المسألة الأوكرانية.

وهو ما لاحظناه أيضًا خلال اجتماعات ميونيخ للأمن وما دار بين نائب الرئيس الأمريكى والمستشار الألمانى أولاف شولتس والوفود الأوروبية.

هذه المعطيات تقول إن هناك ترتيبًا ما فى الذهن الأمريكى لإعادة صياغة المُحدّدات مع روسيا خلال الفترة المقبلة.

ما يعنى أنه إذا كان الشرق الأوسط يواجه تحديات؛ فإن أوروبا هى الأخرى تواجه تحديات، والناتو على التحديد يواجه تحديات أخرى.

واقع الأمر أن القضية الفلسطينية الآن تحتل الأولوية الكبرَى فى دوائر صُنع القرار العربية.. كونها تشكل المُحدّدات العامة والأطر العريضة لمستقبل المنطقة كلها. 

نجد أيضًا أن «اليوم التالى لحرب غزة» هو السؤال الذي طرح نفسَه خلال 15 شهرًا من هذه الحرب، وكما أعلنت حركة حماس رسميًا أنه إذا كان فى مصلحة الشعب الفلسطينى تخليها عن حكم القطاع فإنها لن تعارض ذلك، وستتحمل مسؤولية هذا الأمر. 

وبالتالى؛ فإن الأمورَ واضحة سواء على المستوى العربى أو على مستوى الداخل فى غزة. ومَن يماطل هو الجانب الإسرائيلى، الذي لا يريد حماس ولا السلطة الفلسطينية؛ بل إنه لا يريد فلسطين بالأساس.

قيمة الموقف العربى الآن هى إيضاح وكشف حقيقة ما يجرى من تفاعلات فى الإقليم ووضع النقط على الحروف قبل فتح مسار حوار مع الإدارة الأمريكية.

المنطقة الآن بها رؤية عربية موحدة وواضحة وقابلة للتنفيذ لإحلال سلام دائم فى الشرق الأوسط وتجاوز الصراعات؛ فى مقابل طرف إسرائيلى يسعى لاستمرار الصراع وإحداث فوضى معينة سعيًا لإعادة التوازنات الإقليمية من جديد داخل الشرق الأوسط.. 

موقف القاهرة والرياض يقول للعالم كله إنه فى المنطقة الآن رؤيتان؛ الأولى: عربية تستند لشرعية الاستقرار.. والثانية: إسرائيلية تريد الفوضَى والدمار.

وبالتالى؛ فإن الرؤية العربية تُحدث اختراقًا واضحًا لكل السرديات والحجج الإسرائيلية.

.. وللحديث بقية.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز