![البنك الاهلي البنك الاهلي](/UserFiles/Ads/8372.jpg)
![سمعة مصر.. والمزايدون!!](/Userfiles/Writers/320.jpg)
طارق الشناوى
سمعة مصر.. والمزايدون!!
قبل 34 عامًا طالبت مؤسسة صحفية كبرى بنزع الجنسية المصرية عن المخرج يوسف شاهين، بعد عرض فيلمه (القاهرة منورة بأهلها) فى مهرجان(كان)، طالبوا السلطات بوضع اسمه فى ترقب الوصول فى مطار القاهرة.
فى نهاية الثلاثينيات أخرج كمال سليم فيلمًا أطلق عليه (الحارة)، لم ترتح الأجهزة الرقابية - التابعة وقتها لوزارة الداخلية - للاسم توجسوا من النوايا، وطالبوا بتغيير العنوان، لأن (الحارة) توحى بظلال الفقر والعوز فصار اسمه (العزيمة)، ودخل تاريخنا السينمائى العربى كأول الأفلام الواقعية.
عندما قدم صلاح أبو سيف فى منتصف الخمسينيات فيلمه (شباب امرأة) اشترطت الرقابة للتصريح أن يكتب قبل (التترات) تحذيرًا للأهالى حتى لا يتحول أبناؤهم إلى نسخ مشوهة من إمام (شكرى سرحان)، طالب الجامعة القادم من الريف، الذي يقيم علاقة محرمة مع شفاعات (تحية كاريوكا).
الكثير من الحكايات تؤكد أن سلاح سمعة الوطن كثيرا ما يستخدم، مع تعدد أهدافه، عندما أخرجت قبل 20 عاما، المخرجة اللبنانية جوسلين صعب فيلم (دُنيا)، قالوا: «سمعة بنات مصر تنتهكها مخرجة لبنانية»، رغم أنها تصدت لظاهرة ختان البنات، التي صدرت بعدها قوانين تجرمها، تكرر الموقف مع فيلم (ريش).
تعددت التحليلات، مع زيادة عدد الجوائز التي حصدها الفيلم، رغم أن البعض لا يزال يشكك فى أحقيته، ولا أدرى كيف تتعدد الجوائز التي يحصدها الفيلم من مهرجان إلى آخر بلجان تحكيم مختلفة، وتظل لدينا توجسات فى مصداقيتها؟
الفيلم ينضح بالصدق، يقف فيه ممثلون لأول مرة أمام الكاميرا، يجيد المخرج تحريكهم بكل هذه الكفاءة محافظا على تلقائيتهم، يستحق منا كل حفاوة وتقدير.
يبدو أن البعض لا يعرف كيف يشعر بالسعادة والفخر، قبل أربعة أعوام فاز الفيلم القصير (أخشى أن أنسى وجهك) للمخرج سامح علاء، ولأول مرة فى تاريخ السينما المصرية بجائزة (السعفة الذهبية) من مهرجان (كان)، الدورة أقيمت افتراضيا، فوجئت بأن الفيلم الذي لم يشاهده سوى عدد محدود جدا من النقاد، يواجه باتهام لا يقل ضراوة وهو الإساءة للإسلام، لمجرد أنه قدم رجلا يرتدى نقابا، حتى يتمكن من رؤية الفتاة التي يحبها.
المأساة ليست أبدا أن نختلف على تقييم عمل فنى بطبعه يحتمل تعدد وجهات النظر، لديكم مثلا فيلم (المومياء) لشادى عبدالسلام،الحاصل قبل 12 عاما على جائزة أفضل فيلم عربى من مهرجان (دبي) السينمائي، يراه البعض فيلما مملا، لا بأس من ذلك، فهو خلاف فنى مشروع، تتعدد فيه وجهات النظر، ولكن البأس كل البأس، أن يواجه العمل الفنى بإلقاء ماء النار اسمه (سمعة مصر) فى وجوه من نختلف معهم!!.